23 نوفمبر، 2024 12:53 ص
Search
Close this search box.

رسالة مسعود أكاذيب فاضحة لتبرير سلوكه الخياني الغادر

رسالة مسعود أكاذيب فاضحة لتبرير سلوكه الخياني الغادر

في رسالته الموّجهة للشعب العراقي , قدّم رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني عرضا مطوّلا من الأكاذيب الفاضحة والاتهامات الباطلة عن الوضع السياسي المتأزم والمتدّهور الذي يمرّ به البلد , فمسعود أراد من خلال هذه الرسالة تحقيق هدفين اساسيين , الأول يتمّثل في خداع العراقيين بأنّ ما حصل في الموصل وكركوك والمناطق المتنازع عليها لم يكن مؤامرة وتواطئا مع الإرهاب والبعث الصدّامي , وإنّ قيام البشمركة الكردية في احتلال كركوك والمناطق المتنازع عليها إنّما جاء من أجل منع سقوطها في يد داعش والبعث الصدّامي بعد هروب القطاعات العسكرية العراقية المكلّفة بحماية هذه المناطق , والهدف الثاني في خداع العراقيين بأنّ الوضع المتدّهور في البلد والصراعات السياسية بين مكوّناته , إنّما هما بسبب سياسات رئيس الوزراء نوري المالكي الطائفية والديكتاتورية والإقصائية التي مارسها ضدّ المكوّنات الأخرى , مما ينبغي على القوى السياسية العراقية عدم الموافقة على إعادة ترشيحه لرئاسة الحكومة القادمة , واصفا ولايتيه الأولى والثانية بالمشؤومتين والثالثة بالكارثية , ومن اجل وضع الحقائق أمام أنظار أبناء شعبنا وكشف زيف هذه الأكاذيب الفاضحة , سنسلط الضوء في هذا الجزي والجزء الثاني على كل نقطة وردت في الرسالة .
أولا / يقول مسعود في رسالته (( إنّ هجمة مشبوهة تتسع لاستهداف الشعب الكردستاني ( خطين تحت كلمة الشعب الكردستاني ) وقيادته ومحاولة تحميله مسؤولية الانهيارات الواسعة التي تعرّضت لها القوات المسلّحة والأجهزة الأمنية العراقية وأدّت إلى استباحة مدن وقصبات عراقية غالية على كل مواطنة ومواطن من قبل قطعان داعش الإرهابية وقوى مشبوهة أخرى )) , فإذا كان مسعود صادقا فهل يستطيع أن يبيّن للشعب العراقي من الذي أعطى أوامر الإنسحاب لكافة أمراء الألوية والأفواج من الأكراد وتركهم لقطعاتهم العسكرية وأسلحتها في وقت واحد وساعة واحدة ؟ كذلك أن يبيّن للشعب العراقي كيف خدعت البشمركة قوات الجيش العراقي في كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها وأجبرتها على الاستسلام وترك مواقعها والاستيلاء على سلاحها ؟ وإذا لم تكن هنالك مؤامرة ونوايا مبيّتة لاحتلال كركوك وهذه المناطق , فلماذا أعلنت يا مسعود بعد ذلك عن انتهاء تطبيق المادة 140 وإعلانه ضمّ كركوك والمناطق المتنازع عليها إلى خارطة إقليم كردستان ؟ وإذا كان المالكي وماكنته الإعلامية يقوم بتغذية حملة كراهية قومية شوفينية تستند إلى تشويه الوقائع وإظهارها عكس ما هي عليه وبناء جدار من الانفصال بين القوميتين المتآخيتين والمكوّنات العراقية الأخرى , فلماذا لا تقوم بتفنيد هذه الحملة وتعلن للشعب العراقي عن استعدادك لسحب البشمركة من كركوك والمناطق التي قمت باحتلالها وإعادة الجيش العراقي إليها ؟ أم أنّك تعتبر الجيش العراقي هو جيش المالكي ؟ .
ثانيا / يعّبر مسعود عن أسفه لأنّ هذه الحملة التي تكرّس لها ماكنة الدولة وأموالها والموالين لحاكمها الفاشل , تريد أن تلقي بهذا الفشل وما ترّتب عليه من عواقب وخيمة على الكرد وكردستان وتلخيصها بنوايا إقامة الدولة الكردية , وأوضح أنّ الحاكم يعتبر سقوط نينوى وصلاح الدين وديالى وقصبات أخرى إنّما هي مؤامرة يشارك بها الإقليم لتحقيق هدفه في الاستيلاء على المناطق التي استقطعها النظام الديكتاتوري السابق في أطار سياسة التعريب والتبعيث , وبدورنا نسأل مسعود ونقول له متى كان هنالك وجود لدولة أو إقليم بإسم كردستان وقام النظام الديكتاتوري باستقطاعها من خارطة هذا الوجود ؟ وهل الادعاء بكردستانية هذه المناطق كاف لسلخها من هويتها العراقية والقيام باحتلالها وضمّها لكردستان ؟ .
ثالثا / يقول مسعود في رسالته (( لم نتردد يوما في مختلف مراحل الكفاح المشترك مع سائر القوى الوطنية ضدّ الأنظمة الديكتاتورية المتعاقبة , في التأكيد على حق تقرير المصير , ولم يكن مفهوم تقرير المصير غائبا عن البرامج المبرمة مع المعارضة العراقية , وفي مقدمتها الأحزاب والحركات الشيعية )) , وأنا أتحدى مسعود أن يذكر أسم فصيل سياسي عراقي من غير الكرد , قد أقرّ للأكراد بحق تقرير المصير عدا الحزب الشيوعي العراقي ؟ وهل تستطيع يا مسعود أن تدّلنا على هذه البرامج التي أقرت لك بحق تقرير المصير ؟ وإذا كان هذا صحيحا فلماذا لم يكتب هذا الحق في الدستور العراقي الذي وافقت عليه أنت وكل أكراد العراق ؟ .
رابعا / يقول مسعود في رسالته (( إنّ مفهوم هذا الحق جرى التعبير عنه بوضوح بعد سقوط النظام الديكتاتوري وفي ديباجة الدستور في أطار عراق ديمقراطي اتحادي وشراكة وطنية حقيقية )) , وبدورنا نقول لمسعود هل نسيت أنّ المادة الأولى من هذا الدستور تؤكد على أنّ العراق هو دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة ؟ فإذا كان دستور العراق الذي وافقت عليه قد أكدّ على وحدة الدولة العراقية , فكيف يسمح لجزء منه بحق تقرير المصير والانفصال ؟ واي شراكة وطنية هذه التي تسمح لحكومة محلية أن تتصرف كدولة مستقلة عن الدولة العراقية وتنتهج سياسات خاصة بها بعيدة تماما عن سياسات الدولة الاتحادية ومعادية لها في أغلب الأحيان ؟ .
في الجزء الثاني سنسلط الضوء على الاتهامات الباطلة التي ساقها مسعود في رسالته ضدّ رئيس الوزراء نوري المالكي وسياساته وفضح دوره الساعي لتفتيت العراق وتمزيقه .

أحدث المقالات

أحدث المقالات