أستغرب كيف أصبحتم قادة وإنكم لا تفهمون الطرق التي تضع الطرف الأخر في زاوية حرجة، كيف لا تفكرون بعقولكم وجل همكم مصبوب في تمشية الأمور للفوز بالمناصب واستمرار نجاحكم المالي والمهني وديمومة وظائفكم ليس إلا … وعلى حساب أهل السنة ، الموضوع بسيط ما عليكم إلا بإحراج المحتل الخارج الباقي ( أميركا ) وهي كفيلة بتأديب عملائها وبهاتف واحد من السفير الأميركي في العراق تحصلون على ما تريدون دون شوشرة ، عليكم بتدويل مشاكلكم كلها (الصغيرة والكبيرة) واستنفار كل الصحفيين من العرب وغير العرب ووضع الديمقراطية الأمريكية في موقف محرج حتى تحصلون على ما تريدون ، أميركا قوتها وضعفها في الإعلام ، من كان بإعلام قوي يستطيع قهر أميركا حتى لو لم يملك بندقية واحدة ، هي تعترف بضعفها أمام الملأ ، بانسحابكم ستهتز صورة أميركا أمام العالم وتصبح صورة ديمقراطية بوش ومن جاء بعده ناقصة الرتوش فاقدة الاطار ، فالأميركيون اتفقوا مع المالكي ورهطه بوجود حكومة ديمقراطية تعددية فيها كل الطوائف والقوميات والمذاهب ، بمجرد انسحابكم ستهتز هذه الصورة ، لا تتوقعوا أن اميركا قادرة على لفلفة الموضوع إن كنتم مصرين على الانسحاب من العملية السياسية ، سوف تنفذ طلباتكم وزيادة بمجرد انسحابكم ، فالمالكي وإيران اليوم أضعف مما تتصوروا ، المالكي في عام 2013 ليس هو المالكي في عام 2007 ، إيران اليوم ليست إيران قبل خمسة أعوام ، ضعف بشار الأسد بمثابة القشة التي كسرت ظهر إيران ، ضعف إيران يعني انهيار قوة المالكي ، لا تنخدعوا بالصوت العالي والنفخة الفارغة ، إنها أصوات ليس لها صدى سوى في مسامع أعضاء دولة القانون ، إنه زعيق رجل خائف ، تارة يهدد بالحرب الطائفية ، وأخرى يهدد بالمادة أربعة إرهاب وغيرها يهدد بأكثرية وأغلبية سياسية ، كيف لا تفهمون لغة المرعوب وتستشعرون صوت الخائف ، أنا في عمان أستشعر لون الخوف في عيون المالكي وهو بنظارات ، كيف وأنتم لا تشعرون بخوفه وانتم معه ليلا نهارا ، عليكم أن تفهموا إن المالكي ايضا قد وقع بين نارين ، نار المتظاهرين السنة ونار المتظاهرين الشيعة، هؤلاء يريدون عكس ما يريده الآخرون ، عليكم بكسب أكبر رقم من التنازلات ولكن لا تنسوا أن الرجل ايضا محرج أمام أبناء جلدته ، اجعلوا الضغط يأتي من أميركا فشيعة العراق يعتبرون أميركا هي الرب ولا يجوز الاعتراض على الرب لأن الرب هو من منحهم حلم السلطة بعد 14 قرنا وهو قادر على سحب هذا الحلم منهم ، عليكم بالضغط على أميركا والعالم الغربي وهم بدورهم يضغطوا على المالكي ، أكرر مرة أخرى الضغط من خلال الإعلام وتدويل طلباتكم وشكاويكم وسوف ترون كيف يقدم لكم المالكي ما تريدون على طبق من ذهب كما قدم رفيق دربه ( الجعفري ) سيف ذو الفقار هدية لرامسفيلد اليهودي ، تذكروا أن التاريخ هو خط سير واضح ومعلوم لمن يفهم في استنباط الدروس منه ، والتاريخ القريب يقول أن هؤلاء لا يفهمون إلا القوة ، القوة في إرهاب أميركا إعلاميا وهي من تلقم الحجر في أفواه كانت ( خرساء ) سمحت لها العمالة أن تنطق بعد صمت طويل .
[email protected]