23 ديسمبر، 2024 3:24 م

رسالة مفتوحة للأخوة عبد الزهرة وعثمان وعبد السادة وعمر

رسالة مفتوحة للأخوة عبد الزهرة وعثمان وعبد السادة وعمر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة الأعزاء عبد الزهرة وعثمان وعبد السادة وعمر.

وَمَشَتْ تُصَنِّفُنا يَدٌ مَسْمُومة مُتَسَنِّنٌ هَذا وَذَا مُتَشَيِّعُ

يا قَاصِدِي قَتْلَ الأُخُوَّةَ …غِيْلَةً لُمُّوا الشِّبَاكَ فَطَيْرُنا لا يُخْدَعُ

أجد طيلة حياتي اختلافاً في القبلة التي نتوجه في الصلاة اليها ,فالقبلة واحدة هي الكعبة المشرفة ,ولم أجد هنالك ما يدعو للاختلاف علي نبي الرحمة حامل رسالة السماء خاتم النبيين حررنا من براثن الشرك والوثنية صاحب القلب العظيم والنفس الكبيرة العملاقة لم يعرف الحقد والمكر والضغينة أنه ابا الزهراء (ص),فلكتاب واحد محفوظ بين ظهرانيه قرآننا الكريم {أنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون },والدين واحد سلمنا له هو الإسلام ,والصلاة هي نفسها صلاة الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء لكم ,دعونا نتسامى على خلافاتنا السطحية ,فحرمة الدم واحدة سواء كان سني أوشيعي أومسيحي أويهودي وبوذي وسيخي ,فالرسول يقول :الناس سواسية كأسنان المشط ,وخير الناس من نفع الناس , ولم يحدد في قوله عنوان فعل الخير وارتباطه بأي أسم ومسمى ,لماذا دماؤنا رخيصة لهذا الحد وأجسادنا مقطعة متناثرة الأشلاء على أرصفة الشوارع ؟الا يكفي (12) عام والقتل مستمر وأحباؤنا نفقدهم واحداً تلو الآخر,ماذا سيكتب التاريخ عن ما جرى بنا؟عن نساء اغتصبت وأعراض انتهكت وأمهات ثكلى وأرامل وأيتام ,ومهجرين ونازحين ينتظرون انتهاء سيناريو من اعدموا ضمائرهم ووضعوا أخلاقهم تحت أقدامهم , لا تنصتوا لحديث من ليس له حديث محترم لكم ,فالسفينة هي نفسها التي تقودنا وتقودكم وتقود كل العراقيين لبر الأمان,ما ذنب أطفالنا وهم يدرسون ثقافة الحقد على الأخر لينتج لنا جيل ملؤه الكراهية ,ويضعون كتب التعرف على تاريخنا وتاريخ أجدانا من ملاحم وبطولات على رف الحائط والتراب وقد نسج العنكبوت بيته عليه ,صدقوني لا يوجد هنالك خاسر ورابح ومحايد الجميع يشتركون بالمصائب,فالسيارة المفخخة لا تحدد هوية المقتول عندما يحين موعد انفجارها ,هم يستهدفون نسيجنا الاجتماعي وبساطة قلوبنا

وعطفنا وكرمنا ,وحالة التصاهر بيننا,من منا لديه الجرأة في التطاول على مقام آل الرسول ؟لازلت أتذكر جارنا الدليمي وهو يوصي جدي :لي طلب عندك لا تنساني من الدعاء عند الحسين وأبا الفضل العباس أبن البدوية ,وكان يشد مئزره ويطبخ معنا في ذكرى عاشوراء ,وكانت وصيته وهو على فراش الموت (ادفنوني في النجف يم علي الكرار),ماذا حل بنا وبأحلامنا الصادقة وسرائرنا الطيبة ؟من لوثها بكلام السوء الذي يشحنها ويدفعها بالتعدي والتطاول على حرمات الناس ,او ليس لنا في رسول الله أسوة حسنة وهو القائل للذمي {من أذى ذمياً فقد آذاني ومن آذاني فقد أذى الله } كيف نؤذي بعضنا وقد تحمل الرسول مشقة وعناء جهل الجاهلين حتى يكمل رسالته للعالمين ؟كيف نضاهي العالم بنا ونحن نختلف لأبسط الأمور ونتخاصم عليها ويقودنا هذا الاختلاف لتصفيات جسدية ,العراق هو بيتنا الكبير الذي يضمنا لصدره ,وليس بحار الموت التي يلجأ اليها المهاجرون في هجرة مجهولة لينالوا الخلاص ممن عاثوا بوطننا فسادا وخرابا ,علينا أن نتحاور مع أنفسنا ونسألها بصراحة هل يمكن أن نلغي مستقبلنا ونرمي به للهلاك لأن عبد الزهرة وعبد السادة انتقلت أليه السلطة ؟,وأصبح قاضياً أو قائداً أو سفيراً أو …أو …أو,ونحطم تاريخ بلد ونزجه بأتون حرب طاحنة ,على عمر وعثمان عليهم أن يحاسبوهم أن اخطأوا في عملهم ومنهج سلوكهم ,لا أن نختلف معهم بسبب عنوان الأسم ,علينا أن نوقف عمر وعثمان ليس لأسميهما بل بسبب خطا يصدر منهم فيه مضرة للمجتمع ,لقد خلد عثمان الاعظمي وهو يضحي ويجود بنفسه لينقذ زوار الأماميين متجاوزاً عقدة الطائفة والمكون ,وظل علامة دالة لكل من ينشد الوحدة الوطنية ,وأم قصي الجبورية والتي سميت أم طوعة الجنوبية كيف دافعت عنهم من تنظيم لا يعرف أي معنى للرحمة ,وضمت أولاد الفرات والجنوب بين ضلوعها وضحت بنفسها من اجلهم ؟في حين كان هنالك من يشاهد اولاد سبايكر وهم يقتلون بأبشع الوحشية ولا يحرك ساكن ,وهي أبرأت ذمتها أمام الله وضميرها لتخبر الأمهات أنني أم عراقية حرة وأبية,بادل هذه المواقف الناصعة أبن الملحة من محافظات الجنوب والفرات ترك زوجته وأطفاله وأمه وأبيه ,وهو لا يمتلك قوت يومه ملبي نداء المرجعية يقاتل ويستشهد دفاعاً عن حرائر العراق وأرضه ومقدساته وأينما كان المكان والشهادة ,هم ذاهبون دون تردد يقاتلون في الانبار وتكريت وسامراء دفعتهم مروءتهم وحميتهم كما هو الحال لعثمان وأم طوعة لم يحسبوا تضحياتهم بالمقياس النفعي وإنما بمن سيدخل في سجل تاريخ الأحرار ,ماذا ستقدم لنا الحروب سوى بلد محطم كقطعة قماش تمزقها الرياح العاصفة ,الى أين ستقودنا التناحرات والسجالات لقضايا أكل الدهر عليها وشرب ؟في بيتنا الواحد هناك أب سني وأم

شيعية والعكس بالعكس وعشائر متداخلة مع بعضها حالة التصاهر هذه هي سر قوتنا ,ورحمة الله تنزل على عباده المتراحمون أصحاب القلوب البيضاء ,وليس المتخاصمون أصحاب الغلظة بقلوبهم ,ارجعوا لطيب أصلكم ومعادنكم النفيسة ,ولبيوتكم التي لا ترد سائل ومحتاج ,وكرمكم أشهر من نار على علم ,هو علامتكم لإرشاد التائهين في ظلمة الليل الحالكة .