السيد دولة رئيس الوزراء المحترم
تحية طيبة اتمنى ان تتقبل رسالتي بكل رحابة صدر .وهي من صحفي عراقي . اخط كلماتي هذه متوكلا على الله ومودعا امري لديه. أن تراعي حق الناس في التقوى و في الإلحاد، و أن تؤمن انه لا إكراه…لا إكراه في الدين والمذهب ولافي السياسة، لا إكراه في الإيديولوجيا ولا في أشكال النضال و أدواته أن تعلم أن الوطن أكبر من الإيديولوجيات و أعظم من رموزها. فلا تقدس قيادات حزبك و لا تتعصب لآراء حركتك أو تيارك، ولايكن ولاؤك لحزبك أقوى من ولائك لمصلحة وطنك وشعبك. أن تعتقد –إن كنت مؤمنا- أن الطريق إلى الجنة يبدأ في الأرض بنصرة المستضعفين و الدفاع عن المظلومين وخدمة المحتاجين، أي بالنضال المدني. الحقوقي و الثقافي و الاجتماعي، لابعمليات الثأر. أن تدافع عن الحق المر، ولا تسكت عن الظلم، و أن تعرف أن ظلم أي إنسان هو ظلم لك شخصيا،لأنك انت رئيس الحكومة وان لا تبخس الناس حقوقهم، وأن تحفظ لذوي المروءة كرمهم، مهما اختلفت معهم، و تعذر من خالفك الرأي، ولا تحتكر الحقيقة واليقين.. أن ترفض تسليم عقلك لمن حولك، من هوس المستشارين ، وبهرج المواعظ الدينية التي تحابي الظالمين وتتوعد المظلومين. و أن تقرأ و تتابع و تبحث و تحاور و تأرق، لتكون رأيك المستقل و فهمك الخاص لما يدور حولك، فلا تستغل يمينا و لا شمالا، و لا تسلم عقلك لمستشاريك، ولا تكون مجرد منفذ لمعارك الآخرين . ولا يخلو برنامجك اليومي من الحوار و الإصغاء والنقاش الموسع . مع المواطنين واصحاب الاقلام الشريفة من الكتاب والصحفيين وانزل للشارع ترى الحقيقة أن تحب الوطن و الإنسان، أن تعطي من مالك و جهدك و صحتك و مهاراتك، أن يكون ولاؤك للحرية و الكرامة و العدل أكبر من ولائك لوظيفتك و رفاهيتك و رصيدك البنكي، أن تدافع عن الديمقراطية لك و لخصومك، و أن يكون الحق و الحقيقة أعز ما تطلب. نعم حصلت على اصوات لتكون في هذا المكان وهناك ايضا حصلوا مثلك. لمن التحق متأخرا عنك، أو لمن لا يسعه أن يناضل على شاكلتك، و ألا تعتقد أن سبقك في النضال يخولك وصاية عليه او استئثارا دونه.أن تكون قدرا مسلطا على الظالمين و السراق و على رأسهم ناهبو المال العام و منتهكو حقوق الإنسان، و أن تكون رحمة مهداة الى المستضعفين، و على رأسهم الفقراء ، و المعتقلين الابرياء.والنازحين في العراء أن تؤمن بسيادة القانون حلا وحيدا و نهائيا، و أن تؤمن بنتائج الديمقراطية و إن أسقطتك، و أن تعترف بأخطائك و تدفع ثمنها، و أن تثبت على مبادئك حين ترتفع كلفتها،وان تتخذ قرارا شجاعا (عفى الله عمى سلف ) و أن لاتكيل بمكيالين. ولا تعادي الدين و المتدينين احتراما لحرية المعتقد و حق البشر في الاختيار. أن تعرف أن الله كان يستطيع أن يخلق عراقا للإسلاميين و آخر للعلمانيين، و أن يبسط أرضا للشيعة و أخرى للسنة، و أن يرفع سماء للعرب و أخرى للأكراد. لكنه لم ينزل مطرا مؤمنا و آخر ملحدا، و لم ينبت أشجارا لمن يحملون رسالته و يحرم من فيها و خضرتها للباقين…شاءت حكمته ان يقسم بيننا الأرض و السماء و المطر و الهواء، لا ليستأثر بعضنا بالثروات و يستبد بالقرارات دونا عن الباقين، بل لنصنع جميعا حياة أخلاقية مشتركة، فنتحاور ونتوافق
و نتعايش و نسمو، فوق أرض واحدة و تحت سماء واحدة…؟
اللهم احفظ العراق والعراقيين .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة