رسالة مفتوحة الى رئيس وزراء العراق القادم

دولة الرئيس ( ومن الضميرِ رسالةٌ يمشي اليكَ بها الضميرُ عجولا ) (1 ) … نعم انها رسالة من ضمير كل العراقيين ، فأنا لاأعرف ان اتلاعب بالالفاظ والكلمات ولاأدّعي بانني محلل سياسي او ستراتيجي ( وقد كثروا هذه الايام ) واصبحت مهنتهم مهنة من لا مهنة له ..انا مواطن بسيط يتمنى لبلده الخير والصلاح والامن والامان ورغيف خبز مغمّسا بالكرامة … اقول كان الله في عونك فانت في وضع صعب جدا لاتُحسد عليه فالمهمة صعبة وثقيلة كثقل الجبال …..دولة الرئيس عليك ان تضع نصب عينيك كلام الامام علي عليه السلام ( لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه ) وان تضع ( الله والوطن والضمير ) في سويداء قلبك …. ارجع الى الماضي القريب والبعيد وتذكّر المآسي والويلات والدماء التي حلّت بالشعب الصابر المسكين ابتداءا من شهداء جسر الائمة وجريمة سبايكر سيئة الصيت مرورا بالايام الدامية التي قام بها تتار العصر وهم يفجرون اجسادهم العفنة على الابرياء ثم داعش واخواتها وبنات عمها وخالها وانتم اعرف بالتفاصيل بحكم موقعكم السابق …… عليك دولة الرئيس اولا بالشهداء والايتام والامهات الثكالى …. عليك بفتح ملفات الفساد ومحاسبة الحيتان منهم واذا اردت ان تنظف السلّم فأبدأ من الأعلى … عليك ان تكون رجل دولة لكي تدخل التاريخ من اوسع الابواب … استفد من تجارب القادة العظام واقرأ سيرتهم وتاريخهم وتعلّم منهم ومن خططهم وانصحك دولة الرئيس ان تطّلع على سياسة رئيس وزراء ماليزيا الدكتور مهاتير محمد الذي قفز ببلده من دولة فقيرة الى دولة اقتصادية مهمة في العالم …….. دولة الرئيس هناك قاعدة منطقية وسياسية يستخدمها فقهاء السياسة تقول ( ان النتائج اساسها المقدمات ) .. نريد من حكومتك ان تكون حكومة حل لا حكومة ازمات كسابقاتها وعليك تحديد اهداف واضحة قابلة للتنفيذ والاستجابة لمطالب الشعب المشروعة في العيش الرغيد وهذا ليس منة من احد بل هو حق كفله الدستور وكل الشرائع والاعراف … اختر مستشاريك من ذوي الاختصاص في كل المجالات من اجل تقديم الحلول الناجعة للازمات التي تعصف بالبلد وفي مقدمتها الازمة الاقتصادية الخانقة وذلك اعتمادا على العلاقات الدولية المتوازنة وغير المنحازة … لقد قطعتَ عهدا على نفسك بانك ستكشف المستور وقطعت عهدا بان حكومتك ستكون تحت الشمس وليس في الغرف المظلمة …. ابعد الانتهازيين والمنافقين من الذين يبدّلون الوانهم ورائحتهم كل يوم … اضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلد وثرواته واستقراره …اعمل على الغاء مزاد العملة الذي هو بمثابة منفذ للسرقات وتهريب الاموال …. اعمل جاهدا على تأسيس مجلس الاعمار الوطني كما كان معمولا به في العهد الملكي وجلب الاستثمار وبناء اقتصاد حر قوي وتوفير فرص عمل لجيوش العاطلين من حملة الشهادات …. انزل الى الشارع دولة الرئيس اجلس مع الفقراء واستمع الى همومهم …انها مسؤولية شاقة وخطيرة وانها مسؤولية تاريخية ووطنية واخلاقية وان شاء الله انتم اهل لها فنحن متفائلون وننتظر ونراقب ….. اللهم اني قد بلّغت اللهم فاشهد
) 1) من قصيدة للجواهري