23 ديسمبر، 2024 12:15 ص

رسالة الى محافظ المثنى السماوة ، الأرهاب والسينما 

رسالة الى محافظ المثنى السماوة ، الأرهاب والسينما 

السيد محافظ المثنى فالح عبد الحسن الزيادي المحترم
يعرف سيادتكم أن سماوة النخل والعشق والفرات وطوابير الفقراء من ازمنة أوروك والى اليوم ، أختارها داعش المجنون بهواية قتل الناس بالاحزمة والسيارات المفخخة . فنال منها مصائب الألم عندما تمزقت اجساد ابرياء وارواح طيبة من ابنائها في تفجيرين أنتحاريين قبل اكثر من اسبوع.
وبالرغم من أنني لست من ابناءها ، لكن السماوة التي هي جارة مدينتي الناصرية ( أداريا ) وروحيا وسومريا كانت تمثل لدي مودة الناس الطيبة ، وبساطة الأمل ، والذاكرة المثقفة لدى الكثير من اصدقائي من الذين ولدوا عند مثابات الملح والريح وضفاف الفرات.
لهذا كتبت مرثيتي اليها لحظة اخترقت شظايا حديد السيارات المفخخة جسدها الطاهر ، ونشرت مقالي الموسوم ( السماوة ــ مرثية سعدي وحسين نعمة ) في عدة مواقع الكترونية عراقية وعربية وأهمها ( كتابات ، الحوار المتمدن ، صوت العراق ) ، ونشرته اكثر من صحيفة عراقية .
حزن المدينة ودموع شهدائها حرك في القلوب السماوية الحنين الى هدوء احلامنا ، واعاد اليهم رغبة كتابة رسائل السلام الى كل العالم ، يكتبوها بخط جلجامش ملك اورك وخواطره من اجل فقراء المدينة ، فيما تحادث معي البعض لانجاز تلك المرثية كنص مسرحي ، لكن ابناء السماوة النجباء الأخوة ( آل ماهود ) .عبد الحسين وهادي تذاكروا معي لأنجاز تلك المرثية كفيلم سينمائي ، فقرر عبد الحسين ماهود كتابة سيناريو للمرثية ( الفاجعة ) فيما قرر المخرج الكبير هادي ماهود أخراجها .
ولأني اثق بقدرة عبد الحسين في تحسس ألم مدينته ، وابداع عدسة هادي في تجسيد الحدث بلغة السينما ، بدأنا معا في تنفيذ حلم هادي ان يحول سيناريو اخيه الى فيلم يوثق المأساة ويوجه رسالة الى العالم ، أن السماوة لاتموت بغفلة ناطور ، ولن تكسر النعوش البريئة اضلاع خاصرتها وتنكفأ مهزومة وحزينة.
السيد المحافظ المحترم .
هادي ماهود سيجرب مرة اخرى سحر حنينه الى مدينته .وحتما سيحمل شريطه السينمائي الى المهرجانات السينمائية في كل العالم ليروا صورة التحدي في قلب مدينة قربها دون اهل سومر اول حروف الكتابة وعاش اشهر ملك في التأريخ الحضاري ( جلجامش )
المختصر في فحوى رسالتي اليك ( السيد ) المحافظ هو أن الفيلم يحتاج الى دعمكم المعنوي والمادي ، ولآن عبد الحسين يسكن السماوة ، وهادي قادم من غربته الاسترالية من اجل تنفيذ فكرة هذه المرثية السماوية الحزينة لتكون رسالة حب وسلام ، منكَ ومن شعبك واهلك وناسك في تلك المدينة الاسطورية فأن دعم الفيلم والقائمين عليه هو جزء من وظيفتكَ وحرصكَ ووطنيتك وانتمائك الى مدينتك العريقة التي تفتخر أن اسمها ( السماوة ).