عزيزتي الأرض .. عزيزتي السماء
تحية لكما
أما بعدُ :
فليس بوسعي أن ألومكما إذا صببتما جام غضبكما علينا .
وانتقمتما منّا بالزلازل والبراكين
والطوفان والأعاصير .
فقد بان استخفافنا بكما
وظهر فسادنا فيكما
بما تَصَعّد من دخاننا الذي حجب عن أختنا السماء أشعتها
وحبس عن أختنا الارض أنفاسها
وبما غيرناه من أنظمة ، كنتما تعتاشان عليها لضمان ديمومتكما وديمومتنا .
نحن نعترف لكما
بأننا قد ما رسنا معكما أشد القسوة
وبدرنا إلى نعمائكما وخيراتكما لنقطفها احتقاراً
ونحوزها احتكاراً
لنذل بها شركائنا الضعفاء في الوجود .
وحلبنا ضرعيكما بقوة
حتى أخرجنا الدم بعد نفاد الحليب .
وانتهكنا منكما حرمة المواقيت
واستهترنا – أيّما استهتار – بمواعيد الفصول
حتى أيقظنا البحار من غفوتها
وفززنا العنقاء من سباتها
نعترف اليكما – سيدتاي –
بأننا ….
قد اتبعنا فيكما سبل الجريمة
حتى اصطكت اسماعكما باستغاثات الجياع
ففرد واحد منا يغمط حق أفراد
وأفراد منا يأكلون حق شعب كامل
وما زلنا نقيم للعدالة كرنفالات الشتاء
تحت سياط البرد الذي ينهش عظام الفقراء
فمن ذا يجرؤ على لومكما
اذا سلطتما علينا سياط النقمة
وازهقتما أرواحنا المخطئة والخاطئة
وفكرتما بعقل الخلاص …
ان تستبدلا بنا جيلاً جديداً
جيلاً …
يحترم فيكما حق الجوار
ويمنحكما فرصة إعادة التوازن بينه ، وبينكما .
معذرة …
إنها رسالة اعتذار اليكما
من جاحد لحقكما
بعد ان حكمتما عليه بالاعدام
مع ثبوت الادلة .
……..
راسم المرواني
العراق / عاصمة العالم المحتلة