23 ديسمبر، 2024 5:32 ص

رسالة بطعم الصراحة المرة

رسالة بطعم الصراحة المرة

( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون) صدق الله العظيم . الكل يدعي انه يعمل بما يرضي الله ورسوله ويحمي بأفعاله اعراض المسلمين وأموالهم . الكل لبس العمامة ام خلعها سني كان ام شعي مسلم كان ام مسحي كل من يدعي الدين هويته ويعمل في السياسة . ما هم إلا قتله تجار دم عديم الانسانية والرحمة لان الدين لله والوطن للجميع .
العراق ؟؟ الكل يسال ماذا يجري ولماذا تجري الامور هكذا في العراق ؟ الم يتخلصوا من الطاغوت والدكتاتور ظالم الشعب والأمة وهم كانوا في الماضي يقسمون جهد ايمانهم ان وصلوا الى الحكم نهض العراق من جديد وصار بمصافي الدول المتقدمة ؟ الجواب نعم كانوا هكذا ومازالوا هكذا يتحدثون ويوعدون وما هم إلا مخطط بأيدي تريد ان تجعل من هذا الشعب اضحوكة وتجربة لكل من يتحدى امريكا وإسرائيل .
اتعلمون ان المواطن العراقي يعيش بلا حياة يخرج الى السوق ليكسب عيشه ولا يعلم هل يرجع الى البيت سالما لأطفاله ام ان هناك سيطرة وهمية توقفه لتقوم بتسليبه او ان هناك انفجار قريب من عمله يمزقه اربا اربا بسبب اهمال الاجهزة الامنية او توقفه دورية لأحد المسؤولين في الدولة وتقوم بضربه ضربا مبرحا حتى الموت بسبب انه عبر الشارع دون ان يرى ان هناك موكب لمسؤول في الشارع او ان يسقط فاقدا للوعي من شدة الحر والعمل وعندما يأخذوه اولى الرحم الى المستشفى يقول له موظف الطوارئ ضعه هنا سوف يفيق من ذاته ثم يهلك بسبب ان الطبيب يريد مغازلة طبيبة ما او ممرضة او لا يكترث . وعلى افتراض انه عاد الى البيت من دون ان يتعرض الى كل ما ذكرت سوف يفاجئ بان صاحب المولدة ينتظره امام البيت اما حساب الشهر وأما يقطع عنه الكهرباء وعندها يقطع صاحب المولدة الكهرباء عنه لأنه لا يستطيع دفع ايجار شهر الكهرباء وفي لهيب الحر القاتل والشتاء البارد القارص المواطن يتلوى من شدة الالم هو وأطفاله وعندها يأتيهم صاحب البيت ليطالب بإيجار الشهر ولا يستطيع المواطن دفع الايجار وهنا تبدأ مرحلة جديدة من التشبث بالحياة لأجل اطفاله ثم يتجه صاحب البيت الى خياران لا ثالث لهما اما الانتحار والاستسلام للأمر الواقع او الالتحاق بالمليشيات والمجاميع المسلحة وداعش . وهنا يخرج صاحب العمامة ورجل الدين البارز في السياسة ويقول هؤلاء كفرة مجرمين لا بد من محاربتهم والقضاء عليهم .
ماذا يفعل المواطن العراقي في ظل هكذا ظروف وان حوالي ثلاثون مليون عراقي يعاني هذه المعاناة يوميا . ان تكلم قالوا عليه انت تتبع فلان وفلان وان سكت قالوا له من الذي اجبرك على السكوت عن حقك وهنا يقرر المواطن العراقي الموت او المليشيات واغلب الخيارات تذهب الى ان يصبح فردا من افراد المليشيات لأنه يخاف الموت تارة ويعتبره حرام تارة اخرى.
ثم تنفتح عليه نار القنوات الاعلامية من كل صوب وحدب وتقول انه طائفي وانه رجل عصابات انه منتمي الى جهات ذات طابع سياسي . ولا يقولون عنه انه غلب على امره اما الموت او الانتماء الى المليشيات .
ملخص القول بهذه الرسالة ان كل من يتصدى للعملية السياسية من صغير القوم الى كبيرهم ولا استثني منهم احدا مهما على شانه او قل متهم مباشر او غير مباشر بإبادة هذا الشعب من حيث يدري او لا يدري ومن علم وبقى فهو تاجر دم حاله حال داعش ومن لم يعلم اعلمه الان اما ان يترك السياسة حالا او يصبح مثلهم وعلى الشعب القبول بالموت افضل من ركوب العار بالتعامل معهم او الاستماع اليهم او الرضوخ لهم وكل من تبع جهة سياسية معينة من حيث يدري او لا يدري هو مشارك بدم العراقيين اجمع . اللهم هل او صلت رسالتي اللهم فاشهد اني بريء من جميع من ذكرتهم في مقالي هذا ورسالتي هذه وسابقى قلما حرا مدافع عن الحق اينما كان وفي اي زمان انا فيه اتنفس وأعيش .