12 أبريل، 2024 3:47 ص
Search
Close this search box.

رسالة للعراقيين

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

في جميع دول العالم المتقدم والمتحضر دون إستثناء لابد أن يكون هناك جواب واضح وشافي عن أي سؤال أو أستفسار يطرح في المجتمع عن جميع المسائل والأحداث والمشاكل التي تحدث داخلياً أو خارجياً سواء ما يتعلق منها بالجوانب السياسية أو الإقتصادية أو الإجتماعية أو الأمنية أو أي من جوانب الحياة المختلفة بتفاصيلها حتى وأن كانت على مستوى الفرد ( أي المواطن ) . ولا يمكن تجاهل أو إهمال أي من تلك المسائل والأحداث أو التغطية والتعتيم عليها من قبل السلطات الحاكمة أو الجهات المسؤولة ذات العلاقة لأن جميع وسائل الإعلام والمنظمات والهيئات والكيانات المختلفة ، وحتى أفراد المجتمع أنفسهم ، سيراقبون ويتابعون كل تلك المسائل والأحداث ويمارسون كل الوسائل على السلطة الحاكمة لبيان طبيعة تلك الأمور أو المشاكل ومن يقف ورائها ونتائج التحقيقات والإجراءات المتخذة بصددها . ويتم ذلك علناً وفي جميع الوسائل بحرية تامة لا يمكن لأي جهة ” مهما كانت ” أن تؤثر أو تحجب أو تغطي على حقائق الأمور . وبذلك يأخذ القانون والعدل مجراه لجميع الحالات والقضايا دون أي تدخل من أي ما كان . ولن يسمح مطلقاً إبقاء التساؤلات ، وخصوصاً المهمة والأساسية منها ، دون أجابة واضحة ومقنعة لعموم المجتمع ، وإلا ستواجه الحكومة مشاكل عديدة وتسقط في إدارة البلاد . خلاصة القول ، في تلك الدول ، ليس هناك أي ملف مُركن في الأدراج أو مؤجل أو مهمل أو مٓنسي أو موضوع تحت اليد لأغراض المساومات والإبتزاز والتسقيط ، الجميع يهتم بحل جميع المشاكل وفق القوانين وغلق جميع الملفات بموجب هذه القوانين .
أما في العراق ” العظيم ” ، ومنذ عام ٢٠٠٣ ولحد الآن ، وبمباركة أحزاب الإسلام السياسي التي تسلمت السلطة وإدارة شؤون البلاد منذ ذلك التأريخ ، فإن الوقائق تشير إلى وجود عشرات من الأسئلة والإستفسارات والأحداث التي لم تستطيع الحكومة العراقية ” بكل مكوناتها التوافقية ” من إعطاء أي إجابات مقنعة ، ( حتى لو كانت إجابات غبية ) ، لتبرر تلك الأحداث . تلك الأحداث شكلت ملفات مهمة وخطيرة أمام المسؤولين في العراق أهملت وتم التستر عليها. والسبب في تغييب هذه الملفات هو إن جميع المسؤولين عن إدارة شؤون البلد مشتركين في تلك الأحداث بشكل مباشر أو غير مباشر . ولكي نوضح القصد من هذه المقالة على السلطة الحاكمة الجواب على التساؤلات التالية :
١- ما هي نتائج التحقيق في سقوط الموصل والمحافظات الآخرى ؟ ما هي الملابسات وتحديد من هم المسؤولون وما هي الإجراءات المتخذة ، ( الملف غير واضح وتعتيم عليه وأغلاقه ) . هذا الملف تسبب بسقوط ثلث مساحة العراق وإنهاء حياة مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء .
السؤال : ما هي ملابسات الأحداث ؟ وكيف حدثت ؟ من هم المسؤولين عن هذه الكارثة ؟ وما هي الإجراءات القانونية بحقهم ؟ أسئلة بسيطة ومنطقية يتطلب الإجابة عنها ببساطة ومنطق أيضاً .
٢- ما هي نتائج التحقيق في مجزرة سبايكر التي راح ضحيتها أكثر من ١٧٠٠ مواطن عراقي بريئ نتيجة أخطاء السلطة الحاكمة والإجراءات المتخذة بهذا الشأن ؟
٣- ما هي نتائج التحقيق في إغتيالات وتغييب مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء والبسطاء منهم ؟
٤- ما هي نتائج الإغتيالات الفردية لأسباب مختلفة ؟
مع الأسف ان الحكومة العراقية بكل أجهزتها التشريعية والتنفيذية والقضائية ما هي إلا جزء من هذه المنظومة التي تتستر على كل الملفات لأنها جزء منها .
٥- لماذا سوء الخدمات في جميع مفاصل الحياة للمجتمع من صحة وتعليم وبنى تحتية وخدمات عامة بالرغم من الموارد الهائلة المتاحة للبلد ؟
٦- لماذا ولماذا ولماذا ……….
وأنتم أيها العراقيون ، هل إستوعبتم كل ما يحيط بكم ؟ وهل أنتم مقتنعين بأصواتكم التي أوصلت هؤلاء الجهلة والأذكياء المراوغين الى سدة الحكم والتحكم بشؤونكم ؟ كل المجتمعات الواعية تطلب ولن تتوقف عن الإجابة عن كل تساؤلاتها دون تعتيم أو مراوغة أو إستغفال . إلا أنتم أيها العراقيون التابعون والخاضعون بشكل أعمى لشخص غبي يضع عمامة بيضاء أو سوداء يتحكم بعقولكم الفارغة أو لمرجعية غيبية تجعلكم بمستوى المخلوقات البدائية وأنتم فرحين وفخورين بأنكم جزء من هذا التخلف . لماذا لا تسألوا وتطلبوا الجواب الواضح لمأساتكم وواقعكم المزري ؟ هل تعلمون لماذا ؟ لأنكم جهلة وتستحقون هذه الحياة . الحياة الكريمة فقط للمجتمعات التي تستحق الحياة . هل فهمتم ما أقصد أيها الأغبياء ؟ لا أعتقد ذلك . طبعاً بإستثناء المثقفين والواعين وهم قلة .

 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب