18 ديسمبر، 2024 9:32 م

رسالة لاتقرأها رجاءً !

رسالة لاتقرأها رجاءً !

الى (عبد الرضا عگال الزهيري سكرتير حزب الشيوعية في الناصرية)
إنّ جميع الأقوام قد تعلموا المباديء العليا في السمو الانساني … أما نحن فقد إمتلأت قلوبنا حقداً
كل ذلك بسبب منظومة العادات والتقاليد والتي معظمها قد إستقيناها من المعتقدات ومن الأديان ومن التشدد في مفاهيمها ولم يسلم من الايغال في ذلك الحقد إلاّ الذين تحرروا من تلك الأراجيف
ثم جاء دور الاحزاب ومكر السياسة وما تمارسه من نذالة وإرهاب وملاحقة وتخوين
فقد أرسوا من خلالها روح الكراهية بين أبناء البلد الواحد بل بين أفراد العائلة الواحدة ناهيك عن أبناء المنطقة السكنية الواحدة ولم يتورعوا قيد أنملة في إرتكاب جميع الأعمال المُنافية لأبسط قواعد الأخلاق
لقد دأبوا على إبتداع فكرة الاحزاب بذرائع النهوض بالمجتمع وتطوير البلدان
ولكن الحقيقة هي خلاف ذلك فكان هدفهم الاول هو الوصول الى المناصب والتشبث بكرسي الحكم والانتفاع بحطام الدنيا حتى بلغ الامر الى الاقتتال بين أتباع الحزب الواحد وحتى بين رفاق الأمس وهم يلهثون ويتنافسون على المغانم
وحين يصل الحزب الى زعامة البلدان يصرف النظر تماما عن مصالح الوطن والمجتمع وتتبخر معه أحلام (الوطن الحر والشعب السعيد) وتتفتق عنه قاذورات خزين أفكاره السوداوية
فلم يبقى أمامه غير البلطجة والسعي الحثيث لتصفية كل المعارضين له بالفكر والرأي واستعمال كل الوسائل الوحشية المُتاحة له فضلاً عن التهم الكيدية ضدهم
ولنا في تجارب الكثير من البلدان الاخرى لنتخذ منها نموذجاً كما في دولة الكويت فهي على صغرها وما ينعم به شعبها من فسحة الحرية في الرأي والتعبير والعلاقات الدولية الطيبة والمكانة المرموقة لحكومتها بين المجتمعات ومستوى الاحترام الكبير الذي يحظى به المواطن الكويتي في جميع دول العالم والذي نفتقر اليه في بلدنا العراق ولم نهنأ به يوماً واحداً
كل ذلك لانها فتحت عينها لتضع الهدف الرئيسي لها في الاهتمام بشعبها وبلدها فانتهجت سياسة مُسالمة هادئة يحوطها قدر كبير من الحكمة والذي إنعكس على وعي مثقفي أبنائها في خطابهم السياسي والاعلامي
وقد فتحت الكويت عينها لتكون بعيدة عن الاحزاب السياسية التي يغلب على دورها تجزئة أبناء الشعب ليميل قسم منهم الى هذا الحزب ويميل الاخر الى الحزب الآخر فتكون المحصلة النهائية هو التناحر والاقتتال بين أبنائه وتكريس واقعاً من الفوضى والدمار
هل يعني ذلك أن فكرة الاحزاب مرفوضة وهي كما نراها لها الدور الكبير في المساهمة في ديمومة إرساء أسس العدل والمناداة للمساواة والتمسك بمباديء الديمقراطية في البلدان المتحررة والمتحضرة
ليس ذلك مانقصده إطلاقا لان الاحزاب في الدول المتحضرة تنصاع للقوانين وتتحلى بالروح الوطنية والحب للانسانية وتلتزم بمعايير تضفي عليها المثابرة والاخلاص والتضحية والايثار وتقدم مصالح شعوبها على مصالحها الحزبية وكل ذلك وللأسف لم يكن في بلدنا فكان هدف الاحزاب في بلادنا هو تكريس حُكمها وفرض سطوتها وتأليب أنصارها وأتباعها على باقي أبناء البلد الذين قد يختلفون او لايتعاطفون معها ومن المؤكد أنها تذهب بعيداً حينما تقتصر على منح الامتيازات وتوزيعها على أتباعها لتحرم الآخرين من أبناء الشعب من الحد الأدنى من حقوقهم علاوة على تأليب أتباعها للنيل منهم
وما يحصل في محكمة استئناف ذي قار هذه الأيام من تُهم كيدية ضد المدرس والكابتن (حيدر كاظم أبو شحيمة) إلاّ شاهداً على مايحصل حيث ذهب أتباع الحزب الشيوعي الى مناصرة نائبتهم هيفاء كاظم أبو شحيمة التي تُلقب نفسها (هيفاء الأمين) طمعاً في إستمالتها ضد أخيها حيدر كاظم أبو شحيمة ووقوف أذناب حزب الشيوعية الى جانبها ضد (أخيها) مما جعل أبناء الناصرية يستشيطون غضباً ضد هذه الفعلة الشائنة والحمقاء
وفي ذات الوقت لم يطول موقف المحكمة المحترمة في ردّ هذه التهم الباطلة علاوة على الموقف المهني الرائع والمُشرف للمحامين في مُناصرة الحق وردع الظلم والباطل ولايفوتنا موقف أبناء الناصرية الأصلاء الذين لم يسمحوا لاستغلال النفوذ الحزبي لبعض الذين ركبوا موجة الحزب الشيوعي وتسللوا اليه بعد انسحاب الرجال المخلصين للحزب منه عند تعرضه للانتكاسات المتلاحقة على أيدي أوباشه وجهلته من الوصوليين والمرتزقة النفعيين ليبقى المدعو عبد الرضا عگال الزهيري وبطانته يلاحقه الخزي والعار والسقوط الأبدي.