بالامس كتبنا مقالا تحت عنوان معركة الاصلاح المصيرية التي تبنتها المرجعية الدينية والتي نشرت في المواقع الالكترونية وتناولتها الصحافة اليومية في جريدة الحقيقة وقناة العهد حيث عرضنا جزء من خطب الجمعة وبينا فيها مفردات اللغة وقصديتها الوطنية بعيدا عن الالفاظ والمصطلحات الدينية وقد اشرنا الى ان المرجعية تحولت في خطابها من التلميح الى التصريح واليوم نكمل هذه المقالة على ضوء مستجدات خطبة الجمعة في 28 – 8 من الصحن الحسيني الشريف باشارة الشيخ الكربلائي الى تحديد ثلاثة اطراف في عملية الاصلاح مبينا واجب كل منهما
المتظاهرون : لقد ناشدتهم المرجعية باختيار عناوين مطالبهم بحيث تعبر عن اصالة وحقانية هذه المطالب ولا يسمحوا بحرفها الى عناونين لتعطي المبرر للمتربصين بهذه الحركة الشعبية والمتضررين منها للطعن بها والنيل من الأصالة الوطنية أو تعطيهم الفرصة للوصول إلى أهدافهم المشبوة…وعلى الشعب الذي يخوض معركة الإصلاح الى جنب معركته المصيرية مع الإرهابيين أن يتنبه بأن النجاح في هذه المعركة يتطلب توظيفاً صحيحا لآلياتها حتى يضمن الوصول إلى الهدف المنشود”…. هذا المطلب اشرت له في مقالات سابقة وقد سبقني في ضرورة الالتفات له شيخي واستاذي الكاتب العميد احمد الشمري .
المسؤولون : دعت المرجعية الدينية العليا المسؤولين ومن بيدهم مقاليد الامور بتفهم متطلبات النجاح في معركة الاصلاح والسعي بجد لتطبيقها وعدم الاكتفاء بالوعود التي اريد بها تهدئة المشاعر وتسكين إلام المعاناة بصورة مؤقتة كما حصل في السنوات السابقة , لذلك نبهتهم و التزمتهم المرجعية بالعمل بصورة مختلفة عما مضى، وناشدتهم بان يكسبوا ثقة المواطنين وليثبتوا انهم جادون وصادقون في الاصلاح وان نواياهم مع الشعب”… داعية المسؤولين في الدولة الى “اتخاذ قرارات جريئة تكون مقنعة للشعب العراقي الذي هو مصدر جميع السلطات” كما حثت المسؤولين على توفير الخدمات ومكافحة الفساد وقيامهم بخطوات أساسية لتحقق الثقة والاطمئنان لدى المواطن لأنهم يتجاوبون مع المطالب ويسعون بجد وصدق لتحقيقها “…ثم تحذر المرجعية المسؤولين بقولها: وليعلموا ان الشعب الكريم يراقب عملكم ويتابع أدائكم وسيكون له الموقف المناسب ممن يعرقل او يماطل في القيام بالإصلاحات ومكافحة الفساد.
المرجعية الدينية : اعتبرت المرجعية ولاول مرة نفسها طرفا في الاصلاح بل في الحقيقة هي الطرف المهم والمحرك والاساسي فيه وبينت واجبها هو بيان الخطوط العامة للعملية الإصلاحية، وأما تفاصيلها وخطواتها الضرورية تون في عهدة الواعين من المسؤولين في السلطات الثلاث… اننا نقول قد يتعدى دور المرجعية الى ابعد من ذلك اذا اخذنا بنظر الاعتبار قولتها المشهودة (( الاصلاح معركتنا المصيرية ولا خيار لنا فيها الا الانتصار ))فهي رسالة واضحة الى كل السياسين ان الاصلاح من مهمة المرجعية وبان محاربة الفساد هي معركة المرجعية ايضا ومن المستحيل ان المرجعية المسددة والتي تحت رعاية الامام المعصوم (ع) ان تخسرها بل سيخسرها الفاسدون مهما بذلوا من جهود واستعانوا باسيادهم من خلف الحدود فانهم لا محال مكنوسين الى مزبلة التاريخ .