23 ديسمبر، 2024 3:24 ص

رسالة مفتوحة الى وزير الشباب والرياضة المهندس جاسم محمد جعفر : استقِل ياسيادة الوزير.. لأنك قتلت حلمنا

رسالة مفتوحة الى وزير الشباب والرياضة المهندس جاسم محمد جعفر : استقِل ياسيادة الوزير.. لأنك قتلت حلمنا

سيادة وزير الشباب والرياضة المهندس جاسم محمد جعفر..
الاستقالة شيء حضاري عندما يشعر المسؤول انه فشل في تحقيق منجز مطلوب فيه ان ينجح، أو عند الشعور باستحالة تحقيق ما يجب أن يحققه من أي مسؤول، وانا شخصيا لا اتكلم عن حالة تعيشها وتلمسها دوما النظم الديمقراطية التي تبحث عن تطبيق سمات الدولة العصرية المؤسساتية، ولكني اتكلم عن مقدار ما يحمله المسؤول الحقيقي من التكليف الذى يعرف الطريق الى المعنى الحقيقي للمسؤولية وكل إنسان حر في تقرير ما يراه بشأن حياته الخاصة، لكنه بالضرورة لا يملك الحرية عندما تكون قدرته على القيادة في وظيفته انعكاساً على جمهوره الواسع، فما بالك إذا كانت تنعكس على حلم شعب بالأمن والاستقرار والطمأنينة في ظل موجة حاقدة تحصد ارواح الابرياء من الاطفال والشباب والشيوخ.
اقولها لجنابكم ومن مبدأ مواطنتي وعراقيتي التي كفلها دستور جمهورية العراق ، اقولها لك ، استقِل ياوزير الشباب والرياضة، لأنكم لم تستطيعوا ان تحققوا حلم العراقيين في ملف بطولتي خليجي 21 و22 ، حتى اصبحتم عبئا على الشباب والرياضة في بلدي المجروح، ولا تستغرب ياسيادة الوزير صراحتي، لأنكم فشلتم في رسم سياسة الشباب العراقي واحتوائه لنقله من الواقع المؤلم الذي يعيشه الى واقع سعيد، على الرغم من الامكانيات الضخمة والكبيرة التي تمتلكها وزارتكم، حتى بات الشباب العراقي عرضة لمئات الآفات المجتمعية الفتاكة التي جعلت امنيته في الهجرة خارج الوطن اولى اولوياته، ولا اريد ان اسطر ما تعانيه تلك الشريحة لأنها معروفة للجميع، وعليك النزول الى الشوارع لترى الشباب العراقي (سكارى وماهم بسكارى)، اما في الجانب الرياضي ، فلله الحمد ، هنالك كثير من القصص والحكايات التي من الممكن ان اسطرها لك من دون ان تكفي صفحات الصحيفة الاثنتي عشرة لها  لتكون من المبكيات المضحكات، ولكني اعطيك مثالا بسيطا اطلعت عليه ياسيادة الوزير منذ ايام قلائل، الذي يقول ، بان وزارتكم الموقرة باشرت ببناء ملعب في بلدروز منذ شهر ايلول 2011 ولم ينجز حتى الان وهو مهجور حاليا مع العلم ان مدة الانتهاء منه حسب لوحة الاعلان التي ثبتتها وزارتكم تبلغ مائة وخمسين يوما!!… نعم ياسيادة الوزير، هذا غيض من فيض على اعمال وزارتكم العملاقة.
استقِل ياسيادة الوزير .. اقولها لكم بحكم قوة الدستور العراقي التي تكفل قول هذا.. لأنكم اضعتم على العراقيين الحلم مرتين، الاولى في خليجي21 ، وقلنا حينها ورددنا ، سيبقى الحلم قائما حتى خليجي 22 في البصرة الفيحاء، لأننا اعطينا لكم مساحة من الاعذار في الاولى ، تكفي لمنحكم سنوات اخرى لتحقيقه من جديد بعد سنتين، ولكنكم بقيتم مصرين على ركل حلمنا من جديد بفضل (تلكؤ) كل مفاصل وزارتكم في انجاز المدينة الرياضية في البصرة حتى استصعب عليكم الامر في انجاز هذا المشروع الاستراتيجي ولم تكونوا يوما حازمين تجاه الامر مما جعل العمل يمتد سنوات اضافية، اذ واعدتمونا في عام 2011 على ان المدينة الرياضية ستكتمل في شهر حزيران 2012 كحد اقصى، ولكنكم اخلفتم الوعد من جديد، لأننا ندخل عام 2014 بعد شهرين والمدينة لم تكتمل منشآتها ليومنا هذا، واحيطك علما يا سيادة الوزير بان المدينة الرياضية في البصرة لن تُشطب نهائيا الا بعد خمس اشهر او ستة حسب ما اعلنته هيئة استثمار البصرة خلال زيارتها للمدينة في الاسبوع الماضي، واجد ان افتتاحها يوم الثاني عشر من الشهر الحالي هو اجلكم الله (كذبة) يحاول بعضهم ان يطليها علينا، مثلما حصل في حملة اعمار ملعب الشعب الدولي عندما اصررتم على اقامة نهائي دوري الكرة العراقي للموسم 2009 -2010  فيه، بين فريقي الطلبة ودهوك، على الرغم من عدم اكمال الاعمار لتتخلى الشركة صاحبة المشروع وتسلمكم الملعب (خربة) وعلى وجهها ابتسامة عريضة على القصور في تفكير القائمين على الوزارة، ليبقى الملعب الوطني الوحيد في العراق على حاله البائس الذي نرثي حاله نحن ابناء اللعبة ومحبوها، واظن انكم تكررون نفس الاخطاء في المدينة الرياضية التي كلفت البلد نصف مليار دولار ويزيد، واجد ان السيناريو يتكرر في نفس الصورة للأسباب لا يعلمها الا سيادتكم والمقربون منكم والعارفون ببواطن الامور.
ياسيادة الوزير، اؤيدكم في الانسحاب من بطولات الخليج الكروية، لأننا ليس بلدا خليجيا ويعاملوننا في المنظومة الخليجية على هذا الاساس، وما يكتبونه في يافطاتهم تدل على ذلك عندما يسطرون “بطولة مجلس التعاون الخليجي واليمن والعراق” وهي رسالة نعيها جيدا ولكننا تعودنا ان ندس رؤوسنا في الرمال، كما انهم سمحوا لليمن في المشاركة في كافة الفعاليات بالبطولات الخليجية ولم يسمحوا للعراق بذلك، فتصور ياسيادة الوزير، ولكنني كنت اتمنى ان يكون الانسحاب بعد ان نقدم لهم منشآت متكاملة ليس فيها نقص ولا نطلب مهلة لإكمالها وهم يضحكون في سرهم علينا لمعرفتهم المسبقة باننا لن نفي بوعودنا لأننا لا نملك القدرة على القيادة والانجاز، لكي نقدم لهم درسا مجانيا عن قدرتنا كصناع للحياة في كافة المجالات التي فقدناها منذ زمن بعيد عندما جلس الرجل غير المناسب في المكان المناسب.
ياسيادة الوزير .. اتمنى ان تستجيب لندائي وتقدم استقالتك التي ينتظرها الجميع حتى وان ساقتهم العواطف وليس المواقف في قول كلمة حق، ليشغل مكانكم من يقدم لنا حلما جميلا في باقي استحقاقاتنا الرياضية ويصنع الرياضة في مصنع الوزارة التي تعد خيمة الرياضة العراقية، ولابد ان اقول لكم ياسيادة الوزير بان تأمر اصحاب القرار في الوزارة بتقديم استقالاتهم ايضا لانهم شاركوا في اغتيال الحلم العراقي بالعموم والبصري بشكل خاص.
واخيرا .. اتمنى لكم ان تكونوا في أماكنكم المناسبة التي تتناسب مع قدراتكم المهنية والشخصية كمهندس عراقي يستطيع ان يحقق حلمنا في مجال اخر.. وانا بالانتظار.
 
[email protected]