7 أبريل، 2024 3:16 ص
Search
Close this search box.

رسالة مفتوحة الى دولة رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي

Facebook
Twitter
LinkedIn

السيد دولة رئيس الوزراء المحترم

 تحية طيبة اتمنى ان تتقبل رسالتي بكل رحابة صدر .وهي من صحفي عراقي . اخط كلماتي هذه متوكلا على الله ومودعا امري لديه. أن تراعي حق الناس في التقوى و في الإلحاد، و أن تؤمن انه لا إكراه…لا إكراه في الدين والمذهب ولافي السياسة، لا إكراه في الإيديولوجيا ولا في أشكال النضال و أدواته أن تعلم أن الوطن أكبر من الإيديولوجيات و أعظم من رموزها. فلا تقدس قيادات حزبك و لا تتعصب لآراء حركتك أو تيارك، ولايكن ولاؤك لحزبك أقوى من ولائك لمصلحة وطنك وشعبك. أن تعتقد –إن كنت مؤمنا- أن الطريق إلى الجنة يبدأ في الأرض بنصرة المستضعفين و الدفاع عن المظلومين وخدمة المحتاجين، أي بالنضال المدني. الحقوقي و الثقافي و الاجتماعي، لابعمليات الثأر. أن تدافع عن الحق المر، ولا تسكت عن الظلم، و أن تعرف أن ظلم أي إنسان هو ظلم لك شخصيا،لأنك انت رئيس الحكومة وان لا تبخس الناس حقوقهم، وأن تحفظ لذوي المروءة كرمهم، مهما اختلفت معهم، و تعذر من خالفك الرأي، ولا تحتكر الحقيقة واليقين.. أن ترفض تسليم عقلك لمن حولك، من هوس المستشارين ، وبهرج المواعظ الدينية التي تحابي الظالمين وتتوعد المظلومين. و أن تقرأ و تتابع و تبحث و تحاور و تأرق، لتكون رأيك المستقل و فهمك الخاص لما يدور حولك، فلا تستغل يمينا و لا شمالا، و لا تسلم عقلك لمستشاريك، ولا تكون مجرد منفذ لمعارك الآخرين . ولا يخلو برنامجك اليومي من الحوار و الإصغاء والنقاش الموسع . مع المواطنين واصحاب الاقلام الشريفة من الكتاب والصحفيين وانزل للشارع ترى الحقيقة أن تحب الوطن و الإنسان، أن تعطي من مالك و جهدك و صحتك و مهاراتك، أن يكون ولاؤك للحرية و الكرامة و العدل أكبر من ولائك لوظيفتك و رفاهيتك و رصيدك البنكي، أن تدافع عن الديمقراطية لك و لخصومك، و أن يكون الحق و الحقيقة أعز ما تطلب. نعم حصلت على اصوات لتكون في هذا المكان وهناك ايضا حصلوا مثلك. لمن التحق متأخرا عنك، أو لمن لا يسعه أن يناضل على شاكلتك، و ألا تعتقد أن سبقك في النضال يخولك وصاية عليه او استئثارا دونه.أن تكون قدرا مسلطا على الظالمين و السراق و على رأسهم ناهبو المال العام و منتهكو حقوق الإنسان، و أن تكون رحمة مهداة الى المستضعفين، و على رأسهم الفقراء ، و المعتقلين الابرياء.والنازحين في العراء أن تؤمن بسيادة القانون حلا وحيدا و نهائيا، و أن تؤمن بنتائج الديمقراطية و إن أسقطتك، و أن تعترف بأخطائك و تدفع ثمنها، و أن تثبت على مبادئك حين ترتفع كلفتها،وان تتخذ قرارا شجاعا (عفى الله عمى سلف ) و أن لاتكيل بمكيالين. ولا تعادي الدين و المتدينين احتراما لحرية المعتقد و حق البشر في الاختيار. أن تعرف أن الله كان يستطيع أن يخلق عراقا للإسلاميين و آخر للعلمانيين، و أن يبسط أرضا للشيعة و أخرى للسنة، و أن يرفع سماء للعرب و أخرى للأكراد. لكنه لم ينزل مطرا مؤمنا و آخر ملحدا، و لم ينبت أشجارا لمن يحملون رسالته و يحرم من فيها و خضرتها للباقين…شاءت حكمته ان يقسم بيننا الأرض و السماء و المطر و الهواء، لا ليستأثر بعضنا بالثروات و يستبد بالقرارات دونا عن الباقين، بل لنصنع جميعا حياة أخلاقية مشتركة، فنتحاور ونتوافق

 و نتعايش و نسمو، فوق أرض واحدة و تحت سماء واحدة…؟

 اللهم احفظ العراق والعراقيين .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب