23 ديسمبر، 2024 9:16 ص

رسالة الى مواطن عراقي .. مع التحية

رسالة الى مواطن عراقي .. مع التحية

كم انت صبور ايها المواطن العراقي فقد عشت يومك محتار  ..تعودت ان تكون  حجرا بين الاحجار جامدا هامدا خامدا  لاتقوى  على مقاومة الاشرار..  وان تجرأت  لتكون كغيرك في بلاد الغربة  ثائرا مغوار  قتلوك بفأس بتار ورموا جثتك لتحترق في لهيب النار.. انت في وطنك كتلة جامدة  جل مسعاك  قتل ابناء عمومتك أخذا للثار .. تختبيء كلما ألم بك ضيم بين الاشجار لتحمي نفسك من ذئب اجرب يحوم حول الدار .. انت في بلدك مثار احتقار من ساسة شربوا الماء مخلوطا بالدم والنار .. انت في نظرهم كائن صغير لايسمح له ان  يسمع موسيقى او يعزف على الاوتار .. اخبرني متى كنت  انت العراقي المستضعف جبار .. حتى وان تجرأت  وحملت  سيف بتار لتواجه به الحكام الاشرار  فانك في النهاية تلوي ظهرك للريح وتنطلق معلنا الاستسلام والفرار .. وان هربت ستلجأ الى حفرة تختبيء فيها  ترتجف اكثر خوفا من فار .. حتى سلاطيننا  عبر التاريخ كانوا وقودا للنار..  فاين سلاطين بني العباس من سيوف التتار واين ملوك العراق من انتقام العساكر الثوار..  قتلوهم برصاص في باحة الدار وسحلوا جثثهم واحرقوها بلهيب النار ..  
واين جثث العسكر بعد ان ثار عليهم شباب  قطعوهم قطعا بعيد عن الانوار ..فاذا برئيسهم عارف  يحرق بطائرة  امتد فيها لهيب  الانفجار .. لم يسلم منها  حتى من ادعى انه من الثوار..  انه انتقام الرب من قادة اشرار .. وبقي المواطن حجر جامد بين الاحجار ينتظر من  يبنيه في برج او دوار وبقي  ساكن محتار يتلوى جوعا  في بلد يطفو على نفط فاقت  حجم اباره الابار  .. وبقي المواطن في بلده  ساكنا بين الاشجار مختبيء كنملة صغيرة خائفة من قوة واندفاع التيار .. بربك اخبرني ايها العراقي  متى تنعم بعيش رغيد مثلما يعيش البشر في دول الجوار .. متى كان لك  قيمة  متى كانت لك ادوار .. حتى ان كنت سائحا في دولة من دول الاستكبار فان  جواز سفرك  مختوم بختم كتب عليه “محظور عليك اضاعته وان ضاع فانه  سيعرضك للمساءلة ويمنع  عنك الاسفار” .. فيما جواز سفر  المواطن الامريكي  ختم بختم  محذرا  من التعرض له او المس بكرامته لانه انسان مختار وقد يعرض من يمسه  او يعتدي عليه الى انتقام لايخلو من  ضرب مبرح يستخدم فيه الحديد والنار .. فيما ختم جواز المواطن البريطاني بختم كتب عليه تهديد صريح  بضرب من يتعرض له حتى وان اقتضي الامر تحريك جيش جرار .. كم انت صبور ايها العراقي ..  فابقى  في سكونك  كمركب مثقوب  يتقاذفه التيار .. انت حجر خامل وان تحرك فحيزه بناء جدار .. لم تجرُء يوما ان  تكون بناية شاهقة  فانت ان صعدت او نزلت ليس اكثر من سور معرض للانهيار .. ابقَ متسمرا في مكانك لاتقوى الحركة محتار .. ابقَ جمادا  بلاحركة  تحني رأسك لقوي قهار .. اخبروني متى كان المستضعف في العراق جبار يحمل سيف بتار ليلوي به ظهور الحكام الاشرار .. انت  لاتمثل  دين ولا طائفة  انت نملة مختبئة   في  ثقب بجدار .. لاتخرج منه الا وقت الانهيار .. وان خرجت فتخرج مزهوا  بنصرك  وحتما سيرافقك  سمسار .. لافرق عنده بين حق والباطل الا بمقدار  لانه استحسن مذلتك  فاخذ يساومك   لتسير الدرب وفق مايرسمه لك من مسار  .. اسأل كل حاكم  حكمك بالحديد والنار ” ماذا فعلتم بانفجار كرادتكم وحرق الاخيار غير كتابة  الرثاء والاشعار .. واين وصلت  نتائج التحقيق  .. هل عرفتم  شيء من الاخبار .. هل بقيت لغز محير  محفوظ بجرار “
 جاءكم في غفلة من حمل على داعش راية الانتصار لينقل لكم رسالة اعتذار .. فاذا به يصاب بخيبة  وينطلق مسرعا امامكم  مفضلا الفرار .. هل سألتم نفسكم متى الخلاص  من موت محقق  يحمله  ملك الموت قد يأتي لحظة بحريق او انفجار .. كثر الموت لدينا وزاد معيار ومعيار .. اين يلتجيء الفقير المستضعف هل يلوي الادبار .. وان هرب من الديار اين يذهب وهو لايعرف الابحار .. هل ينتظر دوره في الموت ليكون قدرا من الاقدار .. ويحمل نعشه  ليدفن في  مقبرة   حتما ستكون  بالجوار .. وسيزوره اهله ليذرفوا دموع الحزن  عليه  وان زادوا فزيادتهم بمقدار .. وتبقى  مطحنة الموت  في دورانها تبحث عن  لحم تسحقه وتنهشه  الى اجزاء صغار .. ويبقى الحكام في غيهم  اشرار .. لايوقف  اطماعهم  لدغة  مسمار .. وفي رسالتنا نقول لهم ان الكرسي مهما  علوتموه دوار