24 ديسمبر، 2024 2:33 ص

رسالة مستعجلة الى علاوي

رسالة مستعجلة الى علاوي

قال الأمام علي عليه السلام في قصيدته الزينبية ( فلقد نصحتك ان قبلت نصيحتي *** فالنصح أغلى ما يباع ويوهبُ ) … من هنا وبكل حيادية ولأن الكثير ممن يراقبون المشهد السياسي في العراق عن قرب ما زالوا يعتقدون أن مشروعك الوطني ما زال الأصلح لهذه المرحلة ، وثباتك عليه وتبني الأطراف الأخرى لبعض شعاراتك يؤكد بما لايقبل الشك بصحة ذلك الاعتقاد … ولأن انتخابات مجالس المحافظات على الأبواب ضمن الوقت المنظور لذلك يطالبك الكثير من جمهور هذا المشروع الوطني أن تعيد حسابات الحقل والبيدر واضعا نصب عينيك القول المأثور ( الفشل في التخطيط يقود الى التخطيط للفشل ) مبتدأ” بتحالفاتك السابقة التي أربكت جمهورك وشعاراتك قبل أن تربكك شخصيا
 
تعلم ونعلم أيها الدكتور أن أسباب قوة فريق الحكومة رغم فساد العراق المشهود دوليا ورغم كون عاصمته الأكثر ( وساخة ) عالميا ورغم المراتب الأولى في الأرهاب والقتل وانعدام الخدمات وأعداد الأرامل واليتامى والمهجرين والعاطلين عن العمل … نقول أن اسباب قوة حكومة المالكي برغم كل تلك المصائب ( وما خفي كان أعظم ) تأتي من العراقية حصرا ، وممن باعوا شعاراتهم وجمهورهم ومشروعك الذي جمعهم تحت خيمة العراق المدني المستقل الواحد و( انجرفوا ) الى ملذات السلطان وهباته ومناصبه الممنوحة ببذخ وسخاء … فقوة المالكي والذي يوازيه ضعف العراقية المخجل هو بسبب القتيبيّـون والصجريّون والبطيخيّون والمطلكيون واللويزيون والوتوتيّون نسبة الى قتيبة والصجري والبطيخ والمطلك واللويزي واسكندر وتوت ومن لف لفهم من أمثال العيساوي ومحمد تميم وعالية وأحمد الجبوري والمتيوتي وغيرهم كثر
 
ولأن العبرة لمن اعتبر … ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين لذلك يريد السواد الأعظم من جمهورك أن لا تنسى ما حصل عندما قررت العراقية تعليق حضور وزرائها في اجتماعات الحكومة وتحدى وزير العراقية ( البطل ) عز الدين الدولة قرارها وحضر الأجتماعات رغم انوفكم … كما فعلها ( المجاهد ) وزير الكهرباء مدفوعا بقوة للخروج عن وحدة العراقية وتماسكها من قبل طيبي الذكر حيدر الملا وسلمان الجميلي … ولا نريدك أن تنسى العيساوي ومحمد تميم وسيناريوهات التفاوض عندما وضعتهم العراقية ليتفاوضوا عن استحقاقها الأنتخابي مع الحكومة وتبين أنهم حصلوا على مناصب لذاتهم الشخصية وليذهب حلفائهم للجحيم … كما نطلب منك ان لا تنسى الفلم الأكبر فلم ( الدكتاتورية ) والتفرد بالسلطة الذي أخرجه وأنتجه ودبلجه صالح المطلك بكفاءة هوليودية ليظهر في النهاية أنه هو شخصيا أحد أبطال الفلم وأحد ركائز مد الدكتاتورية بما يقويها ويشد من عضدها … ولكي يكرّم بعد انجازه الكبير هذا بوعود ( مالكية ) بتكليفه بمنصب رئيس الجمهورية خلال الدورة القادمة وبتكليفه أيضا بملف أعادة التوازن خلال المتبقي من هذه الدورة … اولائك وغيرهم آخرين في العراقية تتحمل أنت شخصيا يا سيادة الدكتور وزر تحالفك معهم لأنك لم تسأل عن أصل أو ( رسّ ) أو عرق أكثرهم ، ولأن العرق دساس كما يقول المثل المشهور … ولأنك غفلت عن المثل الصيني المشهور الذي يقول ان الصديق الذي تشتريه بالهدايا سوف ياتي يوم ويشتريه غيرك
 
من قبل كل ذلك كان ضرر المتهم الهارب طارق الهاشمي كبيرا على العراقية التي لم يرى الجميع أي خدمة قدمها طيلة فترات تسنمه مناصبه السيادية الذي استمات واستقتل من أجل الحصول عليها لمنافع شخصية بحتة … بل الأكثر من ذلك يصرح بعض قادتكم أنه رمز من رموز العراقية ولا يمكن المساس به … فبئس الرمز وبئس التصريح … كل اولائك قد خبرهم الجميع وعرف ( أسعارهم ) ومكان البازار الذي يباعون ويشترون فيه وسيعلمون خلال الدورات الأنتخابية القادمة أي منقلب ينقلبون
 
يريد جمهورك أن تحسبها بدقة هذه المرة حتى لو تطلب الأمر دخولك في الأنتخابات منفردا وتختار الأصلاء الوطنيون الشرفاء في الجنوب أو الوسط أو الشمال الذين لا تغرهم المناصب وأموال السحت الحرام ، وما أكثرهم … وأن تتجاوز حلفائك السابقون الذين نبذهم جمهورهم قبل أن ينبذهم الآخرون من أمثال النجيفي الذي اطلع الجميع على ما لاقاه من جفاء ونقد عندما التقى بشيوخ الموصل الكرام … فما زال الكثير يؤمن بمشروعك الوطني الذي كان أصرارك وتمسكك به يمثل بارقة أمل للعراق … ونريدك أن تتيقن أيضا بأنك اذا طعنت في الخلف فاعلم انك في المقدمة