23 ديسمبر، 2024 6:16 ص

رسالة شيلادزي درس لكل الطامعين

رسالة شيلادزي درس لكل الطامعين

بالرغم من إعلان إقليم كردستان العراق بأن أيادٍ خفية تخريبية وراء الهجوم على القوات التركية في شمال العراق، لكن هناك عدة رسائل وإشارات مهمة استطاع المراقبون قراءتها، ووجهات نظر عميقة تختلف عن تصريح الكرد وليس لها علاقة بما ذهب إليه ظاهر الهجوم.
من المعلوم بأن ليس من مصلحة قادة الكرد السياسيين توتر العلاقة مع تركيا وتشنج المواقف بينهما اذا علمنا أن الطرفين ( ساسة الكرد – الحكام الاتراك) مستمران بتربص أحدهما الآخر من أجل الإيقاع به، وابسط الأمور ان تركيا لم ترفع الحصار عن مطار السليمانية منذ إستفتاء الإقليم خشية منها ومحاولة إفشال ان تقوم دولة كردية بجوارها، ومع هذا فالكرد لا يرغبون بالتصعيد معها ونراهم سارعوا إلى التصريح بأن الهجوم على القاعدة التركية تقف وراءه أيادٍ تخريبية! ولكن المراقبين لا يستبعدون ارتياح القادة الكرد بما جرى وما حمل معه من رسائل عديدة لجميع القوات المسلحة على الأراضي العراقية، كما أن نظرة وسلوك شعبنا الكردي الأبي تختلف شكلا ومضمونا مع نظرة قادتهم إلى هجوم ناحية شيلادزي.
فمن الرسائل المهمة التي قرأها المحللون بأن هذه القوات التركية التي جاءت إلى أراضي كردستان العراق من أجل الدفاع عن الأراضي التركية – وهذا ما هو معلن – غير قادرة من الدفاع عن نفسها وحماية آلياتها واسلحتها وهربت القوة بجميع طاقمها وحُرقت العجلات ودُمرت الأسلحة ولم يبقَ أحد من أفراد الجيش المتواجدين بالقرب من التظاهرة، فكيف والحال هذه ان تحمي هذه القوات بلدها والتي جاءت إلى هنا لصد الهجوم المحتمل على حد زعمهم. والرسالة الثانية، هي أن مهما بلغت القوة المسلحة التي تتمتع بها الجيوش الاستبدادية وعلى مختلف اتجاهاتهم ومشاربهم فهي غير قادرة على الوقوف بوجه شعب أعزل، غاضب هادر ومنتفض ضد الوجود الاجنبي. والرسالة الأخيرة والمهمة هي أن هذه الحادثة وحدت العراقيين من الشمال إلى الجنوب، من خلال تعبيرهم عن سعادتهم بما قام به الكرد من هجوم على القوة المسلحة التركية بصدور عارية وقلوب عامرة بقضية أرض وكرامة شعب ووحدة وطن، ومن هنا فقد دبَّ الرعب والقلق في قلوب القوات غير المرغوب بوجودها في العراق، وهي رسالة ضمنية مفادها أنكم لم ولن تستطيعوا البقاء على أرض عشق أهلها الحياة وهم قادرون على اخراجكم متى شاءوا. فإذا كان أبناء مدينة صغيرة من مدن العراق فعلت ما فعلت بجيش مدجج بأنواع الأسلحة، فكيف بشعب اذا إتحد أبناؤه وتوحدت كلمتهم فحينها ستحترق جميع الأوراق التي يلعب بها الطامعون من أفكار مريضة لا تنطلي إلا على الجهلة والخونة والمنتفعين، كورقة الطائفية والعنصرية والقومية وغيرها، فحينذاك سيقول الشعب قولته ويتحمل الشرفاء مسؤولياتهم ونأمل من الطامعين بأرضنا أن قد وصلتهم الرسالة.