كتبتُ الى كريم دشر … تعليقا على منشور له في ذكرى وفاة ولده (رحمه الله)أنقلها هنا للذكرى و الموعظة الحسنة :كريم دشر … حينما حصل الذي حصل يوم الجمعة السوداء … وجدتك يا (كريم دشر) تتزعم العصابة المجرمة من الملثمين من القتلة و بمعيتهم إحدى عاهرات حزب الدعوة التي كانت تتطاول على شباب أهالي الناصرية بالكلمات البذيئة …في شارع رئيسي من شوارع (مدينتك) الناصرية المهضومة المظلومة …حاولت ان أثير موضوع فقدانك لابنك العزيز الذي قصم ظهرك و هدّ حيلك و أحال زهو حياتك الى مرارة تظلّ قائمة الى الابد … و لكنني رفضت ذلك احتراماً لمشاعرك الانسانية و حرصا مني على عدم اثارة الشجون و الاحزان في قلبك ووجدانك …انني اردت ان افعل ذلك لسبب بسيط … اردت ان اقول لك ان هؤلاء ايضا ابناءك و ابنائي و ابناء شعبي … هؤلاء ايضا لهم آباء و امهات ينتظرونهم و يتألمون لألمهم و يحزنون لحزنهم … هؤلاء هم من ظلمهم صدام و ظلمتهم الاحزاب الاسلامية و في مقدمتهم حزب الدعوة … هؤلاء مَن تبوأت انت منصبا رفيعا بجالهم و على رؤوسهم … هؤلاء ايضا هم مَن تتنعم اليوم انت بالرواتب و الامتيازات الرفيعة و هم لا يملكون قوت عيالهم و لا يملكوا فرص ضمان مستقبلهم و عملهم …هؤلاء لم يرتبطوا بأجندة خارجية كما هو الحال بجميع الاحزاب اسلامية و غير اسلامية و انت أعرف بالحقائق من غيرك …اردت ان أذكرك بفقدانك لابنك العليل الذي آلمك و ثقب شغاف قلبك … و لكنني لم أفعل ذلك حرصا مني على مشاعرك التي لا أسمح لنفسي بتهييجها بعد ان رزقك الله الصبر و السلوان و النسيان… اليوم ذكرتُ موضوع فقدانك لابنك لانك انت الذي بدأتَ ذلك … و لا يسعني إلاّ ان أترحم له و اطلب الصبر من الله العظيم لك و لامه و لاحبائه …ان الهراوات و (التواثي) التي لاحقت هؤلاء الابرياء من ابناء شعبنا في الناصرية … هي ذاتها هراوات القمع و الحقد الجبانة التي لاحقت الشرفاء ايام حكم صدام الغبي … كان الاحرى بك ان ترد الجميل لهذه المدينة الرائعة … مدينة الناصرية و فاءا لها و لجميلها عليك و على غيرك بدلا من الاساءة و تزعم العصابات للاعتداء على ابناءها النجباء …انها الناصرية التي لم تسمح لنفسها ان تقول لك أخرج لان أصولك باكستانية و أصول زوجتك ايرانية … هذه الناصرية و هذه شيمتها التي يعرفها القاصي قبل الداني … لقد عاش بها الكثير و امتهنوا المهن المحترمة و امتلكوا العقارات و المحلات بما فيهم أهل زوجتك رغم اصولهم الايرانية و لم تنتزعها منهم و لم تغمط حقوقهم على الاطلاق …و انني استغرب كيف تمتلك الجرأة و الشجاعة على ضرب أخوانك و ابنائك بهذه القساوة و الغلظة و كيف (أخذت يدك عليهم ) و ما هو العذر الذي نلتمسه لك مقابل هذا العمل الشائن الذي لايقوم به إلاّ ابناء الشوارع … و اقول ان صدام كان غبيا لانه لم يتعظ من التاريخ … و يأتي أزلام حزب الدعوة ليكونوا أغبى من صدام لانهم لم يتعظوا من التاريخ و لم يتعظوا من تاريخ صدام الحديث الذي لم يجف حبر كتابته بعد و لم تكتمل فصول مذكراته بعد …لقد خدع حزب الدعوة الكثير من الناس حينما كان يدّعي بان هدفه إحقاق الحق و تحكيم منهاج رب العالمين و نشر الفضيلة و القسط و العدالة و بث روح الاخوة و الايثار و نصرة الفقير و المظلوم … و محاربة الادعياء و السرّاق و المجرمين القتلة … يأتي حزب الدعوة اليوم ليجعل من علي الشلاه و مشعان الجبوري و من هم على شاكلتهم سندا له و اتباعا مخلصين يستظل بمشورتهم …لا أعرف كيف تسمح لك اخلاقك ان ترتمي في حزب أعلن هو نفسه عن هبوطه الاخلاقي و سقوطه القيمي و الانساني و الديني و الوطني …ان العمل المخزي الذي قمت به … لا يمكن ان ينمحي لانه دخل كنقطة سوداء مشؤومة في تأريخك و تأريخ عائلتك و لكن هنالك ما يخفف عنك ذلك و هو ان تلجأ الى الله طلبا للعفو و المغفرة و ان تتوجه الى هؤلاء الابرياء من ابناءك و اخوانك بالاعتذار …انني لا أملك إلاّ ان انقل لك الصورة كما هي بدون رتوش و لم اسمح لنفسي بمجاملتك على حساب تفويت الفرصة عليك لمراجعة نفسك … امامك فرصة اخرى لمراجعة نفسك و مكاشفتها قبل ان تقف بين يدي رب العالمين … و حينها لاينفعك المجرم هادي ياسر و زبانيته من شذاذ الافاق … و يومها ولات حين مندم …كتابات : ماهر سامر