14 أبريل، 2024 12:46 ص
Search
Close this search box.

رسالة للمالكي : سيادة المالكي لست معك وانا ضد النجيفي

Facebook
Twitter
LinkedIn

سيادة رئيس الوزراء نوري المالكي المحترم
تحية عراقية
هذه رسالتي الاولى التي ستتيعها رسائل اخرى لتكون شاهدا على فترة من تاريخ العراق الذي نعيشه الان ، تحت هذه الظروف الصعبة ، ولا ارجو مما اكتبه جميلا منك ، او احسانا انتظره فقد كفاني الله مؤنتي وانالني طلبتي ، ولكني اكتب للعراق ، عسى ان تكون كلماتي مما يقال عنه كلمة طيبة ، او نصيحة حسنة و (الدين النصيحة )  .
سيادة رئيس الوزراء استمعت الى خطابك الاسبوعي يوم الاربعاء الماضي ، وقد جاء منفعلا وفي غير اوانه ، ولم تكن موفقا فيه ، وان كان من اسدى اليك النصيحة بهذا الخطاب وشجعك عليه بعض من المقربين ،  فاني لا اتهمهم وانما اشعر انهم ينقلون عبرك مشاعر خوفهم من المقبل الاتي ، واني لاعلم كما تعلم وكما يعلم غالبية العراقيين ان خروجك من منصبك سيكون وبالا عليهم ، فلا يضرهم سوى ان تخرج من منصبك ، ولا يبتغون الى بقاء جاههم ومصالحهم التي اصبحت وفيرة لا بنعمة الله عليهم بل بما اخذوا دون وجه حق .
واني لاعلم ايضا ، انهم سيسفهون رسالتي هذه ويصفونها بابشع الصفات ويكيلون التهم لي ،  ويسخرون ويقولون فيّ قولا وهو لا يعرفوني ابدا ، ومنهم من سيصفني بالمدسوس ، او الماجور ، او ما شاءوا من اوصاف وتلك سمة في حاشية كل سلطان ، دون ان يقدموا لك البديل او يظهر فيهم من يقول ان في بعض كلام الرجل حق .
سيادة رئيس الوزراء .. اما ان يكون السيد رئيس البرلمان اسامة النجيفي قد فشل في اداء مهته ، فاني اشهد انه قد فشل ، ولم يكن يمثل العراق في موقعه ، بل كان يمثل طموحاته ورغباته واحلامه واحلام من يأتمر بامرهم ، ولكن ان تظهر سيادتك للناس وتكيل الشتائم قبل الانتخابات بفترة قليلة فان ذلك شعور منك بالفشل ايضا ، واذا كان موضوع الموازنة امر في غاية الاهمية فنعترف بذلك ، ولكن اليس الفاسد لا يقل اهمية عن موضوع الموازنة وتعطيل حياة الناس وافشال لمشاريع كبيرة انتظرها من انتخبك في الدورة الماضية ،  فلماذا تسكت عنه وانت تعلم ان في هيئة النزاهة مئات ملفات الفساد وقد امتنعت انت لا غيرك عن كشفها ومعاقبة المفسدين لغاية اخضاعهم اليك ، ومساومتهم على المواقف وانت اعلم ماذا يفعل بعض الوزراء من نهب وسلب مشرعن وتحت انظارك دون ان تحاربهم ، بل تستميل بعضهم ترغيبا وترهيبا ،  وها انت تهاجم البرلمان المؤسسة التي جاءت بك للمنصب وتصفها بغير الشرعية ، وتحرض على مقاطعتها في سابقة لم يشهدها العالم مطلقا ، وتثير زوبعة الخطاب وحين يرد عليك رئيس البرلمان تلتزم الصمت وكأنك تعترف بزلة لسانك واخفاق اختيارك في خطابك الاسبوعي  .
ثم اليس في العراق امور اكبر مما اغضبك وظهرت بهذا الخطاب ، وهناك الاف المشاريع الفاشلة ، والاف المعتقلين الابرياء ، والاف الضحايا كل يوم ، وصمت على المفسدين الذين تسببوا في مقتل الالاف بسبب عقود فاسدة في مجالات الامن والدفاع والصحة والتعليم والصناعة والزراعة والتربية ، كنت اتمنى ان اراك غاضبا مثلا على صفقة البسكويت الفاسد التي لم تتحدث عنها ، او اوامر ابن الوزير الذي يعيد الطائرة اللبنانية ، او صفقات الادوية الفاسدة ، او هدم المدارس التي لم يبن منها سوى العشرات بعد هدم المئات  ، لان عقودها بيد فلان وعلان ممن ترى انهم سينفعوك في الانتخابات المقبلة ويقفون الى صفك .
سيادة رئيس الوزراء .. انت نتاج حزب ديني هو حزب الدعوة الذي قدم الاف الشهداء وبسبب نضال اعضائه جاعت وتشردت الاف عائلات ، وانت تؤمن ايام كنت بالمعارضة ان حزبكم يوم سيأتي للسلطة سيجعل العراق جنة ، وينهي الظلم ، ويعيد الحق الى اهله ، وينصف المظلوم ليس بالخدمة الجهادية بل بالعدالة وتوزيع الثروة .
اشهد يا سيادة رئيس الوزراء ان اي حاكم لم يأت للعراق وقد منحته الظروف فرصا مثلما منحتك ، منذ زمن حمورابي حتى الان ، فلديك اكبر ميزانية مالية منذ جدنا آدم عليه السلام حتى اليوم ، ولم تصنع شيئا او تحقق انجازا يذكر ، فما زالت ابنية مهدمة في العراق منذ عشر سنوات والمصيبة انك تراها كل يوم وانت في منطقتك الخضراء ، دون ان تعمل شي ، والمضحك انك تمر كل يوم قرب نافورة بين بيتك ومكتبك وقد تحولت الى منطقة عفنة دون ان تقول لاحد عمّروها ، وحتى المنطقة الخضراء التي تمثل مقر قيادتك هي اقذر من اي حي سكني في اي بقعة من الارض ، وكأنك رضيت بهذه الحياة وارتضيتها للاخرين ، فما بال مناطق العراق الاخرى .
وبودي ان اسألك سؤالا سيادة رئيس الوزراء .. هل ترى في نفسك انك لا تجيد سوى لغة التهديد والتصعيد وكثرة الكلام ، بلا طائل ، اليس من مهماتك افتتاح المشاريع الكبرى مثلا بلا كلام ، لتكون قد حققت بالفعل ما لاتحتاج اليه بالكلام ، وترسل رسالتك للناس انك الحريص الامين المنجز القائد المبدع ، بلا مهاجمة الاخرين ، وما هو فرقك عن النجيفي مثلا ، الستما تقودان اكبر مؤسستين في الدولة ( التشريعية والتنفيذية ) وتقودانها الى الفشل يوما بعد اخر ، ثم ما فعل النجيفي سوى الرد عليك بمثل طريقتك ، وكأن العراق لا شيء فيه ولا مصائب ولا اخفاق سوى ازمتك مع النجيفي .
سيادة رئيس الوزراء لديك فرص ضيعتها ، واغواك بعض المتسللين والانتهازيين وجوعى الجاه والمال ، فزينوا لك كل فشل وبينوه لك انه الانجاز الاكبر ، استملت اسوأ الناس من اهل السنة وانت تعرف ملفاتهم في الارهاب والسرقات ، واستملت افشل الشيعة لتكون بينهم عملاقا ، مثلما تعرف ان اغلب الطيبين في العراق هم ابعد الناس عنك .
 سيادة رئيس الوزراء ..  يزعجني ان اقول لك ان الولاية الثالثة المقبلة لا تؤخذ بالكلام و (الروزخزونيات ) بل بالفعل والعمل ، احقن الدماء بسرعة ، واعد نظرك في الامور بطريقة اسرع وابعد الفاسدين والمتفيقهين الثرثارين الانتهازيين الذين سيكونون اسرع الناس لطعنك يوم تكثر السكاكين على الجمل حين يطيح .. ولي معك رسائل اخرى واني قد بلغت اللهم اشهد .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب