23 ديسمبر، 2024 9:44 ص

رسالة مفتوحة إلى السيد ناجي عطا لله وفرقته

رسالة مفتوحة إلى السيد ناجي عطا لله وفرقته

سيدي الفاضل،

هل أخاطبك، كونك ناجي عطا لله  أو الفنان الكبير الطليعي عادلا إمام؟ أنني أربأ بك وباسمك في ظهورك في هذا المسلسل. وأسمح لي أن المسلسل مسطح السيناريو الإخراج. أولا- ونحن نعيش هذه الظروف المأساوية –  أتمنى لو يعرف العرب تماما حقيقة وقوة عدوهم حتى يستعملوا عقولهم بعد ذلك في صراع الحياة أو الموت هذا، فهم ليسوا بهذه السذاجة والاسترخاء وهم شعب يهتم بالعلم ويدرس عن كثب ويقدر تماما قوتنا وإمكاناتنا وكيفية تفكيرنا، فأرجو المعاملة بالمثل إذا أردتم أن تقدموا   عملا تعبويا يعمل على رفع الوعي. النقطة الثانية التي أوكد عليها هي تناولك للعراق والعراقيين، ذلك الشعب الذي ينزف منذ ثمانينات القرن ولا يعرفه العرب و لا يفهمه العرب ولا يقدم العرب شيئا حقيقيا له وعنه. إنني اعتب على الممثلين العراقيين الذين ينشرون الأكاذيب عن العراق : يقول الجبوري أنه لا يعمل ولا يذهب للتدريس ويتناول المرتب حتى يسكت، وثاني يوم يذهب أولاده وأولاد الإخوة إلى المدارس . بل وأكثر، أن يأخذونهم إلى سوق مريدي لكي يزوروا لهم أوراقا رسمية ليمروا عبر العراق وكأن كل شيء في العراق مزور وليس حقيقيا.  إنني أربأ بك وبفنك  ظهورك  في هذا المسلسل، ولن أضع أوصافا له، ولا أريد إحباط أحد أو جرح مشاعر أحد فإنني آسفة جدا لذلك. فمع كل حلقة تزداد الغرابة والاشمئزاز لتصرفات بعض أعضاء الفرقة اجتماعيا وخلقيا. ولكن سبب الاشمئزاز الأكبر هو الموقف من المرأة العراقية بعد الكذبة الكبرى التي أطلقها الجبوري عندما قال: في كل أسرة توجد أرملة ، وعندما خرج إبراهيم ليتنزه قليلا قال بأنه خائف عليهن منه. هكذا وكأن المرأة العراقية أصبحت مزادا  يمكن المراهنة عليه. ولأن الفن والأدب يربط المرأة والأرض فهذا يعني أن الأرض العراقية مباحة. والحقيقة أنه تجسيد لموقف عربي غريب يتصاعد ضد العراق منذ تسعينيات القرن مع الأسف الشديد. إن من يعرف العراق ، يعرف بأن المرأة العراقية ضحت وتضحي بسعادتها وراحتها وصحتها في سبيل الحفاظ على أسرتها وأن تقوم بأودها وتربية أولادها في حال فقدان العائل. تراها في أي عمل كان تقوم به المرأة المثقفة والعاملة، كلهن مثال للتضحية والفداء في سبيل تربية أولادها, هناك بالطبع كما في كل مكان قلة قليلة منهن، ولكن الغالبية شريفات ومنتميات لأسرهن وأولادهن. عيب عليك وعلى مخرجك بأن تسمحوا بهذا الهراء الذي يدق على نفس الوتر الذي يدق عليه أعداء العراق الإقليميين وغيرهم بدلا من أن تحتضنوا العراق الذي أحتضن المصريين في يوم عصيب.  أنا أفهم أنك كنت تريد تقديم رسالة ولكنها رسالة شوهها سيناريو مفكك وإخراج غير واع لمديات تلك الرسالة. أنا افهمها والبعض يفهمها ولكن المسلسل فشل في إيصالها. ليتك تقدم عملا هذا الأثر السلبي وتستعيد حبك الذي تأصل في نفوس الشعوب العربية، وأسألك، هل أنت حقا راض عن هذا العمل؟ هل أنت مقتنع بما قدمته ؟ وهل تعتقد حقا أن جميع الشعوب العربية وخاصة حماس والفلسطينيين والمقاومة وغيرهم وطنيون ومتعاونون وطيبون أما العراق فارضه وشعبه ونساؤه استباحها كاتب المسلسل وابنك ومخرجك .. ثم أنت ؟
و عجبي!