23 نوفمبر، 2024 4:05 ص
Search
Close this search box.

رسالة مستعجلة الى السيد مقتدى الصدر

رسالة مستعجلة الى السيد مقتدى الصدر

في البدء اود القول اني لست من اتباعك ولا مريدك، ولكني سمعتك تقول انك ستعتصم داخل المنطقة الغبراء باعتبارك ممثلا للشعب، وهذا الموقف اوحى لي ان اكتب لك رسالتي هذه باعتباري واحدا من هذا الشعب الذي وضعت نفسك ممثلا عنه..
انا لن اهاجمك في رسالتي هذه فانا وكثير من العراقيين لايتفقون معك في اكثر من موقف ومن مناسبة، ولكن الظروف التي يمر بها العراق الان والتي تلعب فيها انت دور الند الرافض القوي للفاسدين ودور ممثل الشعب، تقتضي منا ان نقف الى جانبك وان نساندك ونكون عونا لك ضد الفساد والظلم والجوع والمهانة..
انا وغيري كثيرون من مذهبك لانعرف نواياك الحقيقية، فانت كنت الى وقت قريب متقلب المزاج والمواقف، وكنت الى وقت قريب ترعى مجموعة من الوزراء الذين شاركوا في السلطة وبعضهم كان الاكثر فسادا على الاطلاق تحت قائمة التيار الصدري.. وكما تعلم فان تاريخ التيار فيه من الجرائم مافيه ضد ابناء الشعب وهذا ما يقلق الكثير من الذين يرون تصدرك للمشهد ايذانا بفوضى كبيرة وبصفحة جديدة من العنف.. ولكنا نراك اليوم توصي الجميع بالتزام الهدوء والسلم، ونراك قد تخليت عن كل من اساء لك ولابيك ولتاريخ عائلتك، وهذا امر جديد وطيب ويوحي بالامل..
واعتقد أيضا انك تعلم علم اليقين ان الشعب بحاجة الى صوت حر والى قائد حر والى امل بالحياة الحرة الكريمة، وها انت قدمت نفسك لتكون ذلك الرجل وذلك الصوت وذلك الامل، والناس استجابت لندائك، وخرجت في اكثر من مكان مؤيدة صادحة باسمك..
ولاننا لانعرف للان ماتريد فقد ارتأيت ان اقدم لك بعض ما أرى، مما قد يكون دائرا في خلدك او خلد المقربين اليك او ربما هو بعيد عن ذلك.. فاقول لك:
اذا كنت تعتقد ان اصلاح حال العراقيين بتغيير عدد من الوزراء او حتى كلهم وتعيين اناس شرفاء مخلصين كفوئين فهذا وهم ومحض خيال واماني لغير العارفين بمجريات الامور،وتضييع للوقت وللفرصة وزيادة في معاناة الناس، فمشكلتنا هي مشكلة نظام ومنهج وعقيدة ومصالح قوى اقليمية ودولية وليست مشكلة اشخاص، فالوزير ان كان مخلصا ونزيها وكفوءا قد يتمكن من تحسين اداء وزارته وتغييره ولكنه لن يتمكن من تغيير نظام ومنهج..
وما دمت قد وضعت نفسك في هذا الموقف الذي يمكن ان يحولك الى رجل تاريخ، ويكتب اسمك بمداد من ذهب فعليك ان لاتضيع الفرصة السانحة التي ضيعها قبلك حيدر العبادي حين لم يستغل تفويض الشعب والمرجعية الرشيدة ليضع العراق على الطريق الصحيح، والان ورغم ان هناك الكثير من الذين لايتفقون معك وانا منهم بامكانك ان تحضى بتفويض الشعب من جديد بكل فئاته مساندوك ورافضوك اذا ما لمس الناس انك قد اتخذت مسارا جديدا ومنهجا وطنيا صادقا يحفظ العراق من التمزق ومن التردي ويعيده الى جادة الحرية والعدالة والتقدم. وما يحفظ العراق ويعيده الى طريق الكرامة والوحدة والعدالة هو ان تقوم بعون من الله وبمساندة جميع الاحرار في العراق الذي ستكون انت قائدهم بمايلي:
1- الاعلان عن الغاء الدستور والعملية السياسية برمتها، والعمل على كتابة دستور جديد يحقق للبلاد وحدتها وكرامة وحرية مواطنيها..
2- بناء على ذلك يلغى البرلمان وتلغى مجالس المحافظات ومايسمى بالحكومات المحلية التي هي حلقات زائدة خصصت للفساد وليس لتقديم الخدمات.
3- وايضا الغاء الحكومة الحالية وتشكيل حكومة انقاذ وطني من اشخاص كفوئين مخلصين نزيهين دون النظر الى المذهب والقومية تضع على عاتقها ايجاد الحلول السريعة والممكنة والواقعية للمشاكل التي يعاني منها الشعب.
4- منع سفر جميع المسؤولين من درجة مدير عام فاعلى لحين البت في سلوكهم وفسادهم من عدمه..
5- حل الميليشيات واجبارها على نزع السلاح وتسليمه الى الدولة لضمان امن المواطنين واستقرارهم..
وهناك الكثير من الخطوات الاخرى المكملة والتي من شانها صيانة وحفظ ثورة الجماهير وامنهم وتحقيق امانيهم..
وبمجرد اعلانك هذا سترى الشعب كله خارجا عن بكرة ابيه مؤيدا لك وناصرا، وستكون انت ابن ابيك الذي قال كلا كلا لاميركا..
ان حال العراق لم يعد بامكانه احتمال المجازفة بضياع الفرص والوقت.. والفرص تاتي مرة واحدة ولكن الله هيأ للعراق اكثر من ذلك، وبرأيي المتواضع ان هذه فرصتك الاولى ولكنها فرصة الشعب الاخيرة..
اللهم انا نستعين بك لتهدي قلوب قوم الى السراط المستقيم.. اللهم انت المستعان.. والسلام عليكم . @yahoo.comrh_4you

أحدث المقالات

أحدث المقالات