أريد في البداية أن أهنؤك على توليك منصبك الجديد كممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ورئيس لبعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق (اليونامي) وأتمنى لك الموفقية والنجاح في مهمتك هذه التي توليتها في الوقت الذي يمر فيه العراق بفترة عصيبة ويواجه فيها قوى الشر والظلام والطائفية والارهاب نيابة عن العالم اجمع.
واسمح لي ان اكون معك صريحا لأن الصراحة في القول هي ما تعلمناه من ائمتنا أئمة أهل البيت (ع) حيث يقول سيد الشهداء الامام أبي عبد الله الحسين (ع) لشيعته: “كونوا مع الحق ولا تخشوا الدنيا كلها ولا تقبلوا باطلا ابدا”. وبصراحة فان معظم العراقيين لا يعلقون امالا كبيرة عليك في مهمتك هذه مما يمكن ان تقدمه لهم في منصبك الذي تتولاه بعد سلسلة من الممثلين الخاصين للأمين العام للأمم المتحدة في العراق الذين تولوا المنصب في نحو الخمسة عشرة سنة الماضية والذين لم يقدموا الكثير من الخير للعراق وذلك بسبب تحولهم الى العوبة بيد عصابة من الطائفيين الحاقدين بعثيي الهوى من اخواننا العرب العاملين في مكتب الممثل الخاص للأمين العام في بغداد والمستشارون السياسيون في القسم السياسي في البعثة وعلى رأسهم ثالوث البعث الصدامي والارهاب برئاسة رئيس القسم السياسي الفلسطيني الطائفي المتعامل مع البعث المقبور وربيب البعث الصدامي وأجهزة مخابرات النظام السابق مروان علي الكفارنة، الذي درس في جامعة الموصل بمنحة دراسية تلقاها من نظام البعث المقبور، والمستشار السياسي محمد خليل النجار، الحرباء المتلونة خريج الجامعة الإسلامية في غزة وبلطجي شوارعها وربيب أجهزة استخبارات السلطة الفلسطينية ايام قيادة المجرم المدان الهارب محمد دحلان الذي عمل مع المخابرات الإسرائيلية الموساد والمخابرات الامريكية السي آي إي، والمستشار السياسي سفيان مسلم الذي بح صوت والدته من الصراخ في مظاهرات التأييد للبعث المقبور ونظام صدام حسين في أمريكا، وغيرهم من الطائفيين وعملاء استخبارات الدول الاقليمية وبشكل خاص المخابرات الأردنية.
لقد قام هؤلاء الطائفيون الحاقدين على العراق وشيعته والمتعاملين مع عصابات الارهاب الدموي المسلح باحقاد طائفية مريضة ومع اجهزة الاستخبارات الاقليمية قاموا بالعمل على تضليل كل من تولى منصب الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة في العراق وقاموا بتوجيه عمله وعمل البعثة في ما يخدم مصلحة احقادهم ونوازعهم الطائفية ومصالح اسيادهم من الارهابيين واجهزة الاستخبارات الاقليمية حتى تحولت البعثة خلال السنوات الماضية الى مطية يمتطيها الارهاب لتلميع صورته امام المجتمع الدولي والراي العام العالمي وتشويه صورة النظام الجديد في العراق وشيعة العراق الذين يشكلون غالبية سكان العراق حتى باتت صورة الشيعة في تقارير الامم المتحدة وكأنهم هم الجلادين في حين أن غالبية ضحايا الارهاب في العراق هم من الشيعة رغم عدم تقليلنا من شأن ضحايا الارهاب من السنة العرب والكرد والتركمان والشبك والمسيح والصابئة والايزيديين وغيرهم من مكونات الشعب العراقي.
لا اتوقع منك ان تقوم بأي شيء ليصحح هذا الوضع الشاذ في بعثتك التي ترأسها حاليا، فكل من احتل هذا المنصب قبلك لم ينجح في تصحيح هذا المسار الخاطئ وربما لم يريدوا ذلك لتعرضهم لعملية غسل دماغ من قبل المحيطين بهم من المستشارين السياسيين والمساعدين العرب الذين يقومون بنفث فسادهم وسمومهم واحقادهم البعثية الطائفية في هذه البعثة الأممية وتقاريرها وكأنها هي الحقيقة التي لا نقاش فيها مما جعل مصداقية اليونامي في اوساط العراقيين في الحضيض. لا أتوقع منك أن لا تصغي لأكاذيبهم حول الحشد الشعبي التي ستحاول تصوير هذا الحشد الذي شكل بمباركة المرجعية الرشيدة ويعمل بنصائحها وتوجيهاتها وكأنه عصابة من القتلة واللصوص، في حين أن الجميع يعرف وكما قال رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، فإن ما أشيع عن تورط بعض أعضاء الحشد ليس سوى أحداث فردية ومعظمها قامت به عناصر مندسة وكثير مما أشيع عن ارتكابات مزعومة للحشد هي أكاذيب مفبركة لا أساس لها من الصحة.
لا أتوقع منك أن تفتح فصلا جديدا في التقارير التي تصدرها بعثتك عن الوضع في العراق بحيث تدقق في محتواها وصحة ما يرد فيها لتنقيتها من الأكاذيب والتدليس التي تدسها عصابة الحقد الطائفي. فهؤلاء المستشارين السياسيين نفسهم سيستمرون بكتابة تقارير اليونامي ونفث سمومهم السوداء على صفحاتها تنفيذا لاجنداتهم الخاصة. ولا اتوقع منك ان تقوم بإزالة الانحياز الذي يقوده هؤلاء في عمل البعثة لصالح أطراف معينة في العملية السياسية في العراق لعلمنا بأن عصابة الطائفيين الموتورين ستستمر في نفس مساعيها الحاقدة المأجورة وسلوكها المشين من خلال مواقعها في البعثة الأممية لأنها تربت على الحقد الطائفي وتشربته بالكامل.
لا نأمل أي تغيير من قبلك أو أن تتخذ موقفا مخالفا لمن سبقوك لأننا كنا قد حذرنا مرارا وتكرارا من الضرر الذي يقوم هؤلاء بالحاقه بسمعة البعثة الاممية وتجيير عملها لمصالح ومآرب شريرة طائفية حاقدة ولكن كل تحذيراتنا هذه ذهبت أدراج الرياح. ولا نعتقد أن تحذيراتنا هذه التي نطلقها اليوم ستنجح في كف يد الارهاب والتزييف المروانية الطائفية الحاقدة عن ان تعيث فسادا وكذبا وتزويرا ودعما للارهاب وضغائن طائفية مريضة في عمل البعثة الأممية التي يفترض بها الحياد وان تقوم بالدفاع عن المظلومين وضحايا الارهاب.
ولعلمي بأن هيمنة عصابة الطائفيين من إخواننا العرب ستستمر في دسائسها واستغلال مواقعها في البعثة لتنفيذ أجنداتها الخبيثة في عهدك الغير الميمون فلهذا لا أملك الا أن اقوم بإسداء النصيحة لك بان تحسن استغلال هؤلاء الطائفيين، الذين سيستغلوك بكل تأكيد، عبر القيام باستخدام الحظوة التي لديهم في اوساط الجماعات المسلحة وايتام البعث المقبور والاحزاب والفصائل الطائفية التي تغذي دوامة القتل والفتنة والارهاب في العراق. لقد طلب رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي من بعثة الامم المتحدة للمساعدة في العراق (اليونامي) ان تقوم بالعمل على المساهمة في مشروع المصالحة الوطنية ولحد الآن فان البعثة لم تحقق اي تقدم ملموس في هذا المجال سوى بعض المؤتمرات التي يكثر فيها الكلام الفارغ المعسول ويقل فيها العمل الجاد. ولهذا أنصحك بأن تستخدم هؤلاء الذين لهم دالة مع قيادات الجماعات الإرهابية والبعثية وغيرهم من الجماعات المسلحة للتواصل مع هذه الجماعات للبدء بمحادثات قد تؤدي إلى القاء هذه الجماعات لسلاحها وانخراطها في العملية السياسية والالتحاق بمشروع المصالحة الوطنية. كما أنصحك بتشكيل فريق جديد لم تتلوث يده بمصافحة الارهاب والارهابيين ولا بأجهزة المخابرات الاقليمية ولم يبع ضميره لشيطان الطائفية وله مصداقية واحترام ومنزلة في اوساط العراقيين ليعمل على رد الاعتبار للبعثة الاممية في العراق. إن نجحت في ذلك تكون قد كففت شر الطائفيين المروانيين وسموم أحقادهم عن العراق وأهله ونجحت فيما لم ينجح به أي من أسلافك وهو تصحيح مسار البعثة الأممية واعادتها إلى جادة الصواب والحق والعدالة والانصاف.