18 ديسمبر، 2024 10:06 م

رسالة مفتوحة الى الكاظمي

رسالة مفتوحة الى الكاظمي

بادئ ذي بدء ، تعلم ان ارادة ما احبطت مهمة رئيس للوزراء المنقضي السيد عادل عبد المهدي وذلك بالتزامن مع اندلاع الاحتجاحات الشعبية والتي رفعت شعار ( نريد وطن ) .
وفي حينها كان عبد المهدي يقلب رايه بين ان يكون وفيا لقيم الدولة والنظام والشعب وبين ان يواكب التقليد الذي داب عليه اسلافه ممن تبوأوا هذا المنصب وذلك باتباع واحترام التحاصص وابقاء ملفات الفساد والمشكلات الكبرى في الادراح وفقا لمنهج مدمر يقوم على اساس ترحيل وتاجيل تفجير القنابل وذلك درءا للتوترات والصدام مع الاخرين .
ولا خلاف على اتهام جميع من سبقوك بانهم جزء من تركيبة المحاصصة والتوافقات والتي كما تعلمون قوضت قوة الدولة واضعفت النظام السياسي وهمشت الشعب .
وهناك من يلتمس العذر لاؤلئك حيث مرت فترات حكمهم بتراتيبية سلبية مغرقة بالتقليدية وحيث رحلوا ولم يتركوا بصمة يشار اليها بالبنان .
سيدي المحترم ..لو كنت اعتقد واظن انك مثل اؤلئك لما كتبت اليك..ولو كنت اظن انك رئيس وزراء انتقالي .. ولو كنت اظن انك مجرد بديل لازاحة المكلف السابق … ولو كنت اظن انك مجرد اطار او برواز خال من المضمون والصورة . .ولو كنت اظن انك فقاعة ارادها البعض ..ولو كنت اظن انك قنبلة دخان لخطوة تجري في الظلام للابقاء على عبد للمهدي ..
لما كنت تستحق عناء مخاطبتك ..
في اعتقادي هو ان المعقود والمأمول هو انك لست كسابقيك وانت لست فقاعة لازاحة الزرفي .
الاعتقاد والمرجو هو انك تاتي في مرحلة مفصلية من تاريخ هذا البلد الذي مايزال ومنذ مئة عام يعيش دوامة التجربة والخطأ في السلطة .
ان من المهم تحذيرك وانت الاعلم والاعرف بان البعض من اعضاء الاحزاب التي رشحتك ، يروجون اليوم الى انك سوف لن تصل الى مرحلة التنصيب ، وان خطوة العودة اليك هي تنصيب شماعة تعلق عليها المساجلات والمناكفات في الاسابيع القادمة وذلك لغرض اطالة الوقت الى حين نضوج الطقس السياسي لاعادة اعتماد عبدالمهدي في منصبة ..هكذا يروج اؤلئك .
ويعتقد المراقبون ان هذا اللعب الشيطاني من اقطاب ولاعبي ومستثمري السلطة ،له خلفياته بعد ان اتهموك بالامركة وشاغبوا عليك الى حد وصمك بالخيانة وانت الاعف والاشمخ من كل هذا التجديف بوطنيتك وبوطنيك ابيك الذي انتمى الى التيار الوطني في ذلك الزمن الذي هبت فيه على العراق رياحات افكار مستوردة واخرى شوفينية تعوم بلدنا لاجل الاخر خارج الحدود …
وعليه السؤال : لماذا عادوا اليك بعد ان اتهموك ؟!!!!
ان تبؤك لسنوات منصب رئاسة جهاز المخابرات ،لاشك سمح لك في الاطلاع على تفاصيل هذا السؤال ومعرفة اجابته ..
ايضا ان مارثون الاشهر الماضية ومارافقه من تكليفات واعتذارات .. قدم لك حصيلة جيدة بان اقطاب السلطة ومستثمري السياسة والمغامرين والمقامرين في سوق العملية السياسية ..لا يعتقدون قيد شعرة بالدستور .. ولا يؤمنون مثقال ذرة بالنظام الديمقراطي ..بل استطيع ان اقول ان بعض المتأسلمين منهم وبعض الشوفينيين والطائفيين .. لايؤمنون بالدولة العراقية ولا بقدسية الانتماء لها .
وفي خضم هذا البحر المتلاطم في الليل المعتم . ماهي خياراتك ؟
اذا كنت كسابقك عادل عبد المهدي الذي كان جل طموحه هو ان يحمل صفة رئيس وزراء ليهنأ اباه الوزير الاسبق في قبره بهذه الصفة وبالتالي ليذهب الوطن والشعب الى الجحيم .. اذا كنت كذلك ؟.. . فانت لن تساوي في تاريخ العراق المقبل شروى نقير ولن تكون اكثر من لعنة كالعنات التي ستطال الاخرين .
ايضا . اذا ستسلك طريق التحاصص والتقاسم وفقا لشرائط بارونات السلطة . ثم تحصل على التنصيب في البرلمان ؟؟؟ فانت كذلك ستكون خيبة اخرى من خيبات الشعب العراقي منذ عام 2003 .

سيدي دولة الرئيس .. ان المرحلة التي يمر بها العراق اخطر بكثير من تلك التي خسر فيها السيد نوري المالكي حظوظه في التاريخ حينما اجتاح الارهاب بلدنا في حزيران يونيو عام 2014 . فالمنعطف اليوم وغدا يمهد لتحولات عالمية كبيرة تنعدم وتختل فيها التوازنات الاقليمية والدولية . ستكون خلالها الدول ذات الانظمة غير الناضجة وغير المتكاملة كالعراق . ستكون في مهب الريح والعدم . وتعلمون سيدي ان بارونات السلطة في بلدنا لا تأبه بمصيره وربما هي الاسعد حين تحين فرصة الضعف والانهيار ولحظة التقسيم والتفكيك ..لتجرب حظوظها في الدويلات الطائفية والعرقية بعد ان فشلت في ادارة الدولة – الأمة .
اتذكر جيدا انك كتبت في تسعينيات القرن الماضي عن ( دور البطل في منعطفات الامة ) وهنا انبهك الى الاتهامات التي وجهت اليك بالتواطؤ بقتل واغتيال فلان وفلان . اتعلم لماذا ؟؛ لانهم يريدون ان يحرموك من دور البطل . نعم انت البطل العالمي الذي قتل ابو بكر البغدادي ،إلا انهم لايريدون لك ذلك بعد انهزموا امام رجالات البغدادي قبل اربعة اعوام في الموصل!. .
وعليه ..فانك مطالب بالاختيار بين ان تقوم بدور البطل لتلبية متطلبات بقاء الوطن والامة في المرحلة المقبلة وبين ان تكون ( صبي المكتب) لدى بارونات السلطة ..السلطة الوهم التي تتعكز على متاهات الدستور الاعرج .. والتوافقات الخيانية والديمقراطية الخدعة . ..باختصار هي كما قال شاعرنا :
علم ودستور ومجلس امة

… كل عن المعنى الصحيح محرف ..
فلا الدستور نجح في اقامة دولة موحدة ،ولم يؤمن الرخاء للشعب ،ولم يفرض الدستور والقانون والامن والامان ،ولم ينتج عملية ديمقراطية حقة . ولا ديمقراطية انتجت نظاما راسخا . ولاتوافقات حمت البلاد من العدوان ولم تؤمن استقلال القرار والسيادة . .
ولك القرار . تقبل فائق الاحترام .