23 ديسمبر، 2024 9:28 ص

رسالة حب الى سيدة تسكن الأرض المجاورة

رسالة حب الى سيدة تسكن الأرض المجاورة

ربما لاتعلمين اني لست من أنصار الذين يكتبون رسائل الحب ، كونها وسيلــــة من وسائل المراهقين الذين يحشرون أنفسهم بين مدارج الحب وفي الحقيقة ما هم كذلك فالحب سيدتي حالة من النضوج الفكري والبدني كما أنه مترفــــع عــن النزوات البهيمية والشهوات الضيقــــة والتــي إن دلـت على شئ إنما تدل عـــلى ضحالـــة المستوى وضعــف التقدير . وهناك أمر أرجو أن تعرفيه جيدا – والكلام موجه إليك مباشرة – : أنا رجل أعيش فريدا بـين ذكريات قتلت كـل ما هو جميل داخل نفسي ورمتني بين ركام السنين بألوان من العذاب لم يعرفها إنسان من قبل ، ورغم هذا بقيت صابرا محتسبا ، ثم فوضت أمري الى الذي لـــم ينسني في الموت ولا في الحياة .. كل هاتف جاءني منـك جعلني فــي حيرة من أمري ؛ وهذه الحيرة لـم أعرفها منذ كنت شابا صغيرا ، ومـا كنت ظانا أن صوتك عـبر الهاتف سيحتل حيزا من قلبي الذي يتسع الى شتى صنوف الجمال الأنثوي البارع إلا إنه لم يعر بالا لأي زخرف مـــن زخارف الحياة فضلا عن بهرجها اللماع . وظروفي التي مررت بها أبعدتني عن عالم النساء ، لدرجة نسيت فيها أني رجـل بحاجة اليهن ! لكني لم أنقطع عن الكتابة اليكن عبر أمرأة مجهولة رسمتها في خيالي فكانت نعـــم الصديقة والحبيبة ، وبقيت أعيش مـع طيفها كلمـا إحتجـت لإمرأة تكمل جزئـي الذي فقدته مـنذ 18 عامـا مرت من عمري هباء دون أن يكون لي فيهـــا رفيق يؤنس وحدتي المميتة جدا والظالمة جدا … قبل يومين وقعت طريح فراش المرض فعرفت قيمتك الغالية إذ لــم يكن هناك من يرعاني كبشر يحيا بين البشر يتنفس ما يتنفسون ويألم كما يألمون ويفرح كمــا يفرحون ، وعجــزت قدماي عن حملي لأقرب طبيب يداوي أوجاعي وجروحي ؛ أعترف لك ، وأنا نفس الرجل الذي لم بعترف سابقا رغـــم ضربة الجلاد ، انا أحبك جوابـا وسؤالا وأعـرض عليك أن تكوني شريكة لمـا تبقى مـن حياتي القادمة ، فلست أدري كم تبقى منها ؟ فهل ستقبلين رجلا يعشقك بكل أنانية وتفرد ؟ وهل ستصبرين علـى حب سيجعل منك ليلى بني عامر؟
مـن جهتي أنا رهـن أشارة منك ، منتظرا أجابة واضحـة محددة ، مــــرة كانت أم قاسيـة . لكـن ، تذكـري إن رفضـك يعني موتي الأكيد .. وستكون هناك لوحــة معلقـة على شاهد قبــري : { تأدب يا مسكين في القبر عاشق . هنـا يرقـد رجل عاشق رفضته ليلى أن يكون قيسها ! وأباحت قتله بتمنع غبي .. ذلك التمنع الذي لــــم يكن مدروسا كما ينبغي} نداء الى كل سيدة تقرأ هذه الكلمات : ” أرجوكن إشفعن لي عندهـا ، فلم أعد أطيق المزيد مــن الصبر ، ولأني أعلــم جيدا أنه لايعلم سر المرأة سوى أمرأة مثلها .. ونبقى نحن الرجال عديمي الخبرة وسط عالم النساء الفسيح ! ..