الفرصة تَمر مرْ السَحاب، فإنتهزوا فُرص الخَير. الإمام علي بن أبي طالب “ع”
قد يأخذنا هذا المثل إلى موقفين، كان من الممكن إستثمارها من قبلكم يا سيادة رئيس الوزراء، ونعتقد راحت عليكم ! فبعد تسنمكم منصبكم العتيد، وبدأ صفحة تحرير المناطق المحتلة من داعش الإرهابي، كنتم يا سيادة الرئيس تتمتعون بشعبية واسعة من طيف واسع؛ كذلك حصلتم على فرصة تأييد من المرجعية العليا، وأصبح “ظهركم قوي” ! وكان من الممكن أن تستثمرون القوات المسلحة التي أمست طوع أمركم، بإحلال السِلم المجتمعي، والأمان الذي غادر؛ وكان الرقم السري لإعادته بعهدتكم !
عذراً يا جناب الرئيس، فمستشاريكم أوصلوكم إلى المجهول؛ وفقدتم العصا السحرية التي كانت بمتناول أيديكم؛ والأكثر من ذلك، بعض أصدقائكم أصبحوا منافسين وغرماء لكم، ولاذوا وتلذذوا بما غنموه من حكومتكم الكريمة، التي لم تبخس للفاشلين حقهم !
أيها الرئيس : كل وزرائكم كانوا أصنام؛ وملاكاتهم تحكمت بالأخضر واليابس، وكان بإمكانكم إنزال الجيش إلى الشارع، ومحاربة الفاسدين، لكنكم كنتم أول المستسلمين؛ وأول المتآمرين على الشعب، من حيث تعلمون أو لا تعلمون، وأول الذين خشوا كلام الشركاء السياسيين، ولم تخشى الله والشعب؛ المحاصصة المقيتة كانت صوب أعينكم، ولم تحرك معاناة الشعب ضمائركم، واليوم وبعد التظاهرات المُطالبة بالحقوق تحاولون ذر الرماد في العيون، وإرضاء بعض الحُلفاء لتشكيل “الكتلة الأكبر ” التي سيكون على عاتقها تشكيل الحكومة المنتظرة.
هنا إنتهت الرسالة الموجهة لكم يا سيادة الرئيس، وسنتكلم بشفافية عن الأزمات التي أتعبت وأهلكت الدولة، ومن المسبب والسبب..؟
لا يختلف إثنان، بأن المحاصصة كانت السبب الرئيسي لفشل جميع الحكومات المتعاقبة بعد عام 2003 ؛ ومن تربع على كرسي الحكم، كانت غايته الرئيسية المنفعة الشخصية، وكسب عمولات مادية تودع في البنوك العالمية، وتوديع الحرمان وتعويض الأموال المنقولة وغير المنقولة التي صادرها المقبور صدام؛ عندما كان هؤلاء السادة معارضين، ويا ريت وبشجاعتهم كمعارضة يعودون إلى المُعارَضة؛ للحفاظ على ما تبقى من ماء وجوههم، قبل أن يأتي المحذور ويلتحقون بالمقبور! فرسالة المرجعية الرشيدة الأخيرة كانت الأشد والأعنف؛ ونحن فهمناها جيداً، ولا يهمنا من فهمها على هواه، فكل إنسان يرى الدنيا بعينيه، لا بعين غيره.
الحديث أصبح “طك بطك” ! والبساط بدأ يُسحب من تحت أقدامكم يا من ملأتم جيوبكم وتغافلتم الشعب، وللحديث ختام وختامنا هو : من سيكون لديه الشجاعة ليعلن عدم مشاركته في الحكومة، ويكون معارضة برلمانية قوية، تدافع عن الشعب وحقوقه، لكننا نخشى ولادة جيل جديد من “بطون جاعت ثم شبعت” !