18 ديسمبر، 2024 9:15 م

رسالة محبة إلى الإعلامي المُتميز أنور الحمداني

رسالة محبة إلى الإعلامي المُتميز أنور الحمداني

كلمة حق لابدَّ من قولها… برنامج (ستوديو التاسعة) ربما البرنامج السياسي العراقي الوحيد الذي يتمتع بمواصفات ومعايير الإعلام الناجح العالمية……

أهم هذه المعايير…. تسليط الضوء على المشاكل والظواهر والإشكاليات والازمات الحقيقية التي يمر بها البلد… أو التي بانت مُؤشراتها لتلافي الوقوع فيها…..

وكذلك… إحداث… أو مُحاولة… إحداث التغيير والإصلاح… والانتصاف للمظلومين… والتأثير على القرار السياسي من خلال التأثير على السلطات الثلاث في البلد….

وكل مُتابع مُنصف… سواء أكان مُحب للحمداني أم مُبغض… يتلمس هذه المعايير على الساحة السياسية والاجتماعية….

لكن… أرجو الانتباه إلى لكن هذه….. الانسان بطبيعته ليس معصوماً من الاخطاء… فضلاً عن العمل المتواصل والسعي الحثيث للرصد والاستقصاء ومُلاحقة الاحداث… كل ذلك ربما تؤدي إلى الوقوع في الاخطاء….

أحب أنْ ألفت نظرك أخي العزيز… إلى آية في القرآن تُفسر سبب الطغيان والوقوع في حبائل الغرور والفتنة والعُجب… وهي آفات نفسية واجتماعية مُدمرة على مستويات الفرد والجماعة والمجتمع… (…..إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى….)…..

ربما… الصيت… والحضور… وكثرة المُناشدات المشوبة بالمديح والاستغاثات… وكثرة الملفات الخطيرة… وكثرة تزلفات وتملقات المسؤولين….وووووووووو…..الخ

ربما كل ذلك… قد أوقعك بمحذور الآية الشريفة أعلاه…..

لا يا صديقي… ما هكذا تورد الابل… سوف أحسن الظن بك وبقناتك البغدادية المُهمة…. واستبعد وجود اجندات سياسية

مُعينة… والتي لا تخلو منها وسيلة إعلامية إلاَّ نادراً جداً… وأقول: لا يمكن مُقارعة الظلم بالظلم… ولا يُمكن كشف الفساد بالفاسدين… ولا يمكن لأية وسيلة إعلامية أنْ تتخذ صفة المحكمة… ولا يمكن لمقدم برنامج أنْ يتخذ صفة القاضي…..

استاذي الفاضل… انصحك بصفتي مواطناً عراقياً مُراقباً ومُحللاً استراتيجياً، وأعيش في وسط القواعد الشعبية… وتحديداً في مدينة الصدر ببغداد… انصحك وقناتك المُتميزة والوطنية أنْ لا تسقطوا في نفس الهاوية التي سقطت بها قنوات الجزيرة والعربية والشرقية وغيرها… فبعدما اتستقطبت هذه القنوات، وتحديداً قناتي الجزيرة والعربية نسبة كبيرة من مُشاهدي الوطن العربي… وبعدما كانتا لهما الثقل الكبير في التأثير على الرأي العام العربي والعالمي… كشفتا عن وجهيهما القذر… وانهارتا، ولم تصمدا، عندما تركتا الحيادية والموضوعية وكشف الحقائق للرأي العام، وانجرفتا مع تيار دعم الحركات الارهابية والمُتطرفة والمُنحرفة، ومُحاولة تهديم وتفكيك الدول العربية خدمةً لمصالح امريكا واسرائيل ودول الخليج العربي….

ولكي لا تقع بما وقعت به هذه القنوات انصحك بالآتي:

1- المُحافظة على ثقة الجمهور المُشاهد والمتابع للبغدادية من خلال عدم التعرض لرموز التيارات والاتجاهات السياسية الشعبية، والسياسيين المُحسوبين عليها بالتلميح تارةَ، واللمز والغمز تارةً أخرى، والتصريح في بعض الاحيان… لانَّ خسارة البغدادية لهذه القواعد الشعبية تُعد خسارة كبيرة… وهذا لا يعني ترك تشخيص الاخطاء، والهفوات، والتجاوزات، والتقصيرات، وحتى الفساد… ولكن بالخطوات أدناه…..

2- عدم إعطاء المواطنين والموظفين والمسؤولين فرصة الطعن بالخصوم من التيارات السياسية الاخرى، إلاَّ بعد الاطلاع على الملفات والوثائق، وإرسالها للمحاكم المُختصة… أو الطلب من صاحب هذه الملفات والوثائق أنْ

يُقدم الشكوى، أو يُبلغ عن الفاسدين والمُقصرين والهادرين للمال العام… ثم مُتابعة اجراءات المحكمة….

3- في حال عدم اتخاذ المحاكم المُختصة الاجراءات الواجبة، أو تلكؤها، أو حصول الضغوط السياسية عليها، أو وجود فساد فيها أيضاً… عند ذاك… من حق القناة وبرنامجكم اطلاع الرأي العام على هذه القضية…

4- اعطاء المُتهم الحرية الكاملة، والوقت الكافي، للدفاع عن نفسه…

5- من الخطأ الفاحش؛ أنْ تتخذ القناة، أو جنابكم القرارات والاحكام بدلاً عن المحكمة… اترك ذلك للرأي العام… ومُحاولة الضغط الإعلامي باتجاه أنْ تتخذ السلطة القضائية الاجراءات اللازمة…

مُناسبة هذه الرسالة… المُحاولة المُبتذلة لتسقيط وزير الاعمار والاسكان السابق (محمد صاحب الدراجي)… والغمز واللمز والتلميح وبعض التصريح لتسقيط (بهاء الاعرجي) ووزير الصناعة الصدري (نصير العيساوي)… وحتى في بعض الاحيان المُحاولة للنيل من مواقف السيد (مقتدى الصدر)….

أخي العزيز… لا تأخذك الظنون بعيداً… فانا وكل القواعد الشعبية الوطنية والشريفة… لا نرضى بالفساد والانحراف ومن أي جهة صدر ذلك… بل… لا نكتفي بعدم الرضا والامتعاض والرفض… وانما نحن اتباع (محمد الصدر) سنكون أول الكاشفين والفاضحين والمُحاربين والمُتصدين له، كائناً من يكون… فقط… وفقط… يجب أنْ يكون ذلك وفق المعايير والخطوات الصحيحة… ولا نُريد تحويل ذلك للمُزايدات السياسية، والتسقيطات الانتخابية، والصراع السياسي القذر….

لا نرضها لكم ذلك… ولا نرضيها لنا ذلك… دُمتم مُوفقين في عملكم الوطني الشريف… ودامت قناتكم الوطنية الوحدوية، والمُحاربة للفساد والفاسدين والمُفسدين والفاشلين والخائنين، والناصرة للمظلومين والمُستضعفين….