23 ديسمبر، 2024 5:44 م

رسالة لمن باع واستغفل واستمكن وتمكن بعهر السياسة والطائفية ولبس جلباب الغدر والسقوط

رسالة لمن باع واستغفل واستمكن وتمكن بعهر السياسة والطائفية ولبس جلباب الغدر والسقوط

. الذي باع بلاده وخان وطنه مثل الذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه. – تشي جيفارا ( ثوري كوبي ماركسي أرجنتيني المولد )

لا فرق بين خيانة الضمير وخيانة الواقع إلا التنفيذ. لا عاش من خان الوطن ولا ارتفع له مستوى، من رجل تولى أمور الناس فنام عنها حتى أضاعها. كفى بالمرء خيانة أن يكون أميناً للخونة. أخشى ما أخشاه، أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه الخيانة وجهة نظر. وغربة الوطن هواية إجبارية.

أن الخائن يبيع قيمته كإنسان من أجل مقابل ما، وفي أغلب الأحوال ما يبيعه الخائن إما شرف أو ذمة أو دين أو وطن!

ــــ لا يمكن أن تثق بخائن باع وطنه فمن باع وطنا بأكمله سيبيعك بمنتهى السهولة حين تحين الفرصة!

ـــ حتى أولئك الأشخاص الذين اشتروا ذمة الخائن بالأموال والعقارات ومظاهر الثراء يعلمون يقينا أنه لا يستحق ثقتهم، هم يجعلونه فقط كالطعم في المصيدة يحققون من خلاله هدفا في مخططاتهم، وحين تنتهي مصلحتهم منه يرمونه والمصيدة في أقرب مزبلة للتاريخ!

ـــ البعض سيخبرونك أن حب الوطن نفاق، وإظهاره بدعة، سيدفعونك من زاوية دينية لأن تعتقد أن مظاهر حب الوطن ما أنزل الله بها من سلطان، كما فعلوا في بدايات الاحتفال باليوم الوطني وبالنشيد الوطني في طابور الصباح والموروث الشعبي الوطني في الجنادرية، هم يحاولون أن يكتموا أنفاس كل مظهر يتنفس حبا بالوطن لكن “السناب شات” كشف تناقضاتهم وأسقط ورقة التوت عن كثير منهم!

ـــ في اللحظات الحرجة التي يحتاج فيها الوطن إلى وقفة أبنائه، ستجد هؤلاء صامتين، ستخمد تغريداتهم ومقاطع “سناباتهم” وكأن على رؤوسهم الطير، رغم أن الصمت في أوقات الأزمات خيانة للوطن، لا يشاركون لأن مصالحهم الشخصية المتفق عليها مع الطرف الآخر ستتعارض لو فعلوا، يبيعون أوطانهم وكأنهم يبيعون قطعة علك على قارعة الطريق متناسين أن الوطن في النهاية مثل الأرض الأصيلة سيلفظ كل نبات لن تمتد جذوره إلى أعماقه!

ـــ لا شيء يبرر خيانة الوطن، ولا عذر للخائن في خيانة وطنه، حتى من تخون وطنك لمصلحتهم، ستجدهم أكثر الناس احتقارا لك وعدم ثقة بك فمن يبيع وطنه سيبيع كل أوطان الأرض!

يقول هتلر (أحقر الأشخاص الذين قابلتهم هم هؤلاء الذين ساعدوني على احتلال بلدانه

 

الذي لا دين له

اللادينية (بالإنجليزية: Irreligion)‏ هي عدم الإيمان أو المبالاة بدين معين، وتعد اتجاهاً فكرياً يرفض مرجعية الدين في حياة الإنسان ويرى بحقه في رسم حاضره ومستقبله واختيار مصيره بنفسه دون وصاية دين أو الالتزام بشريعة دينية، ويرى أن الأديان عامةً هي مجرد صناعة بشرية لا تحمل قداسة ولا تعبر عن الحقيقة المطلقة.

 

حال غالبية المواطنين العراقيين في التعاطي مع مجريات الأحداث المرعبة في بلادهم منذ العام 2003 وحتى الآن، هي البكاء بحرقة وألم على ما حلّ -ويحل بهم- من كوارث قلبت الخيال إلى واقع؛ حيث التفجيرات وعمليات الاختطاف والجريمة المنظمة، وقتل الناس بعضهم بعضاً. وغالبية هؤلاء لا يعرفون منْ يقف وراء هذه المؤامرة الدنيئة؟!

مقابل تلك الغالبية -المغلوبة على أمرها- نجد أن غالبية السياسيين في العملية السياسية، لا يبكون العراق وإنما يتباكون! والفرق بين البكاء والتباكي كالفرق بين النائحة والثكلى.

نود مخاطبة غالبية السياسيين الذين يتباكون على العراق اليوم، ونقول لهم:

– من الذي زيف الحقائق، وزور الأدلة والمستندات، لإيهام العالم أن العراق يمتلك أسلحة محرمة دولياً؟!

– من الذي جيّش الجيوش لاحتلال العراق، والتي قتلت وهجرت الملايين ودمرت الساكن والمتحرك في البلاد؟!

– من الذي جاء مع جيوش الاحتلال عبر المعابر البرية والجوية، متباهياً بمجيئه تحت مظلة المحتل الغاصب؟!

– من الذي وافق المحتل على خططه الاستراتيجية، التي نُفذت في العراق في مرحلة ما بعد الاحتلال، ورُسمت في دهاليز السياسة التآمرية، وكذلك في مؤتمري لندن وصلاح الدين؟!

– من الذي نفذ سياسة المحتل تحت عباءة العملية السياسية المتهرئة؟!

– من الذي دعم سياسات التهميش والإقصاء والتقسيم وقتل روح المواطنة، وزرع الفتنة الطائفية بين العراقيين؟!

– من الذي شجع المليشيات على التغول في ربوع الوطن الجريح، وجعلها السيف المسلط على رقاب المعارضين؟!

– من الذي قتل العراقيين بحجة مقاتلة الإرهاب، ووضع رأسه في الرمال؛ متجاهلاً جرائم غالبية الأجهزة الأمنية الحكومية؟!

منْ، ومنْ، ومنْ؟!

عشرات الأسئلة المحيرة، التي تعرفون -أيها الساسة- إجاباتها بدقة. وجميعكم تعلمون منْ القاتل ومنْ المقتول، ومنْ الظالم ومنْ المظلوم، ومنْ الجلاد ومنْ الضحية، ومنْ السارق ومنْ العفيف، ومنْ المجرم ومنْ البريء، ومنْ سيّس القضاء، ومنْ ساهم في تدمير العراق وتخريبه، ومنْ هو الإرهابي، ومنْ هو النقي الجريح؟!

كل هذه الأسئلة هي بعض الآهات التي مُلِئت بها قلوب العراقيين الشرفاء وأرواحهم، الذين ضُيعوا وهُجروا في داخل البلاد وخارجها على يد أبناء جلدتهم.

فإلى متى هذا التباكي على العراق العظيم، ومتى سنجد من يتألم بصدق، ويعمل بجد؛ لتخليص البلاد من الإرهاب السري والعلني، والانطلاق نحو البناء والعمران؟!

 

السؤال : لماذا تبقى البعض ، وذاك البعض من نفر قليل ، يصر على انعزاليته وعلى نفس اساليبه واخطائه في الغلو والتطرف بعد كل الجنايات التي اقترفها الجميع .. ؟؟ لماذا لم يراجع مسيرته ؟ لماذا لم يعترف بالاخطاء ؟ لماذا لم يتوقف لحظة واحدة ، ليقول كلمة سواء بحق الجميع من اجل كل العراقيين ؟ متى تنزع الكراهية من صدره وكل الصدور العراقية ؟ لماذا لم يخرج ابدا من خندقه وحده ويندمج مع الاخرين لتشكيل الكلّ العراقي ؟ لماذا بقى هو وبعضه امواتا ، فلا هم احياء ولا هم براحلين ، ولكنهم يعدون ايامهم ويمضون الى حيث النهايات بلا اي ذاكرة جمعية ! ؟ لماذا يعتبر هؤلاء انفسهم ملائكة الرحمة ، وجهابذة الزمن ، واطياف السلام ؟ لماذا يجعلون انفسهم من اعظم المثاليين في بناء جمهورية افلاطون الخيالية الرائعة ؟ وهم لا يدركون ” انهم يعبدون الطوطمية المعاصرة ” ـ كما قال جان بول سارتر يوما ـ !

 

العراق، منذ سقوط صدام في 2003م، ووصول الشيعة لدفّة الحكم، تُصنّفها منظمة “صندوق من أجل السلام والتنمية (Fund for Peace ) بـ”الدولة الفاشلة” (Failed state)، وأنا أسميها بـ”الدولة الشيعية الكارثية”، لأن غاية وجلّ طموحاتها بعد الإطاحة بصدّام كانت الغلو والمبالغة في إحياء الشعائر الحسينية بطريقة تُثير أحياناً الأشمئزاز. في دولة يبلغ أحتياطي النفط فيها 140 مليار برميل، إذ يُعَدُّ الخامس في العالم، تقول منسّقة الشؤون الإنسانية في الإمم المتحدة، فاليري آموس، أن هناك على الأقل 2 مليون عراقي محرومون من الغذاء إضافة إلى أربعة ملايين آخرين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وأن واحدا من بين أربعة أطفال عراقيين يعانون من توقف النمو البدني والفكري بسبب “نقص التغذية المزمن”.

 

أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) هود

أوجزُ لكم أهم أنجازات الحكومات الشيعية المتتالية منذ أستلامها الحكم بعد سقوط صدام في 2003م:

ياقوم اليس فيكم شريف او رشيد بدون طمغة لم يتخرج من اكاديمية الكورال السياني-كهوة ام كلثوم منطقة الميدان-باب المعظم بغداد

1- نشرُ ثقافة المحاصصة الطائفية والعشائرية و بأشد أنواعها، ولتذهب دولة المواطنة والقانون الي الجحيم. فجميعُ المناصب القيادية في الدولة تُعطى على أساس طائفي بحت، والنخبة المثقفة مهمّشة ومنعزلة عن الجماهير، بل معظمها هاجر خارج العراق. هذة المحاصصة الطائفية خلقت عداءً وتناحر تطور الى حرب أهلية غير مُعلنة بين الشيعة والسنّة داخل العراق وفتور علاقات مع بقية الدول العربية.

2- الفسادُ الأداري والمالي والمدُّ الأيراني : بعد تغيير المعادلة السياسية الداخلية في العراق لصالح الشيعة في 2003، برزت حكومات شيعية متتالية، كانت من أبرز سماتها الفسادُ السياسي والإداري والمالي والمحاصصة الحزبية والطائفية كما ذكرنا. استشراء هذا الفساد جعل الحكومة المركزية هشة وضعيفة وسهلة الإختراق من قِبل ايران التي لديها تصورات بأن العراق هو جزء من الامتداد التاريخي والجغرافي والمذهبي لها وبوابة العبور لنشر فكر الثورة والسيطرة الايرانية علي أماكن التواجد الشيعي في كل من سوريا وجنوب لبنان والبحرين. وعملياً أستطاعت ايران منذ 2003 احتواء القيادات والتيارات الشيعية المتنافسة، عن طريق تدفق الأموال الطائلة، وتسلل المخابرات الإيرانية إلى العراق، وجعل الاقتصاد العراقي تابعا لإيران تبعية مطلقة، ومعتمداً عليها اعتماداً كلياً حيث أصبح العراق سوقا مفتوحة للبضائع الإيرانية بمختلف أنواعها. كما اعطت الحكومة العراقية تسهيلات لإيران بالاستثمار وخصوصا في المدن المقدسة عند الشيعة ودفع أسعار خيالية للاستحواذ على اقتصاد العراق، و أصبحت العراق العربية الحرة تُدار سياسياً وأقتصادياً وعسكرياً بواسطة “مرشد الدولة” في ايران.

3- التركيزعلى الطقوس والشعائر المذهبية : لم يكن هدفهم عند ادارتهم الحكم التنمية البشرية كزيادة النمو الإقتصادي والقدرات التعليمية والخبرات ورفع مستوى الدخل والانتاج والصحة، بل طموحاتهم كانت ترتكز علي الإهتمام بالطقوس والشعائر المذهبية، والعتبات المقدسة واللطميات والمشي من البصرة الى كربلاء (المشاية)، وركضة الطويريج بين حرم الحسين والعباس، وهي شعائر دينية يمارسها الشيعة لاستذكار معركة كربلاء ومقتل إمامهم الحسين بن علي بن أبي طالب، وغالباً ما تنشط ممارسة هذه الشعائر في شهري محرم وصفر حسب التقويم الهجري وبالأخص في يوم عاشوراء (10 محرم) يوم مقتل الحسين قبل 1400 عام! ويوم الأربعين (20 صفر).

4- إعلان الخلافة الأسلامية في محافظة نينوى في يونيو2014: توالي الحكومات الضعيفة أدت الى احتلال و سيطرة “داعش” علي الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث السكان بعد بغداد حيث يبلغ تعداد سكانها حوالي 2 مليون نسمة، وفي الوقت الذي كانت “داعش” تقوم بالأعدامات الجماعية وتقطع الرؤوس وتمارس في حق الاقليات المسيحية والأيزيدية الاعتداءات الجنسية المنهجية على النساء والفتيات الصغيرات واستعبادهم وبيعهن في اسواق الرقيق وهن يحملن بطاقات أسعار، كانت الغالبية الشيعية في العراق وايران منشغلة بإقامة الإحتفالات والمهرجانات، وولائم الفرح وتوزيع الهدايا وترديد الإبتهالات والاناشيد الدينية لأحياء مناسبة “الغدير” (حسب الأعتقاد الشيعي بأن الرسول عيّن علي بن ابي طالب خليفةً من بعده في منطقة “غدير خُم”).

الشيعة بـ”عيد الغدير” في محافظة النجف كان متزامناً مع تهجير الاف الأقليتين المسيحية والايزيدية من محافظة نينوى في 2014

5- 75 يوماً في السنة عطلات : أعلنت لجنة الثقافة والإعلام النيابية ان مشروع قانون العطلات الرسمية سيتضمن تحديد 75 يوماً في السنة عطلات خاصة للمناسبات الدينية والاعياد الرسمية للدولة العراقية، وبذلك يتصدر العراق قائمة الدول الأكثر مَنحاً للعطل بالعالم، تضاف آلية اجازات نهاية الاسبوع ليبلغ الناتج الاجمالي للعطل في العراق 180 يوما اي قرابة نصف سنة يعطل بها الدوام الرسمي في الدوائر والمدارس والجامعات ناهيك عن ايام سوء الاحوال الجوية..!!؟

وان الايدولوجية الشيعية هي ايدولوجية ثورة، ومعارضة ومقاومة وليست ايدولوجية استقرار وقيام دولة كالتي عند أهل السنّة. فالامام علي عند توليه الخلافة دخلَ في ثلاثة حروب أهلية طاحنة في اقل من ثلاثة سنوات، الجمل وصفين و النهروان، استنزفت الأنفسَ والأموال وخَلّفت الأراملَ واليَتامى، وجرّت الأمة نحو هاوية الكساد الإقتصادي والفقر، وكذلك شعارات الخميني المعادية للشرق والغرب أدخلت ايران في 8 سنوات حرب كلَفتها مليون قتيل وجريح ونصف مليون لاجئ وفاتورة بمقدار الف مليار دولار. صَدّرت بعدها هذا السيناريو من عدم الإستقرار الى لبنان ثم الى العراق وسوريا وأخيرا اليمن.

 

 

و حين يحلّ البلاء ونصبح جميعا في موضع الابتلاء , فلا حول لنا ولا قوّة إلا بالله سبحانه , وها أنا أقولها لكم أيّها الأحبّة أنّي حزين ومهموم ومكتئب ومغتّم ومضطرب , لما قرأته أمس في بيان وزير القائد وثقته (صالح محمد العراقي) , وقد يقول قائل وما الجديد أيّها السماوي فيما كتبه هذا الدّعي اللا صالح واللا عراقي ؟ فهل كان يوما مع الحشد وانقلب اليوم ضدّه واصطّف مع أعداءه وطالب بما تريده أمريكا وإسرائيل ؟ وأنت أيّها السماوي تعلم علم اليقين أنّ هذا اللا صالح في القول والفعل يكره ويمقت الحشد وقادته الأحياء منهم والأموات وعلى رأسهم شهيد الوطن والدين والمذهب أبو مهدي المهندس رضوان الله تعالى عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّا , وتعلم أيضا أنّ أنصار هذا اللا صالح يمقتون الحشد وشهيده المهندس ويكرهونه كرها لا أحد يمكن أن يتصوّره , فما الجديد في الموقف لتحزن كلّ هذا الحزن ؟ وأنا أقول والله وبالله أعرف كلّ هذا , لكن أن يصل الحقد على الحشد لهذا المستوى الذي أصبح فيه هذا اللا صالح واللا عراقي يطالب علنا ما تطالب به أمريكا وإسرائيل بدون خجل وحياء من الله والشعب وما استشهد من أجله الشهيدين الخالدين محمد باقر الصدر و محمد صادق الصدر رضوان الله تعالى عليهم وعلى أرواحهم الطاهرة ؟ فهنا الطامة الكبرى وهنا البلاء العظيم الذي حلّ بنا ….

 

الإنشغال بالصراعات الجانبية التي لا تقدم ولا تؤخر هي واحدة من مشاكل العراقيين التي لا تعد ولا تحصى. فبعض الصراعات ما زالت مستمرة بالرغم من إن نواة الصراع هياكل عظمية عفى عنها الزمن، ولا يرجى منها فائدة. صحيح إن التأريخ أبو الحاضر، والمستقبل إبن الحاضر وحفيد الماضي، لكن هذا لا يعني إن الأبن سيكون نسخة طبق الأصل من الأب، أو إن الحفيد يشابه الأب أو الجد في كل الخصائص. هذه المعادلة لا تصح إلا عندما تأبي العقول الحاضرة أن تغادر الماضي وتبقى متشبثة به تشبث الغريق بطوق النجاة. مع إنه من أبسط مقتضيات التفكير السليم والعقل الناضج هو الإستفادة من دروس الماضي لتلافي الوقوع في نفس الإخطاء. فالتأريخ دروس وعبر لمن إتعظ وتنور وأعتبر. وعديم الفائدة لمن تعنت وتجاهل وإغتر.

التأريخ علم متخلف، والمؤرخون أناس ينظرون إلى الوراء دائما. إن ليس أكثر من عملية نبش الماضي. وفعله أشبه ما يكون بضوء السيارة الخلفي، يُشعر الآخرين بوجودنا ويحذرهم من حركتنا، لكنه لا يكشف عما هو أمامنا من مطبات ومفاجئات. وهذا بحد ذاته مشكل، مشكل للحكام، ومشكل للشعوب ومشكل لعلم التأريخ نفسه.

البحث في التأريخ فيه الكثير من التداخلات والإشكالات التي لا يمكن الحكم عليها بالحسم والجزم. إنه ليس حقائق دائما، فغالبا ما يكون ممزوجا بنفسية ومشاعر ودوافع من كتبه، إنهم بشر لا يختلفون عنا، لهم أهوائهم وطباعهم ورغباتهم وهناك الكثير من المؤثرات النفسية والإجتماعية والدينية والثقافية والسياسية التي تجعلهم يميلون لهذا الطرف أو ذاك، مما يلغي الحيادية في رواياتهم. وهناك بعض المؤرخين كتبوا روايات ونقلوا أحاديث عن آخرين لقوا حتفهم منذ أكثر من ألف عام، ولا نعرف من أين أستقوا تلك الأحاديث والروايات سيما إنه ليس فيها سند تأريخي؟ هل هي نتاج حلم أو رؤية أو كهانة أو ضرب بالرمل؟ ولكن إذا اخذنا بعين الإعتبار طبيعة العصر والأجواء السياسية ومحاولات التقرب من الخلفاء والملوك والحكام، سيتكشف لنا كنز من الحقائق وبعضها مذهل للغاية.

فعلى سبيل المثال نجد إن كتاب الشاهنامة لأبي القاسم منصور الملقب بالفردوسي له إهمية كبيرة عند الفرس لا يضاهيها حتى القرآن الكريم نفسه، فقد أطلق البعض على الشاهنامة(قرآن الفرس)! وهذه الملحمة مع ديوان حافظ يكاد لا يخلوا منها بيت إيراني، في الوقت الذي تخلوا بعض الديار من القرآن الكريم. يمجد الفردوسي في ملحمته التي حاول أن يقلد فيها ملحمة هوميروس، تأريخ وسجايا ملوك الفرس، سيما المجوس منهم ويضفي عليهم مواصفات إلهية، ويشيد بالحضارة الفارسية التي يعتبرها تفوق حضارة بقية الأمم! وهي حضارة لا نعرف ما هي عظمتها مقارنة بحضارة وادي الرافدين التي كانت لهما منجزات كبيرة مثل سن أول قانون وإختراع اللغة والدولاب وغيرها. إن الذي إمتازت فيه الحضارة الفارسية لا يزيد عن تعظيم الملوك الفرس والأباحية الجنسية والحملات العسكرية، والدسائس والفتن والعدوان على دول الجوار سواء قبل الإسلام أو بعده. لقد مزج الفردوسي الحقائق بالخرافات، والوقائع بالأساطير في كتاب الشاهنامة. وزادها بالطعن في العرب والإسلام فوصفهم بأقبح الأوصاف.

أما لماذا قام الفردوسي بهذا العمل الذي أخذ منه اكثر من ثلاثين عاما؟

أولا: لأنه عبر عن نزعة الحقد والكراهية واللؤم والغدر التي كانت تختلج نفوس معظم الفرس ضد العرب والمسلمين. ثانبا: التعبير عن مشاعر الحنين والشوق الى المجوسية. ثالثا: محاولا إرضاء السلطان محمود الغزنوي بالتهجم على العرب والمسلمين من جهة أخرى، وكان المقرر أن يستوفي الفردوسي من الذهب ما يعادل وزن كتابه كما وعده الغزنوي. ولكن السحر إنقلب على الساحر! فالسلطان استغرب وإمتعظ من كثرة الإشادة بآل سامان بدلا عنه، والنزعة المجوسية الحادة في الكتاب التي لا تتوافق مع إسلامه، فخفض المكافأة إلى(20) ألف درهم من الفضة. لذلك فالذهب كان الدافع الرئيس وراء الكتابة.

ومن الكتاب أيضا اليعقوبي وهو من أصول فارسية من مدينة أصفهان وقد كناه العاملي بـ (الاصفهاني) في كتابه أعيان الشيعة، كإن جد اليعقوبي من موالي الخليفة المنصور. مع إنه يكني نفسه بالعباسي واطلق إسم الدعوة الهاشمية على الدعوة العباسية. فقد تولت أسرته وظائف مرموقة، وكان لديهم حظوة عند الحلفاء العباسيين، فإستمال للعباسيين وحمل الضغينة والكراهية لبني أمية، لذا العرق والجاه والمناصب كانت الدوافع وراء كتاباته. ومنهم ابن قتيبة وهو من اصول فارسية أيضا من مدينة مرو الروذ. تولى قضاء الدينور في زمن الخليفة المتوكل. وأهدى كتابه (أدب الكاتب) للوزير عبيد الله يحي بن خاقان فكافئه بالمال الجزيل. وأهدى كتابه الشهير (المعارف) إلى أحد إخوان الخليفة المعتضد فأعطاه(10000) دينارا. وقد قدح قدحا كبيرا في سيرة خلفاء بني إمية كسابقيه دون أن يفحص ويتمحص الروايات بل أخذها على علاتها من مصادرها الضعيفة. إذن المصالح المادية والمعنوية لها دورها الفاعل في إتجاه الراوي، مما يتطلب التأني والحذر مما يروي، وهناك المئات من الرواة ينطبق عليهم الأمر نفسه.

لذلك يعتبر التأريخ سلاح ذو حدين، وعلى من يبحث فيه، أن لا يعتمد على راوية ويعتبرها هي الصواب والبقية باطلة، والأهم من هذا وذاك أن يأخذ بنظر الإعتبار طبيعة المناخ السياسي ونزعة الراوي وأهوائه وأن يطلع على الروايات المعارضة لها، وإلا فالأولى به أن يترك بحر التأريخ جنبا ويعوم في شاطيء آخر. الكثير منا إطلع على ماساة كربلاء وما تركته من جراح في تأريخ الإسلام وما زال الجرح يتجدد يوم بعد آخر بدلا من أن يلتئم بفعل ألاعيب دهاقنة الدين وأفانين السياسيين. ولا أحد يجهل إن خروج الإمام الحسين لم يكن لأسباب دينية وإنما سياسية ورغبة في بالحكم. وهذا أمر طبيعي في التأريخ السياسي للأمم. فالإسلام في عصره كان قويا متسما بالإستقرار والهدوء، والفتوحات تجري على قدم وساق والأمة الإسلامية تزدهر وتتوسع. ومهما كان من أمر فإن أي مسلم لا يرتضي النتيجة التي إنتهى إليها الإمام الحسين بغض النظر عن الأسباب والدوافع لخروجه ومدى صحتها، فما تعرض له من إذلال وقتل، غير مقبول أبدا لا في تعاليم السماء ولا قوانين الأرض. لكن ما ترتب على المأساة من مآسي وما أعقبها من نزيف دم لا يمكن قبوله أيضا. فغالبية الجرائم التي أرتكبت في التأريخ الإسلامي عًلقت برقبة أهل البيت سيما الحسين، ولو كان الإمام الحسين قد عرف بأن خروجه سيؤدي إلى فتح حمام من الدماء لأربعة عشر قرنا، لأقفل الباب على نفسه بألف قفل وما خرج منه بتاتا، ولعن السياسة والرئاسة بكل ما فيها من ويلات وكوارث.

بأسم الحسين قتل الملايين من العرب والمسلمين، وبأسم الحسين سرقت الملايين، وبأسم الحسين هُجر الملايين، وبأسم الحسين تشكلت أعتى الميليشيات الإرهابية في التأريخ من القرامطة الى الحشاشين وإنتهاءا بحزب الله وغيرها. وبأسم الحسين ترملت ملايين النسوة، وتيتم ملايين الأطفال، وبأسم الحسين إنتشر الأيدز والأمراض الجنسية، وبأسم الحسين شاعت تجارة المخدرات في دول الإسلام، وبأسم الحسين بلغ الفساد الأخلاقي القمة بسبب زواج المتعة والزواج الجماعي للزينبيات، وبأسم الحسين تغتصب النساء في السجون، وبإسم الحسين تحرق وتًغتصب جوامع أهل السنة وتتحول من مساجد الله إلى مساجد الحسين، وبأسم الحسين ينتشر الجوع والفقر والمرض والجهل، وبأسم الحسين تراجعت الأمة الإسلامية قرون إلى الخلف، وبأسم الحسين إنشق الإسلام إلى شقين لا يمكن ترقيعهما ولو بعد قرون قادمة، وبإسم الحسين تصاعدت حالات الإنتحار عند الشباب، وبأسم الحسين يتم التعاون مع أعداء الإسلام، وبأسم الحسين توقف الجهاد في إنتظار إمام الحفرة. كل الموبقات وكل الكبائر والرذائل والخيانات سجلت بإسم الحسين، وهو منها براء. وما زال الصراع مستمر بين أتباع الحسين وممن لا يحسبون من أتباعه ولنفس الغرض، السياسة والمناصب.

الصراع بين الأحياء على الأموات زوبعة تأريخية لا تتوقف ولا تهدأ، بل إتسعت لتضم عائدية الأموات وهذا أمر غريب! وربما ينفرد فيه العراق عن غيره من بين خلق الله، سيما إن هذا الإنفراد يتصف بالعنف والإنانية والحقد ويصل إلى التكفير والقتل. فقد أقام أتباع آل البيت الدنيا في سبيل إعادة العتبات المقدسة في سامراء إلى الوقف الشيعي وسجلوا أنتصارا ماحقا على الوقف السني، وتبادولوا التهاني والتبريكات كإنهم وصلوا للمريخ، وليس إستعادة قبور لا نفع منها ولا ضرر، كما جاء في سورة فاطر/14 ((إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)).

وهذه الأيام شهدنا فصول تراجديا جديدة على مسرح مجلس شورى الدولة حول الأموات بالطبع! فالأحياء خارج إطار إهتمامهم. الصراع كان حول الرئيس السابق عبد الكريم قاسم، هل هو شهيد أم قتيل؟ إنها فعلا مسألة مصيرية للعراقيين، لهذا تناقش في أعلى المستويات رغم إن مضمون النقاش هيكل عظمي سواء أعتبر شهيدا أو قتيلا فالأمر سيان. رحم الله جحا فقد سُئل إيهما أفضل المشي أمام الحنازة أم خلفها؟ فقال لا تكن فيها وإمشي كيفما تريد.

الطرف الأول من المتصارعين في مقبرة الزعيم الأوحد ما يسمى بمجلس شورى الدولة العراقية الذي رفض أعتبار الزعيم قاسم شهيدا. والطرف الثاني لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين البرلمانية (خاصة بالعملاء والجواسيس والخونة) مصممة على منحه لقب شهيد. وسيتم عرض الموضوع للتصويت في مجلس النواب العراقي لاحقا.

لكن هل سيتم أيضا شمول العائلة الملكية بلقب شهداء أيضا سيما إن طريقة قتلهم كانت بشعة للغاية ولم يستثنى منهم النساء والأطفال والشيوخ؟ وهل سيعرض الأمر على البرلمان لمناقشته؟ إن جرى الأمر كذلك وهذا هو العدل والإنصاف، فأن القاتل والمقتول سيعتبران من الشهداء، وهذا إشكال فلسفي نحتاج في حله إلى المرحوم سقراط في محاورة جديدة(محاورة الزعيم الأوحد)، إن عملية قتل العائلة المالكة تمت بأمر الزعيم قاسم ودماء العائلة المالكة برقبته. فالجمع بين القتل والشهادة أمر صعب هضمه! وكان من الأجدى بالفريقين المتصارعين أن يتركوا الأموات وشأنهم فهم بين أيادي الرحمن. وقد إنتهى نفاذ قوانين الأرض عليهم وبدأ نفاذ قوانين السماء.

لا نزعم بأننا ضد هذا الطرف أو ذاك فالجميع أموات ولا يعنيهم منا سوى الترحم عليهم والدعاء من الله تعالى أن يضمهم برحمته الواسعة ويغفر لهم ذنوبهم. هذا هو افضل ما يؤديه الأحياء تجاه الأموات. أما بقية الأمور فإنها مجرد سفسطة لاتنفع الميت ولا تضره. قال الإمام علي “هم جيرة لا يجيبون داعياً ولا يمنعون ضيماً ولا يبالون مندبة”. وحديث آخر”لا هم في حسنة يزيدون ولا هم من سيئة يستعتبون”. (نهج البلاغة1/220).

الزعيم عبد الكريم قاسم شأنه شأن بقية الزعماء في العالم له من الحسنات والسيئات، فهناك من إنتفع منه، مثل أهل مدينة الثورة(مدينة صدام وأخيرا الصدر) الذين أسكنهم قاسم في العاصمة بغداد ووزع عليهم الأراضي مجانا فإستقروا فيها، فهم يعتبرونه قائدا فذا لأنهم إستفادوا منه. وهناك من تضرر من هذه السياسة التي كانت سببا مباشرا في تدهور الزراعة وإنتشار العادات والتقاليد البالية والجهل والفقر في العاصمة، فيعتبرونه قد إرتكب جريمة بحق العاصمة بغداد وأهلها الأصليين وكان من الأجدر به أن يوزع لهم الأراضي في محافظاتهم، ويمنع الهجرة من الريف إلى المدينة. ولكل من الطرفين بالطبع وجهة نظره سواء المستفيد أو المتضرر ويرى الحق بجانبه.

يبدو أن البعض ينطلق في دعواه بإعتبار الزعيم قاسم شهيد من منطلق إنه كان على عداء من البعثيين والقوميين وهذا ثوابه بالنسبة لهم. أي الأمر لا يتعدى النكاية بحزب البعث والقوميين العرب، وليس حبا بقاسم نفسه. فرئيس لجنة إحتفلات 14 تموز نجم الساعدي ألغى كل الشهداء العراقيين قبل قاسم معتبرا إن قاسم “هو الشهيد الاول وزعيم الشهداء”. قد عرفنا الزعامة في الحياة أما الزعامة في الموت فهذا امر مثير جدا ويستحق العبقري الساعدي عليه براءة إختراع! والأدهى منه إن النائب خالد العطية (كتلة دولة القانون) طالب بتشريع قانون خاص وأوحد بشأن الزعيم الأوحد!

وكالعادة إنتقل النزاع حول قاسم من السياسيين إلى الشارع العراقي بين مؤيد للشهادة ومعارض لها، وخرجت تظاهرات في شارع المتنبي رفعوا فيها لافتات منها “صفة الشهادة لا يمنحها من لا يعرف معنى التضحية في سبيل الوطن”. ‏ونجح ملعوب السياسيين فقد إنشعل الناس بالأموات متناسين مصائب الأحياء. ومن المؤسف حقا إن الكثير من المثقفين إنطلت عليهم اللعبة، سيما إن التظاهرات إنطلقت من شارع المتنبي الذي يرتاده عادة النخبة المثقفة والواعية من المجتمع العراقي، فما بالك بالجهلة والأميين.

نقول للشعب المنكوب: أنتم أحق من الأموات بالرعاية والإهتمام. وإن الشهادة يقررها الرب تبارك وتعالى، وليس المستفيدين أو المتضررين من الميت. فمتى تصهركم التجارب وتصقلكهم المحن وتستفيقون من غفوتكم الطويلة؟ رحم الله من قال” رب يوم بكيت منه… فلما صرت في غيره بكيت عليه” كأنه يعني بذلك العراقيين.

ونقول للمتظاهرين: هل مشكلتكم هي شهادة الزعيم؟ أليست لديكم مشاكل أخرى؟ أم انتم تعيشون في كوكب آخر؟ وإن كنتم فعلا تعرفون قيمة الشهادة! أليس من الأولى بكم أن تتظاهروا ضد من يرفع صور المجرمين الخميني والخامنئي في الساحات والشوارع، اللذان ملئوا شوارع العراق بلافتات الشهداء. إن تظاهرتكم هي من قبيل دفن الرؤوس في الرمال ليس إلا.

كلمة اخيرة لمجلس شورى الدولة ومجلس النواب، إتركوا الأموات بسلام ألم يكفيكم ما فعلتم بالأحياء؟

 

صرفت مئات ملايين الدولارات، على مشاريع لم تنجز رغم تجاوزها سنوات من المواعيد المفترضة؟! ولم تعط إنطباع يتناسب مع واقع الأموال المصروفة؛ من الطاقة والخدمات البلدية والوزرات؟!

شركات وهمية وصيارفة مستجدّين وخديجي سياسة؛ إستنزفوا خزينة الدولة وقوت الشعب وقدموا نموذج للفساد الكبير؟!

وضع الجلبي نصب عينه ذلك الخطر الذي يُداهم العراق، وأهمها ملفات تهريب العملة، وقام بالتعاون مع أعضاء اللجنة المالية التي يترأسها؛ بجمع مئات الوثائق وقدمها الى رئاسة الحكومة والبرلمان؛ وبتعاون وزارة المالية بهذا الصدد، وظهر من الملفات بنوك تهرب أموال بسجلات الأموات لتضليل القضاء إذا تحرك من سباته؛ ولكن الغريب أن البنك المركزي والنزاهة؛ في هذه الأيام بدأت تحقيقاتهم، ولو أن الجلبي وغيره تحدثوا سابقاً؛ لقيل إستهداف سياسي؟!

حذر الجلبي في مقابلات تلفزيونية كثير، ومدخلاته البرلمانية؛ من عواقب إستمرار الفساد وحرية الفاسدين، وشدد على أن تسير الإصلاحات بسرعة وجدية، وخلال أسابيع بقرارات جريئة، يتم تغير مواقع أشخاص، ويُعالج الفساد، وتتخذ إجراءات بحق من هدر المال العام.

كان واضحاً في تشخيص وتحميل الحكومة السابقة مسؤولية إنهيار البنية المالية، والبنك المركزي، ووصفها بعصابات تتحكم بسعر السوق من 2006م الى 2014م؛ حيث دخل العراق 551 مليار دولار، وكان إستيراده 115 مليار؛ بينما البنك المركزي باع للبنوك الأهلية 312 مليار دولار؟! وهذا الملبغ يكفي لبناء إحتاطي نقدي؟!

إن الأموال الطائلة التي نهبت؛ لا يمكن أن تكون لمجرد مطامع أشخاص منفردين، وحجم ما هرب من أموال أكبر مما أنفقت الدولة في عقودها ومشترياتها، وهذا دليل على وجود دولة مافيات في داخل البلاد، ومن الواضح أن السلطة مجرد قشور لفساد عشعش بين طيات مسؤوليها، ولا يمكن أن تكون حرية للفاسدين؛ لولا وجود غطاء سياسي، وعِلم كبار الساسة أن لم يكونوا شركاء بشكل مباشر، فأسسوا لمفايا أكبر من إمكانية الدولة؟!

يقيناً أن من يسرق الأموات؛ فأن من المؤكد لا يُبالي بإيذاء الأحياء، ويقلتهم بطرق لا تخطر ببال أحد؟!

ليس بعيد عن التوقعات أن تكون تلك الأموال؛ هي أحد الداعمين للإرهاب، و ما راود الراحل الدكتور أحمد الجلبي ووضع أمامه علامات الإستفهام؛ كيف وصل العراق الى خزينة خاوية، ومن عطل مشاريع الخدمات وأساء للإقتصاد؟! ووجد الإجابة شافية بهذه الملفات؛ ولكن الجلبي رحل الى رحمة ربه وبرء ذمته من كل إتهام يمكن أن يحصل لسياسي شريك في السلطة، والمهم هنا؛ أن يأخذ الباقون عبرة من لعنة الأموات، وحرمة حق الشعب حياً كان أو ميتاً، ومثلما إنتقمت أرواح الأموات في قبورها؛ هنالك من الأموات نوعين؛ أحدهما ما يزال مخدوع ببعض الأشخاص، والآخر يرى السلب وصل الى الأكفان، ولا يحرك ساكناً؟!