18 ديسمبر، 2024 7:23 م

رسالة مفتوحة الى ” نائب الإمام الغائب “

رسالة مفتوحة الى ” نائب الإمام الغائب “

الحمد لله وكفى ، والصلاة على سيدنا المصطفى ، وعلى آله وصحبه أهل العلم والوفا .. أما بعد : لست من الذين يجيدون تزويق العبارات وصياغتها وفق الإسلوب الدبلوماسي .. لأني أؤمن بعقيدة راسخة إن ذلك ضرب من ضروب النفاق ، وهذا ما لا أجيده ولا أحسنه على الإطلاق ؛ فقد تجد آلاف المنافقين ممن يصدقون أنك نائب للإمام المختفي أو ظل له في الأرض حسبما يصوره أولئك التافهون المنحرفون .. كما أني مؤمن جدا من أنك شيخ المنافقين وكبير السحرة والدجالين نظرا لما تمتلك من نظرة إستعلائية حقيرة .. تنظر لغير الفرس بإزدراء قل نظيره .. وحين عجزت عن تفتيت وحدتهم لجأت الى شراء ذمم بعض المنحطين الذين يشبهونك قلبا وقالبا من خلال العزف على وتر مهترئ عنوانه حبك لآل البيت ، وكأنك وصي عليهم . إلا أنك تجاهلت أنهم عرب أقحاح لاعلاقة لهم بفارس ، أما سلمان الفارسي فهو صحابي جليل وليس من بني هاشم فلا تقحموه في بعض إطروحاتكم الغبية لأنها لاتنطلي على أولي النهى .
حين سقط الشاه في شباط 1979 بفضل إنتفاضة الشعب الإيراني بكل أطيافه تمكن الهالك ” خميني ” عليه من الله مايستحق ، تمكن من سرقة تلك الثورة وتجييرها لصالح المعممين ومن ثم الإستفراد بها لوحده ، ضاربا أروع الأمثلة بالدكتاتورية الدينية البغيضة . إستبشر الناس آنئذ بأن مشاكل الإسلام والمسلمين ذهبت أدراج الرياح ، وإن فلسطين ستتحرر من قبل الفرس حصرا وأظنك تتذكر شعارات مولاك خميني ، وتتذكر جيدا ” جحافل ” االبعوض التي ارسلها لطرد الصهاينة المحتلين ، وتتذكر جيدا إن جحافل الجيش البعوضي هلك من قبل أن يخرج من بلاد فارس والبعض الآخر توجه لتحرير كربلاء من براثن العراقيين العرب ! كون كربلاء قرية فارسية تعود لجدك الأكبر كسرى يزدجرد والذي تحاول جاهدا أن تعيد أمجاده تحت ذريعة تصدير الثورة تارة ، وحبك لأهل البيت تارة أخرى ، أتفق معك من أنك تريد أن تعيد أمجاد جدك الذي أهلكه الله على يد الخليفة الراشد وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، لكني لا أتفق معك من أنك تحب آل البيت لعدة أسباب لعل من أهمها الثراء الفاحش الذي يكتنفك من رأسك إلى أخامص قدميك على خلاف ماعاشه أهل البيت الكرام من شظف العيش وخشونة الحياة ، فلا تصدع رأسي بهذه التفاهات ولا تنصب نفسك حاكما بأمر الله أو نائبا له في الأرض .
لست بصدد إستعراض المفاصل الدينية – على الرغم من تمكني والحمد لله – لكني اود أن الفت إنتباهك بأن العراقيين ليسوا أغبياء كما صوّر لك البعض أو صوّرت لك مخيلتك المريضة ، وهم – أي العراقيين – يدركون أن إيران فارس تلعب على عدة حبال فتفوقت بذلك على أمهر العاملين في مجال السيرك الإستعراضي ، فلا مات الشيطان الأكبر ولا أندثر الشيطان الاصغر ، لكن الذي مات وتعرض للأذى هم أهل السنة حصرا وأظنك تعرف ماذا أعني ؟ فهل تمتلك الشجاعة لتخبرني ماذا تفعل القاعدة في أراضيكم ؟ ومن هو الذي صنع داعش وأخرجها من رحم القاعدة وأين ذهبت تلك الاسلحة والمعدات التي استولى عليها الداعشيون في عام 2014 ؟ أتحداك .. ولماذا لم يتجرأ أحد منهم بالقيام بأعمال مسلحة على أراضي ايران على الرغم من الخلاف العقدي بينهم وبينكم ، ولماذا إقتصر نشاط القاعدة ومن بعدهم داعش على الاراضي العراقية وتحديدا تلك التي يقطنها أهل السنة ؟؟ .
لقد خاض ” أولاد الخايبة ” حربا ضروسا مع عصابات تظهر هنا وتختفي هناك ، فأين هي جثثهم ، أين تلك المعدات التابعة لهم ، أين السيارات الفارهة التي منحها لهم خادمك الذليل نوري المالكي ومن ورائه الأذل مسعود بارزاني ؟ أين أين أين .. فما الذي تريده من العراق وسائر دول المنطقة ياترى ؟ أتريد أن تكون كسرى جديدا في منطقة عربية أم تريد أن تكون إمبراطورا يشبه هيلاسي لاسي أو عيدي أمين ؟ ثم ، قل لي بربك – لو كنت تعبد الله حقا – لماذا تبعثر المليارات من أموال الشعب الإيراني هنا وهناك بدلا من أن تستغلها في الإعمار وبناء الإنسان الإيراني ؟ من الذي خولك – أيها المنحط – أن تقتل وتسبي وتدمر وتهجر ؟ هل هو ماني ام هو إله جديد إخترعتموه أنت وسيدك المشعول خميني ؟
واليوم ، وبعد أعوام من الدمار والخراب ونقص في الأنفس والثمرات ، جاء دور محافظة نينوى كي تشارك الدمار في الأنبار والفلوجة وصلاح الدين وتنظم الى قائمة الكهوف التي تضج بالجوعى والعرايا والمشردين وأن تكون ملجأً خصبا للعصابات المتخصصة بالسلب والنهب وانتهاك الأعراض ، وما إفتتاح مقرات لحزب الدعوة العميل وفيلق بدرالإرهابي في محافظة الموصل إلا دليل واضح على ماذهبت اليه من إطروحات .. فهل يحتاج الموصليون الى مقرات لهؤلاء الأراذل أم تراهم يحتاجون إلى إعادة إعمار مادمرته الصواريخ والقنابل ؟ إذن فقد أتضحت الصورة ، أنه المد الشعوبي لاغير ، بدأ بفلسطين ثم ثنى بالعراق ، والدور القادم على دول الخليج العربي ، وما زال الجميع نائمون في أحضان الشقراوات ..
ختاما أرجو ان تراجع حساباتك وتتذكر أن وراءك موت محيط بك لاتفعك أرصدة ولا أمبراطوريات ، فإن أبيت فلعنة الله عليك إلى يوم الدين ..
نسخة منه الى /
الملك سلمان آل سعود : بدلا من الخلافات مع بعضكم البعض إحذروا المد الفارسي فهو محيط بكم ، ولا تنصب نفسك إمبراطورا على الخليج ، فأنت أصغر من أن تحمي قرية صغيرة ..
ملك البحرين : خفف من البطر وتمثيل دور سوبرمان وأنت بحجم حبة الكرز .
حكام الإمارات : خليكم في منشآت القمار والفنادق وجزر النخيل ودعكم من السياسة فما أنتم بأهل لها ..
الرئيس عبد الفتاح السيسي : تنقلب على الشرعية ، ثم تطلب المثالية ؟ يا أخي كن منصفا وخلي بعينك حصوة ملح .
اللهم إشهد أني بلغت ؟