السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد استبشرنا خيرا يومَ تسنمِكم منصبَ رئيس مجلس الوزراء وهو اليوم الذي سيكون علامة فارقة في حاضر ومستقبل شعبك ووطنِك، فألف مبروك.
سيادة الرئيس:
لا يَخفى عليكم الواقعَ المُر الذي يعيشهُ شعبُنا في العراق وقد تقاسمتم هذه المرارة وتجرَّعتم طعمَها، وصبرتُم على حرارةِ نارهذا الواقع عبر سنين خلت وما زلتم تُعانون. من هذا المنطلق فإننا نعي دورَكم الخطير والفاعل والعظيم في مواجهة بقايا داعش، ومواجهة الفاسدين والمتبربصين، ووباءِ كورونا، وإن عملية التصحيح كما نعرف هي أكثر المراحل تعقيدا وخطورة. كذلك أنا المواطن العراقي يجب أن أعي دوري الحقيقي بالوقوف الى جانب حكومتي بحسب استطاعتي علما ومعرفة ونشاطا، لأن الأخذ بالرأي والبحث عن أهل الكفائات لمشاركتِهم على قدَرٍ يجعل من الحكومة أقوى أمام التحديات ويكون فيها رئيسُها صاحب قرار وسطوة وفاعلية، وله الغَلبَة. كما تعرفون فإن الكفاءة تدخل في صناعةِ الدولة الرصينة والرائدة وليس العمل الفوضوي الغير محسوب الذي يجرُها الى الإنهيار الحتمي والندم المؤكد.
وللكفاءة أوجه، مرة في علم الإقتصاد وأخرى في الإدارة، وأخرى في التقنيات أو البناء والتعمير، أو في علم السياسة،وهناك الكثير، لكن الأهم والأخطر والأشمل هوعلم المخابرات الذي يسَعُ كلَّ العلوم، فلو ضَعُفَ أهلُ الكفاءة بهذا العلم فلسوف تضعف كلُّ الإدارات التي يرتكز عليها عملُ الحكومة وتكون خاوية وتنتظر ساعةَ الإنهيار، فالواقعُ المرئي يُنذر بهذا المعنى إذا لم نعي دورَنا أفرادا وأسرا ومجتمعا للنهوض بهذا الواقع ( إستشارة واحدة صحيحة في علم المخابرات تقي البلاد من شرٍّ محقق ).
في ظروف متباينة مرَّت من واقع حكوماتنا المتعاقبة يظهرُ مسؤولٌ أمام الكاميرا يتحدث عن أهل الكفاءة من أبناء الشعب ويحثهم على المساهمة في صناعة دولتهم الى آخره من تعبيرات جذابة، لكن الواقع سيكون مختلفا تماما بعد الإنتهاء من مهمة التصوير والإبتعاد عن الكاميرا ليصبحَ ذلك الحديث مجرد إستهلاك إعلامي لتبقى كلُّ أبوابِ الحكومة موصَدة يصعبُ التقرب منها والوقوف على أعتابها.
سيادة الرئيس.. لا أريد هنا أن أطرحَ ما عندي فجُرحُنا العميق واحدٌ تقاسمناه على مضض وفي خيبة أمل لولا وعي المخلصين من أبناء هذا الشعب لضعنا تحت سافلها.
أتحدث اليكم وأنا عارف قدركم الوطني والحماس الذي تبذلونه في دفع عجلة العراق الى الأمام. أقولها بصدق ودليلٍ يشيرُ الى صحةِ ما أقول.
في مايس من عام 2012 وصلتُ الى بغداد قادما من كندا وبناء على تلك المعرفة بشخصكم الكريم اتصلتُ بكم على تلفونكم الخاص وكنتَ أنت بانتظار مكالمتي وكنتَ مُرحبا، سهلا في ترحابك فدعوتني أن نلتقي واتفقنا للقاء في اليوم التالي، لكن الذي حال بيني وبينك هو العاصفة الرمادية الخانقة التي شهدتها مدينة بغداد على الخصوص في ذلك اليوم وهي لا تلائم صحتي مما اضطرني لمغادرة بغداد فورا، وعندما اتصلت بكم مرة أخرى أخبرتني بسفركم مرة الى تركيا وأخرى الى السليمانية. لم يتبق لديَّ المزيد من الوقت وقد حان موعد عودتي الى كندا. فلو تم اللقاء بيننا منذ ذلك الحين لبحثنا ما هو نافع ومفيد لوطننا وأهلنا.
إنني يا سيادة الرئيس أجدد اليوم حضوري من خلال هذه الرسالة وأرجو أن أحظى بلقائكم بمجرد توجيه دعوة الي بواسطة إيميلي أو أية وسيلة أخرى مع ملاحظة إحتمال إرباك الإتصال من جهة ما.
للتواصل/ Twitter…..Qasim4canada Email…[email protected] //// TEL 0014168418402 – whattsapp – //
نعم سيادة الرئيس.. الآخرون من الغرباء هم أدرى بقدْرِنا قبل أن يعرفَ أهلُنا بنا ومثال على ذلك وهو قطرة من بحر… في تموز من عام 1998 سافرت من كندا الى برمنكهام في بريطانيا وكانت وجهتي هو عمان عاصمة الأردن. في مطارها اعترضني عناصر المخابرات البريطانية فاجروا التحقيق معي باستهتار وفتشوا حقائبي وبعثروها وهم يرددون عبارة واحدة ( نحن غير سعداء بدخولك الى بلادنا ). بعد طول نهار أخذوني مخفورا الى مدينة مانشستر وبتُّ تلك الليلة في سجنها وفي الصباح التالي اقتادوني وأصعدوني الطائرة الكندية.غادرَتْ الطائرةُ أرضَ بريطانيا متوجهةً بركابها مره أخرى الى كندا. أنا أعرف مَن دبر تلك القصة وأعرف أن المخابرات الكندية لها الدورالأكبر في صناعة هذا السيناريو وأحمد الله أني ما خضعت لابتزازهم ولم أحقق لهم ما أرادوه حتى هذه الساعة على الرغم مما واجهته من مخاطر ونقصٍ في الأموال. لكن هذا يضعني في دائرة الطهارة لأن المتتبع وصانع السيناريو هو أقل شأنا مني، ويخشى عقلي وموهبتي.
إن مؤسساتِنا الوطنية بحاجةٍ الى التجديدِ والتصحيح والصعود على السِكّة عندما يتحسن دورُ المؤسسةِ الإستخباريةِ وتأخذ مكانتها اللائقة عندها سنعرف كيف نواجه داعش بإمكاناتٍ أقل بكثير مما نقدمه ونوظفه من رجال وآلةٍ عسكرية وأموال، ولكي تُضَيَّع الفرص على المستفيدين من هذه الظاهرة ومن مواجهتها بالطريقة الخطأ.
أنا لا أحاول هنا أن أضيفَ عليكم معلومة لأنكم من العارفين ومن أصحاب الكفاءة، لكنني أذكركم بأن مؤسساتِنا الأمنية لم ولن يتحسن حالهُا مادامت تراتيل ما يُسَمَّونَ بالخبراء والمحللين الإستراتيجيين العراقيين تتردَّد على الفضائيات بغرض المنفعة والشهرة وما أكثرهم.الأعظم منها هو إستجداء النصائح من المؤسسات الغربية في الخارج لأسباب كثيرة وخطيرة أهمُها أنَّ تلك المؤسسات يستحيل عليها الإشارة لحقيقة سلوكها الإستخباري وطبيعة عملها، فهي لا تحاول التصحيح بقدر محاولاتها التهديم والإبقاء على تكرار الخطأ لدى الآخرين. فدارُنا لا تُبنى بأيدي الغرباء الأعداء.
قد تشوب بعضا من طروحاتي شائبة لا نتفق عليها لكن المصلحة العليا تقتضي منا أن نتعاون على البر ونقوّم ما لا نتفق عليه، ونتفق أن في الإختلاف خيرٌ لنا.
شكرا لكم سيادة الرئيس، آمل منكم أن تستجيبوا لما تقدَّمَ في رسالتي هذه على أن يسعى أخوتي المسؤولين في مكتبكم لأيصالها لكم والإطلاع عليها مباشرة.