يا مُودِعاً فــي ثنايا القلبِ ذِكـراهُ
ومُنشِداً لحنَ ودٍ ، لسْــتُ أنسـاهُ
قد قيل رُبَّ صديقٍ في الوفاءِ أخ
وصَحّ ما قيل في المعنى ومَبْنـاه ُ
وللعـقــول امتيـازٌ فـــي دِرايَتـِـها
تُهذّبُ الرأيَ كـي يَسْمو بمَسْعــاهُ
إن شِئْتَ أغْضِبْ صديقاً كي تُجرّبَهُ
وهـــــــــذهِ حِكـمـةٌ مِـمـا قــرأنــاهُ
مــا كلُّ عَزْفٍ يُوافي ذَوْقَ سامِعـه
إِنْ لم يكنْ مِـنْ صَميم الوَجْد مَأتاهُ
ليس التفاني كُليـماتٍ يُباحُ بــهـا
إنْ لم يكن نَسْـجُهـا بالروح تلقاهُ
لـكــي تــــدومَ مَـــودّاتٌ مُهَـذّبــةٌ
ففي التجاربِ عَوْنٌ سوف تَرضاهُ
ماصُحْبةُ المُنتقى إلا اقتباس سَناً
يُضيءُ دَرباً ، و يـَـلقى مـا تمنّـاه
إنَّ الصداقــةَ إنْ عَـفَّتْ روافِـدُها
حِصنٌ لديمومةٍ فــي الودِّ مأواه ُ
والابـتسامةُ إنْ أبـــدَتْ تَـكـلُفَـهـا
تُـوحي بـقلبٍ عَـليـلٍ فـــي نَواياهُ
والعينُ تُفصِحُ عَـمّا فـي دَواخِلِها
اذا الصديقُ عــن الأنظار أخـفـاه
(يامـــن يَعــزّ علينا أنْ نفـارِقـَهم)
طِـيبُ الصَداقـةِ ، مِرسـالاً جعلنـاهُ
اذا التواصلُ فــي السرّاء مُـنْفـتِحٌ
تبقى الاصالةُ فـي الضرّاءِ ترعاهُ
مَادام للصدق فــي العـلياء منزلةٌ
طُـهْـرُ الصداقةِ في الأفاق سُـكناهُ
(من البسيط)