6 أبريل، 2024 11:51 م
Search
Close this search box.

رسالة الى كريستيانو رونالدو … صحتنا معلولة و…النعال البرتغالي عال العال !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل عامين تقريبا اضطررت الى مرافقة مريض داخل مستشفى حكومي وسط بغداد من ردهة المرضى التي كان راقدا فيها الى صالة العمليات في الطوابق العلوية ﻷجراء عملية جراحية مستعجلة ، واذكر كيف اضطررت الى حشره وبعد نصف ساعة كاملة من الانتظار الميئوس منه داخل مصعد مكتظ بالمراجعين والمرافقين اذ ﻻ مصعدا مخصصا لمرضى العمليات الجراحية وكنت اكرر ( بالك اخوية ..شوية ليغاد ..يمعودين ديروا بالكم على المريض..راح يختنق ..اخوية ﻻتلعب بالمغذي ..خلي ابنك يوخر ايده من الكانونة) لترد علي بكل صلافة ” عيني وشدعواك صاير عصبي ..اشو ياهو اللي تكضه صاير دختور !!) ، وبعد ان وصلنا الى الصالة وجدت بابا مصنوعا من الحديد – حدادة منطقة الشيخ عمر – قرعت باب صالة العمليات وكأنني ازور صديقا في منطقة شعبية في وقت غير مناسب كما يفعل عادة الضيوف الثقلاء – طاك طاك طاك – وﻻ جواب …طيك طيك طيك ..ﻻ احد يفتح باب العمليات ” ، وبعد هنيهة من التوتر الصحفي والضغط العصبي العالي والقلق النفسي الواطي استعدت كل الافلام السينمائية التي شاهدتها في حياتي وكيف كان يدخل خلالها المريض عبر باب المونيوم – غير قابل للصدأ – معززا مكرما بمساعدة الممرضات الى الصالة وعلى أفضل مايرام !

– ماطول عليكم السالفة – بعد ربع ساعة تقريبا قضيناها ” اخوية مو من هاي الباب ..من ذيج الباب ..عيني مو منا ..مناك ” ناهيك عن اسئلة الفضوليين هذا شبي خطية .. مايستاهل بعده شباب ؟؟؟” وعليك ان تشرح تفاصيل المرض والاصابة كاملة – من طق طق الى السلام عليكم – واخيرا فتح الباب واذ بالطبيب المخدر يقول مانصه ” ان نسبة نجاح العملية تتراوح بين صفر الى 80 % وقد يخرج من العملية بأصابات دائمية وقد ﻻيخرج اصلا …فهل توافقون على اجرائها ..عليكم ان توقعوا على الموافقة اذن؟ الحقيقة ان اكثر مالفت انتباهي في هذه الاثناء هو النعال – الرصاصي المزرق البلاستيكي – الذي كان يرتديه الطبيب المخدر وبقية الكادر الطبي اضافة الى البدلة التي تشبه البيجاما نص كم وقلت في نفسي آنذاك – لك يظاهر فعلا آني بمنطقة الشيخ عمر الصناعية وليس في مستشفى حكومي ، كل الذي طرأ عليه بعد 2003 هو تغيير اسمه فقط من الشهيد فلان الفلاني الى الشهيد علان العلاني اضافة الى تعليق الصور والرايات والتي يراد منها اخراس الضحايا المضحوك على ذقونهم ودفع الشبهات عن الفاسدين !
رفضنا التوقيع واخرجنا المريض الى مستشفى اهلي واجريناها هناك بعد ان اخبرنا احد الممرضين انه بالامكان ان تجرى من دون محاذير – مادامت بفلوس – على يد زميل الطبيب الاول ..ولعل اخافته لنا انما غايتها كعرف جديد ان تتحول من – بلوشي – الى 8 اﻻف دولار غير الادوية والتحليلات والتضميد بمستشفى خارجي يعمل لحسابها مساء !!
وبالعودة الى الفضيحة الاخيرة التي تم كشف ملابساتها خلال استجواب وزيرة الصحة داخل مجلس النواب والتي اتضح اثناءها ان صفقة ابرمت بـ 900مليون دينار عراقي لشراء – نعلان صحية برتغالية – بأكثر من27 دوﻻرا للنعال الواحد فيما ﻻيتجاوز سعره في السوق المحلية 2$…و أسأل اليس من الاولى بناء مصنع للنعلان الطبية بهذا المبلغ بدلا من استيرادها من البرتغال بصفقة مشبوهة ..ﻷن البرتغاليين انفسهم يقولون وما اجمل ما يقولون “ان الإدارة الحسنة خير من الدخل الجيد ” وهم القائلين ايضا ” الجار السيء يعطيك الإبرة دون خيط” و ” الإكثار من الشموع أحرق الكنيسة” وعلى قدر الرؤوس تكون الآراء” واجمل ماقالوا ” إن جيشا من الغزلان يقوده أسد , أشد فتكا من جيش من الأسود يقوده غزال” اما العرب فتردد قول المتنبي :
قومٌ إذا مس النعالُ وجوههم … شكت النعالُ بأي ذنبٍ تُصفعُ
بالمناسبة استجواب الوزيرة ليس غايته معرفة الحقيقة وكشف الفاسدين ومحاسبة المقصرين وانما هو صراع سياسي بحت بين ” بين تيارين سياسيين ، يرد فيها الاول على اقالة محافظ بغداد من قبل الثاني قبل شهرين تقريبا “.
نسخة الى ﻻعب المنتخب البرتغالي ونجم ريال مدريد ،الحاصل على لقب افضل لاعب في العالم اربع مرات، كريستيانو رونالدو ، ﻷتخاذ مايلزم وايقاف تصدير النعلان البرتغالية مع التحية !!
وانوه الى ان نكات امين بغداد السابق ” نعيم عبعوب ” كانت بمثابة ستراتيجية يغطي بها على فشله الكبير طوال فترة توليه المنصب فبدلا من ان يقال ” ما ابشع فسادك ، كان الناس يتحدثون عن اخر نكتة عبعوبية ” دبي زرق ورق، صخرة عبعوب ، وماشاكل ” اليوم باتت الخطة العبعوبية صفة ﻻزمة فلو ﻻحظتم ان ” قضية النعلان ” اثيرت مع الحديث عن رفع العلم الكردي في كركوك وتأزم العلاقة بين الكرد والعرب والتركمان هناك من جهة ..وبالتزامن مع التحقيق في مجزرتي الموصل وبناء القواعد الاميركية واعادة نشر قواتها في العراق مجددا من جهة اخرى ..يرجى الانتباه الى ذلك ..وعدم اغفاله ، كيف ؟ ” اربط النكتة بالازمة وذكر بها دوما …كي ﻻتنسى اي منهما وﻻ تسفه وﻻتمرر ورد كيدهم في نحورهم ” .
اودعناكم اغاتي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب