الذي يقرأ الرسالة المشتركة للثالوث ( الكبير ) في القائمة العراقية علاوي ، النجيفي ، العيساوي والمنشورة في صحيفة النيويورك تايمز في عددها ليوم 27 ديسمبر 2011 يشعر تماما بالحماس المرتبك والفوضى الكلامية الأتهامية الضبابية للشريك الوطني الذي يحاول جاهدا أقناع هذا الثالوث وكتلته بأن العراق وطن الكل وليس وطنا للمذهب والطائفة . وأن قطع يد العابثين بأمنه وسلامته والمحاولات بعرقلة عملية اعماره وازهارها هو الخط الاحمر .وليس الخط الاحمر أن يتوانا القانون والقضاء عن القتلة وسافكي الدم العراقي والذي شخصهم القضاء بالدليل والاعتراف على انهم ارهابيين ساهموا في خلق الفوضى وتشويه صورة المشهد الذي تسعى الحكومة ليكون مشهدا لتوحيد الكلمة والايدي من أجل عراق تنفس الصعداء برحيل المحتل واسقاط الرهان الذي حاولت فيه بعض الفصائل ان توقف طموح الحكومة ورئيس وزراءها في السير قدما في اعادة العراق الى مكانه الحضاري وطنيا واقليميا ودوليا . وأعتقد وعكس ما يعتقد هذا الثالوث في رسالته أن السيد نوري المالكي وعى بفضل ممارسته النضالية والجهادية والثقافية في حزب ربما يكون من اكثر الاحزاب المعارضة التي نالت القسوة والظلم والتصفيات والنفي والسجون . ليدرك هذا الرجل بوعيه المتدين والمنفتح أن بناء العراق يتطلب ايثارا ومسامحة وشهامة وتوافق . وللتأريخ أثبت السيد المالكي ( المفاجأة ) أنه المؤهل الاخلاقي والسياسي والاقتصادي للنهوض بالعراق من كبوته التاريخية . وليس الثقة الهائلة من الناخبين واعدادهم من صوت له في الانتخابات الاخيرة هي الدليل الاوحد بل مواقفه في معالجة الازمات التي مر بها العراق والذي كاد أن يوصل البلاد الى حرب اهلية وآخرها حكمته وطاقمه الحكومي في ادارة ملف الانسحاب الامريكي والملف الامني واعادة العراق الى مكانه العربي ودعوة الشركات العملاقة للعودة والعمل والاستثمار في العراق.
في رسالة ( الثالوث ) علاوي ، النجيفي ، العيساوي في النيويورك تايمز والتي تعطي الانطباع على انها رسالة تشكي بائس ومظلمة من ارواح مرتبكة لم تكن بمستوى ثقة مواطنيها بها عندما تذهب برسائل الاسترحام والاستعطاف الى امريكا ولا تلجيء الى المشارك الوطني لتدافع عن الذي تعتقده انه ظلم لحق بها . فكانت الكلمات الانشائية والمستعطفة تنبئ القارئ ان مرحلة اليأس والجدار المانع الذي كان الثالوث يعتقد انه يحتمي فيه وصل الى مرحلة خطيرة من التصدع بعد أن اثبتت الوقائع والاعترافات ضلوع رؤوس كبيرة من مشاركين حاليين في العملية السياسية في اهدار الدم العراقي وما توجيه مذكرة القبض القضائية بحق السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الوزراء إلا دليل على أن المشارك المفترض في حكومة الوحدة الوطنية هو كما كنا نطلقها مزحة في سبيعينات القرن الماضي على بعض الفصائل من الاخوة الاكراد في المثل الشعبي المتداول ( بالليل عصاة .وبالنهار جيش شعبي ) ..اي أن الاخوة تحت قبة البرلمان عراقيون ووطنيون وفي الشارع هم محركي الحاقد الارهابي بحزامه الناسف وكاتم الصوت وعبوته اللاصقة وسيارته المفخخة . واعتقد ان شواهد الضبط والاغارة بناء على المعلومة الاستخبارية والاعترافات لاكثر من مقر لمقرات ( المشارك الوطني ) لدليل على ان الاخر لايريد للعراق سوى الخراب. وأعتقد ان هذه الاسباب وغيرها هي من دفعت بالشريك الاخر ليبدأ لعبة كشف الاوراق ولكي يرى العراقي والرأي العام حقيقة ما يحدث . وليعرفوا من هو الذي يشبه دكتاتورا بصدام حسين كما في تصريح السيد صالح المطلك الى السي ان ان الامريكية . الدكتاتور الذي يدعوا الى المصالحة الوطنية والتنقل الى دول العالم من اجل دعوتها لاعمار العراق .الدكتاتور من يسعى لحفظ وحدة سوريا وجمع الاطراف المتخاصمة للحوار من اجل ان لاتحترق المنطقة . الدكتاتور من يجعل مقره ضيافة للجمع الوطني والمصالحة .الدكتاتور الذي هو ربما اقرب الساسة العراقيين الى مبدا عفا الله عما سلف ولنطوي صفحة التاريخ .
لكنهم هم من يعيدون الصورة المقيتة للدكتاتور ( الشريك المفترض ) اصحاب التوسلات وطلب العون من بعض الجيران ورؤوس الاموال الملوثة بالسُحت والحقد على العراق وآل بيته . يتناخون ويتباكون ويتوسلون في حجج واهية ومكشوفة ولا يُسمع لها صدى لأن الوقائع على الارض تثبت عكس كل ما يدعون . حتى يصل بهم الامر للتشكيك حتى بالحليف الامريكي الذي يعتقدون أنه تخلى عنهم وهم الذين يدعون انهم الاقرب وفاء واخلاصا وتنفيذا لاجندته . ولهذا ترى في كلماتهم دموع الاسى والتوسل والاستعطاف تدعي أن السيد المالكي ليس الشريك المضحي الذي دفع هو وحزبه انهارا من الدماء والتضحيات من اجل ان يصل بالعراق الى كرامته ويعلو من شأنه وهم ذاتهم من رفعوا اكف الموافقة تحت قبة البرلمان واختاروه رئيسا لحكومة قال في اول خطاب لها : انه يريد عراقيا موحدا تذوب في خارطته كل الاعراق والمذاهب والاقليات فلا نسمع سوى صدى صوت العراق. لكنهم حولوا صدى صوت العراق الى صدى للسيارات المفخخة والعبوات ونواح ثكالى الضحايا الابرياء من ابناء شعبنا العراقي الذين يقتلون كل يوم .
في النهاية .اعتقد أن لا مجيب لصوت هذه الرسالة . فالامريكان يدركون تماما ما يجري .وعلى الذين يتهمهم القضاء بما وجه اليهم ان يمتلثوا الى صوت العدالة ليثبتوا لشعبهم بطولة موقف ما يدعون .فأن كانوا ابرياء حُقَ لهم العودة لبناء العراق وهم مرفوعي الرأس . وأن تمت ادانتهم فهم من جنوا على انفسهم وخانوا ثقة الشعب بهم.
والى السيد رئيس الوزراء اقول : هي المسيرة امامك .هي الامانة بيديك .ولا تلفت الى رسائلهم .التفت الى العراق وشعبه فقط…….!