18 ديسمبر، 2024 9:15 م

رسالة رثاء الى رفيق الدرب آشور سركون أِسخريا

رسالة رثاء الى رفيق الدرب آشور سركون أِسخريا

غصة أخرى دغدغت تجاويف حلقي عند أِستلامي مرسال يكشف عن خمود لهيب أِحد منارات شعبنا والمتمثلة في رحيل المناضل الغيور آشور سركون أِسخريا، تلك القامة النضالية الغيورة ذات العطاء النابض و الغير محدود من العمل الدؤوب في خدمة المسيرة القومية والوطنية لشعبنا الآشوري ضمن صفوف الحركة الديمقراطية الآشورية و من ثم الجمعية الخيرية الآشورية/ العراق. حقيقة لقد زلزل خبر رحيلك أبا سنحاريب، جبين و قلوب كافة الشرفاء والغيوريين من رفاق دربك ومحبيك، وظاهرة خسوف قمرك المبكر في سماء وطني لم يكن قد حان آوانها، حيث كنت في قمة عطائك و رونق أخلاقك، رحيلك عنا أشجن الكثير من القلوب العاشقة لهواك وقيم أعمالك.
أتسائل من هذا المنبر كيف لي و للمرء أن يرثيك يا رفيق الكلمة والمبادئ .. كيف ؟ بذرف الدموع من تلك العيون الهائجة على فراقك، أو اِطلاق الآهات المتلاطمة خلال تجاويف حنجرتي، أو من خلال القيام بزيارة تفقدية الى مرتعك الجافي على تراب بلدي بيث نهرين ، منها أرش حفنة من ثري أجدادي المبلل يدماء الشهداء الزكية على مثواك الطاهر، وبعدها أستلقي على ثدي نعشك المقدس لا أفارقه حتى يواريني ثراءك الغالي، حينها أسمع صدى روحك العنفوانية معانقة فراشات الخلد الزاهية، يتراقصان معاً على المسرح الربيعي ذو الطلة البهية النابع من تصاميم الطبيعة الخلابة في بلادي من خلال آيام نيســــان البنفسـجيـة.
كيف رحلت عنا يا أبا المآثر وطيب القلب ويا من جعلت من بسمتك الدائمة ودموعك الفضفاضية البيضاء غطاءاً الى اللباس الأسود الذي يرتديه شعبي وكذلك وطني هذا اليوم، كيف ترحل وتترك وراءك هذا الجمع من الأِرث النضالي والخيري وانت في قمة عطائك. في الواقع رحلت عنا جسداً ، لكنك حي يرزق في وجدان وقلوب الكثيرين من أبناء شعبنا، وأِن بصمتك سوف تبقى خالدة على كل شبر من مسيرة شعبنا القومية والوطنية.
لاريب فيه رفيقي العزيز بأِن قطار العمر ماضِ ، وقدر وجلال الموت محتوم على الجميع، وغياب الأحبة لايمكن أن يزول بفناء الجسد ، لأن روحك وذكرياتك سوف تعيش في قلوبنا وضمائرنا، ونود القول بأن فناءك جسدياً عنا لم يفقدنا الحياة بتاتاً !!!! لكن الحقيقة تؤكد بأننا الحياة بدونك ليس لها أي طعم … وداعاً والى جنات الخلود يا أبو سنحاريب./