هذا يومك يا عبير الجنابي , فلقد شاء القدر ان يحدث اللقاء …. بينك وبين عشرين ضحية في عمر الزهور مثلك , وجوههم جميلة مثل وجهك , أرواحهم بريئة كروحك , تلامذة مدرسة ابتدائية في قرية امريكية صغيرة , تماماً كمدرستك في قضاء المحمودية بالعراق , كلكم ضحايا وكلكم بلا ذنب , إلا ان الفرق بينهم وبينك ,أنهم قتلوا داخل مدرستهم … وانت قتلت في بيتك حال عودتك من المدرسة.
أوصيك يا عبير ان تحسني استقبالهم فهم اطفال مثلك انت , ومثل اختك هديل ذات السبع سنين التي قتلت معك .
هؤلاء قتلوا داخل مدرستهم في امريكا من قبل قاتل امريكي , وانت قتلت في بيتك بالعراق على أيد قتلة امريكان جاءوا من امريكا . لقد تسبب مقتل التلاميذ في حصول فزع كبير وحزن عميق أصاب اهاليهم , عكس اهلك اللذين لم يكونوا معك في الغرفة التي اقتادك القتلة الى داخلها كي يتمكنوا من اغتصابك بالتناوب وانت ذات الخمسة عشر ربيعاً … ومع ذلك فان اهلك لم يصبهم ما اصاب اهالي الضحايا الامريكان من فزع وحزن …حيث لم يكن لديهم وقت لغرض الفزع والحزن , فوالدك قاسم حمزة الجنابي تهشم رأسه بالرصاص , ووالدتك فخرية طه محسن واختك هديل مزقت جسديهما طلقات البنادق الرشاشة , فمتى يفزعون وكيف يحزنون ؟ ثم ان الموت أفضل لهم من الحياة بعد اغتصابك بالتناوب واشعال النار في جسمك لا لذنب اقترفتيه ولا لشيء سوى كونك فتاة عراقية صبيحة الوجه جميلة.
ومع ذلك أوصيك يا عبير ان تحسني استقبال الضحايا الامريكان رغم انهم من نفس ملة اللذين اغتصبوك واشعلوا النار في جسدك الطاهر الذي جعلوه مستباحاً , فالامريكان بشر ..فيهم اشرار وقتلة وفيهم ضحايا و ابرياء .
في نفس يوم الجريمة الكبرى في المدرسة الامريكية ظهر باراك اوباما رئيس الولايات المتحدة الامريكية على شاشات قنوات فضائية يعزي الشعب الامريكي على هذا المصاب الجلل خصوصاً اهالي الضحايا ممن فقدوا فلذات اكبادهم اللذين وصفهم باصحاب الوجوه الجميلة والمستقبل الزاهر … وهنا شاهد الامريكيون دمعة رئاسية تتدحرج على خد رئيسهم فأيقنوا انه حقاً يشاركهم احزانهم… هم لم يعتادوا رؤية رؤسائهم يبكون… ولا حتى يبدون ادنى قدر من الاهتمام لمقتل اطفال غير امريكان على ايدي قوات امريكية في العراق وافغانستان وعلى ايدي قوات اسرائيلية في غزة .
هذه يا عبير دمعة امريكية إنسابت حزناً على ضحايا أمريكان ابرياء لم تسمح لهم اعمارهم ارتكاب اي ذنب ’ قتلهم غيلة شاب امريكي مهووس جائهم من بيته الذي قتل فيه أمه بالرصاص.. . اللافت للنظر ان جرائم القتل الجماعي في المدارس والجامعات وحتى في دور السينما تكررت في الولايات المتحدة الامريكية , وان القتل في مثل هذه الجرائم كان غاية لا وسيلة , وهو ما يطلق عليه بالقتل من اجل القتل … وها هو يحدث مرة اخرى في امريكا .
اذا لم تهطل دمعة اوباما على هذا الحال فمتى يبكي الرئيس ؟
أما انت يا عبير ففي يوم 12 آذار (مارس ) من عام 2006 داهم داركم في المحمودية عدد من جنود الاحتلال الامريكي في العراق واقتادوك انت وحدك الى غرفة من غرف المنزل بعد ان قتلوا اختك الطفلة هديل وامك وابوك ليتناوبوا على اغتصابك عنوة ثم اشعلوا النار في جسدك الطاهر الذي دنسوه لاخفاء جريمتهم . وخرجوا كأن شيئاً لم يكن . هل يوجد في الانسانية احقر واوحش من هذا العمل ؟
عزائك يا عبير الجنابي انك خالدة في وجدان العراقيين .
ومع ذلك اوصيك يا عبير ان تحسني استقبال الزهور الامريكية البريئة , فأنت زهرة عراقية وهم زهور مثلك , واعلمي ان لا فرق بين الزهور… إنما العلة في البشر .