23 ديسمبر، 2024 2:42 م

رسالة للأخ مسعود البارزاني ……  مع ألتحية

رسالة للأخ مسعود البارزاني ……  مع ألتحية

سيادة الرئيس…من الاصول الكتابة لشخص مسؤول يستوجب الالتزام بمعايير الاخلاق والعرف السائدة في المجتمع ، لتبقى الرسالة تحمل  من مضامين اخلاقية قبل كل شيء لتصل الى اهدافها ، وتكسر حاجز الصمت على الازمة التي ظهرت في كوردستان ، والتي باتت تثير مخاوف من استمرارها.. فبعد التحية والسلام  اقول …. ان الاوضاع في كوردستان قد تدهورت وأصبحت تلاقي صعوبة بالغة التعقيد بسبب اجراءكم بحق كتلة كوران في الحكومة والبرلمان العراقي، والتي بموجبها تم اعفاءهم من المناصب السياسية والحكومية والذي كانوا يتمتعون بها وفق القانون والدستور بعد الانتخابات التي جرت في كوردستان ، الا ان الغريب في الامر يبقى في كيفية اشغال هذه المناصب التي بقيت فارغة ، ولم يشغلها أحد لعدم امكانية ذلك وفق القانون والدستور،وهذا يعني ان المناصب تبقى تعود الى اصحابها وهم اصحاب الحل والفصل في الموضوع ، ولا يمكن لاي طرف آخر ان يطعن باحفيتهم في ذلك لانها جاءتهم عن طريق الانتخابات الشرعية ولهم المصوتين من ابناء الشعب الكوردي ، بمعنى ان المبعدين عن البرلمان والحكومة من كتلة التغيير لهم بصمتهم الدالة على صنع القرار الكوردي ، وخلافاً لكل ذلك فان اجراءكم بابعادهم تبقى غير قانونية ، لان المحصلة النهائية هي الروح الديمقراطية التي جاءت بموجبها الانتخابات التي تلغي للابد روح الاستبداد والتسلط عند ممارسة السلطة المطلقة ، لذلك فان المطلب الذي قدمه الاحزاب الكوردستانية الاربعة بضرورة انهاء صلاحيات الرئاسة في الاقليم لم يكن كفرا بل لم يكن جريمة من الناحية القانونية بل هو حق من الحقوق المشروعة التي لابد ان تاخذ مجراها اجلاً ام عاجلاً ، بمعنى ان العرف القانونية تبقى هي الاساس في  تلافي هكذا اشكالات عند حدوثها كالتي يعاني منها كوردستان ، وانها لا يمكن ان يلاقي ما يثير شجناً في قلوب الشعب اذا خلصت النية في تجاوزها من خلال الاستماع للأخر والقبول به وبآرائه ، وليكون الجميع قد ادركوا طبيعة المرحلة وتفاعلوا معها بروح الحرص على المكتسبات التي تحققت ، وعدم تفويت فرصة نجاحها…..
ومن هنا سيادة الرئيس لس عيباً ان نكون بمستمعين جيدين لأبناء شعبنا ، خصوصا اذا ما اراد شيئاً   ضمن المعقول ، ولم يتجاوز العرف والعادات المتبعة ، ولكن من العيب ان لا نسمعهم ولا نهتم بما يطرحونه من افكار التي من شانها ان تزيد من بريق العملية السياسية في كوردستان اذا ما شعرنا بأهمية التفاهم والتوافق لانهاء ازمة التي اذا ما بقيت على حالها فستكون غير مرضية لنا جميعاً…
اذن .. فنحن في كوردستان امام منعطف خطير يتطلب منا جميعاً ان نكون بمستوى مسؤوليتنا  في الحفاظ على اللحمة الوطنية وعدم الافراط بها تحت اية ضغوطات ومهما كانت نوعها وشكلها ، لان الخطأ في مسار العملية سوف يكون ثمنه باهظ جداً ، وحين يكون الوقت قد عبرنا من الصعوبة علينا جميعا من الايفاء بها ، ونكون قد خسرنا كل شيء بعد ما بنيناه بسواعدنا ومنحناه من الدماء النقية الزكية بقدر قامتها علواً وارتفاعاً ، وهذا يجعلنا ان نشددعلى اهمية التفاهم وعدم السماح لأحد ان يعكر صفو علاقاتنا الروحية وروابطنا الاخوية الصادقة التي بنيت على اساس المصير المشترك ، وكانت من اهم نجاحنا طيلة ايام النضال القومي والوطني الذي يشهد لها الجميع ، وكتبت صفحاته من نور وهاج  ، بمعنى ان اي تجاوز على هذه المفردات الحية الثابتة في تاريخ شعبنا هو اهانة لثورتنا التحررية التي كنتم احد مناضليها بل واحد  قادتها العظام ، وهو من الذين لم يشعروا بالملل والتعب ، بل بقي يتعلم من ايامها الاصرار على المبادئ الثورية وتوجها بعرقه وجهاده ليكون تاريخاً ذو صفحات مشرقة ….
 وعلى هذا الاساس  اجد نفسي ملزماً واسمحوا لي  ان ادعوكم الى لقاء  القيادات الكوردستانية بضرورة تبني الحوار والتحلي بأدبياته المعروفة ، والحرص على نجاحها لنفتح صفحة اخرى جديدة ، ونثور من جديد على كل ما يعكر صفوفنا لنضمن المستقبل الذي ينتظرنا ، ونكسب الحاضر  ، ونعيد الثقة بماضينا ومفرداته الحية في ضمائرنا ، ونمضي بضمير صادق لإنجاح تجربتنا الرائدة التي ينظر اليها  الجميع بمزيد من الاحترام لنكون سباقين لانتزاع النصر  بفكرنا القويم ونترك فوهات بنادقنا جانباً ،  ولنثبت للمتربصين بنا باننا الاقوى فكراً وعملاً وممارسةً للمواجهة ولا يهمنا في ذلك لومة لائم ….
وخلاصة القول ان التنازل عن بعض الاشياء هو نصر بعينه ..وان الهزيمة تظهر في دواخلنا حين نستبد في آرائنا ونرسمها على شكل جرادة صفراء…ودمتم  ….