23 ديسمبر، 2024 2:41 ص

رسالة محبة الى جميع أخواتي وإخواني العراقيين

رسالة محبة الى جميع أخواتي وإخواني العراقيين

ارجو ان تقبلوا رسالتي هذه فهي من اخت لكبيركم وأم لصغيركم وأنتم اعرف بخوف الأخت على أخيها وهلع الام على ولدها فكلتاهما تفتديان الأخ والابن بالروح.
ارجو ان تقرؤا رسالتي الى الاخر عسى ان تجد كلماتي وقعا في قلوبكم ومكانا في عقولكم. وأرجو ان ان تفهموني جيدا وتفهموا كلماتي كما أردت لها ان تكون. انها كلمات عراقية خالصة هويتها الاولى والأخيرة هي العراق وانا لم ولن أميل يميناً او شمالاً.

جلست أتأمل وأراجع نفسي من خلال ما قرأت من كتابات وما شاهدت من فيديوهات على الفيسبوك وماعرضته شاشات الفضائيات العراقية بجميع ألوانها واتجاهاتها من ندوات ولقاءات وافلام وتابعت الفضائيات العربية أيضاً. بعض
ما انتشر من معلومات كان يحاول التهدئة والبعض الاخر كان يضع الملح على الجروح فيزيدها ايلاما! حاولت ان اعمل مقارنة مابين حجم الخوف الذي يعتريني من هول ما اقرأ واشاهد من تفرق وفرقة بين أبناء الوطن الواحد وقارنته مع حجم الاطمئنان الذي تبثه في قلبي المتعب الكتابات والفيدوات العقلانية المتعقلة المتوازنة عالية المواطنة.

خلال الأيام الماضية نشر على مواقع التواصل الاجتماعي كم هائل من النتاج الفكري والعاطفي للمواطنين العراقيين بعضهم كتب بانفعال شديد ورد فعل عنيف مهاجما اخاه العراقي كأنه عدو له وبعضهم حاول بكلمات بسيطة ان يصب الماء لإطفاء النار التي بدأت ألسنتها تتراقص مابين الرماد الذي كنا نظنه رمادا باردا ستذروه رياح الأخوة والشراكة في الوطن.
خلال هذه الأيام العصيبة التي وضعت العراق وأهله جميعهم في دائرة الخطر كم نحن بحاجة الى التهدئة بالعض على السنتنا والضغط على جراحنا والتفكر بهدوء وروية وكم الوطن بحاجة الى جهد واجتهاد كل واحد منا

اخوتي
كلنا عارف مقولة سيدنا الامام علي كرم الله وجهه ومقولة سيدنا عمر ( رض)
” ان الجوع كافر ” والمقولة الثانية ” لو كان الفقر رجلا لقتلته”
اقدم اعتذاري الشديد للحكيمين الذين قالا ماكتبت في أعلاه وسأجرب بعض التغير في الكلمات
” ان الظلم كافر ” “ولو كان الظلم رجلا لقتلته”
وايضا اسمحوا لي ان أضيف قول سيدنا المسيح للناس عندما ركضوا وراء مريم المجدلية ليرموها بالحجارة حيث قال لهم “من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر” حينها توقف الناس ذاهلين خجلين من أنفسهم!

اخوتي نحن العراقيون جميعنا اخطأنا وكلنا مشاركون ومسؤولون عن ما جرى وما يجري لنا ولعراقنا. منذ الامس وكذلك اليوم نحن العراقيون آمنا بقادة وسلمنا لهم رقابنا ومقاديرنا فاستغلوا طيبتنا وقاموا ببث سمومهم بين صفوفنا وعملوا جادين على بث روح الفرقة بيننا فصدقناهم ومشينا خلف توجهاتهم ونحن غافلون عما ينتظرنا من مستقبل مظلم ادهم.
اليوم بعد الخيانة التي تعرض لها الجيش العراقي والسقوط المخزي لدرة العراق الموصل الحدباء نجد من العراقيين من تقدم باللوم والذم لأخوتنا الموصليين ونعتهم بصفات يربأ لساني عن ذكرها وبكل تأكيد ان العراقيين في الموصل لايستحقون مثل تلك الصفات لأنهم عراقيون اصلاء لهم الفضل الكبير على المجتمع العراقي والثقافة العراقية.
ان أهلنا في الموصل في السنوات الاخيرة عانوا أشد المعاناة من الإرهاب الذي فتك بمدينتهم وكان الثمن أرواح أحبتهم . ففي كل يوم كان هناك دم يسفك وكان هناك نقص في الخدمات وكل متطلبات الحياة الكريمة، إذن هناك ظلم وقع على الناس والظلم كافر. ان ماجرى من احباط في السنوات الاخيرة أضاف عبأ اخر فوق الأعباء التي تحملها الناس ليس في الموصل لوحدها ولكن وقع على العراقيين جميعهم وفي عموم العراق. انه ظلم عقود من الحروب الدولية والحروب الداخلية وسنوات عجاف من الحصار والانفراد بالحكم والسلطة وهذا ليس حال الموصليين لوحدهم ولكنه حال العراقيين جميعهم.
إذن جميع العراقيون غارقون في ظلم الحاكم مع معاناة وهوان شديدين ومن يكن في هكذا حال يتشبث باي خيال يتحرك أمامه ظنا منه انه المنقذ له حتى ولو كان ما يرى هو خيال وحش كاسر وربما هذا الخيال سيقتل ذلك الانسان ان ظفر به بدلا من ان ينتشله من الحال البائس الذي هو فيه!!!!

اخواني سؤالي لكم جميعا
أرجوكم تذكروا الأمس وهو ليس ببعيد تذكروا اليوم الذي فيه دنست وداست بساطيل الأمريكان الارض العراقية المقدسة من بعد معركة ام قصر وسقوطها،
الم يهلل بعض العراقيون بضمنهم بعض من إخواننا في الوسط والجنوب بقدوم جحافل الأمريكان الى العراق ظنا منهم ان الأمريكان جاؤوا الى العراق محررين لهم من ظلم الحاكم والسلطة ً، الم يكتشف هؤلاء العراقيون المهللون الخديعة التي وقعوا بها وان الأمريكان جاؤوا غازين ومحتلين وليسوا محررين.

إذن غزاة العراق في ٢٠٠٣ هلل لهم بعض العراقيون وغزاة الموصل في ٢٠١٤ هلل لهم بعض العراقيون أيضاً .

اخوتي أسئلتكم الان ” الا تشبه هذه تلك؟؟؟؟؟؟؟؟”

ان الظلم والمعاناة طحنونا جميعا نحن العراقيون فلا نلوم بعضنا بعضا فالمواقف ليست مواقف ملامة ولا تحتمل أية ملامة ولكن ينبغي على الشعب العراقي جميعهم التكاتف ولنكن حبلا واحدا يشد بعضنا بعضا ضد كل دخيل وطارئ .

ارجوكم أرجوكم التهدئة لكي نتمكن من التفكير بحكمة وروية.
اخوتي استحلفكم بالله وأرجوكم ان تحتكموا الى عقولكم ولا تحتكموا الى عواطفكم

ان السياسيون راحلون والغزاة مندحرون ان شاء الله، وأنتم العراقيون ان شاء الله باقون وأن أولادكم وأحفادكم هم الوارثون للعراق. تذكروا معاناتنا نحن العراقيين انها معاناتنا المشتركة لاامن ولا أمان ولا كهرباء ولا ماء والصحة والتعليم هزيلة والعلاقات غير طيبة بل سيئة مع المحيط والعالم والفساد في العراق يتصدر قائمة الفساد بين الدول. كيف نواجه كل هذا ونحن أمة متفرقة يأكل بعضها بعضا؟؟؟؟؟؟

انها معركة مصيرية وجميعنا العراقيون مسؤولون عن نتائجها.
والله ثم والله لو اتحد العراقيون كشعب واحد سيتعافى العراق ان شاء الله رغم كيد الكائدين.
هذه رسالتي لكم وثقوا انها ليست مجرد كلمات إنشائية بل ان كل حرف كتبته فيها كانت صوركم امام عيني
حفظكم الله جميعا وحفظ الله عراقنا واحدا موحدا.