رسالة مفتوحة الى الكاتب والاعلامي الكبير ابراهيم الزبيدي

كنت ولا زلت اعتقد ان السيد ابراهيم الزبيدي من الاقلام العراقية النادرة في قوة التعبير واستخدام اللغة العربية باجمل صورها واعطاء الموضوع الذي يتناوله جمالية خاصة , لذلك فان اول ما  ابحث عنه  في اي موقع الكتروني او صحيفة مقروءة  هوعن مقالة يكتبها السيد ابراهيم الزبيدي  اضافة الى اعتقادي الشخصي بانه اعلامي من الطراز الاول .
وكنت اجد في كل ما يكتبه هو مايختلج في صدر كل عربي يرى الامور بنظرة موضوعية وتحليل يستند على واقع اوتاريخ او ارقام دقيقة , وهذه هي الطريقة الوحيدة التي يستطيع الكاتب ان يصل الى اعماق القارئ بحياديته وسرد الواقع وهذا ما وجدته فعلا في كتابات ابراهيم الزبيدي . الا ان ما دعاني الى الكتابة هو الطرح الذي لاافهمه حول الازمة السورية فالكل يعلم بان الموضوع ليس الديمقراطية وحق التعبير وما الى ذلك من حجج واهية , فالمسالة اكبر من ذلك تتعدى الاطار المحلي لتاخذ بعدا اقليميا وعربيا لما لسورية من اهمية على الخارطة السياسية , وعادة المحللون السياسيون يقارنون بين الواقع الحالي وما سيؤول اليه الوضع مستقبلا فبكل تاكيد لايقبل العقل الراجح والمنصف المحايد والمحب للانسانية ان يكون بديل النظام السوري هي القاعدة الارهابية والتكفيرية الحاقدة ومن يقطع الرؤوس ويشق الصدور ليستخرج قلب ميت ويمضغه جهارا نهارا دون ان تسمع لاعتراض او استنكار من احد , لانقول بان النظام السوري نظام ملائكي ولكن عندما تنحصر الحالة بين امرين فان اشد المناوئين للنظام السوري يفضل بقاؤه على ان تستلم هذه الوحوش الضارية والمسوخ البشرية تقاليد السلطة .ولا نريد ان نقفز على الحقائق ونقول ان المعارضة جيدة وحضارية لان على الارض ليس المعارضة  الوطنية وانما مجاميع مسلحة ارهابية تكفيرية حاقدة لاتفرق بين طفل وعجوز وامراة وشاب لان طاحونة الموت عندهم لاحدود لها , وهنا اسأل السيد الزبيدي من هو الافضل في نظرك الان هل النظام القائم ام المسوخ البشرية؟ ولماذا انحيازك الكامل لهذه الجماعات المسلحة التي لايقبلها كل انسان منصف , وتشير الى الجيش العربي السوري بالسلبية والى هذه المعارضة المدفوعة الثمن باوصاف تجعلها مظلومة تستحق التعاطف .
هل هذا الموقف هو مجاملة لبعض الدول ؟ وهل قلب العروبة النابض اصبح مرارة وطحال وزائدة دودية لابد من استئصالها ؟ اريد منك اجابة كما عهدتك منطقية مقنعة لا شك فيها ابدا , لاني مهما حاولت ان اقارن بين سيئين لم اجد اسوأ من المسوخ البشرية التي تعبث بارواح الناس التي هي اكرم عند الله من جدار الكعبة .