16 سبتمبر، 2024 9:51 م
Search
Close this search box.

رسالة الى : سراق حياتنا

رسالة الى : سراق حياتنا

هزائمنا انتصاراتهم , وعوزنا ثرائهم , وفرقتنا سيادتهم  , وثقافتنا اكبر مصائبهم , وتسامحنا نقطة قوتهم .
الى متى نبقى في دائرة الوهم والضياع والاعتقال , الى متى نبقى اسرى القائد الضرورة ومختار هذا العصر  ورجال دين وأفاقين يقودونا الى المجهول , كم عمر لدينا حتى يضيعه لنا هؤلاء  المدعين بالانسانية الذين يعتمرون الكذب على رؤسهم ونحن ننقاد لهم تارة بأسم قتال العدو وتارة بأسم الدين والطوائف , وتارة اخرى بأسم التحرير , وكلها أكاذيب وأقاويل عفى عنها الزمن , نقضي اعمارنا بالثقافة والادب والتأمل بمستقبل زاهر , ثم يأتون هؤلاء ويقضون على احلامنا , لماذا نسلم رقابنا لهم , لماذا , في كل يوم مجزرة وفي كل يوم وعود كاذبة , فقط تطمينات أن الخير آت , ولن يأتي
اليس من حقنا العيش كما يعيش الاخرين في هذه الكرة الارضية,  وهبنا الله عقل وثروات طبيعية لنتنعم بهما , لكن هؤلاء يؤجلون حياتنا الى حياة اخرى لانعلم متى ستبدأ , وهم يتنعمون بخيرات البلد والسلطة ويتنعمون بكل مالذ وطاب ونحن نتلظى بنار العبودية والاستغلال والعوز ولا نقبض منهم سوى وعود وصكوك غفران بأن الحال سيتحسن ولن يتحسن
اربعة اشهر مضت من عام 2013 , اربعة اشهر تضاف الى السنين العشرة الضاعة , لابناء ولاتحسن بالوضع الاجتماعي والامني , متى ستصرف الميزانية لهذا العام ومتى سيبدأ البناء , لماذا تضيع اعمارنا هنا في العراق ونحن بأنتظار صاحب الجلالة وطاقم الاحزاب ان يلتفتوا الينا , نريد بيت يضم اولادنا الذين يريدون الهرب منا الى بلاد الغرب وبلدان اوربا , يريدون ان يبدأوا حياتهم ويقولون لنا انتم أضعتم اعماركم بكلام لامعنى له بأنتظار ان يتصدق عليكم صاحب الجلالة  , انهم يريدون الهرب من الجحيم . نريد دواء لصحتنا التي هي الاخرى تريد الهرب منا وتتركنا مع المرض والشيخوخة , قولوا لنا ماذا حصلنا منكم ايها السادة سنين ضاعت في حروب وخوف ورهبة  . حياتنا كلها عوز وكلها الالام وكأن واحدنا المسيح , قهرنا السياسي والاجتماعي هو صليبنا  نحملها معنا اينما ذهبنا .  جروحنا في كل مكان مامن مكان في جسدنا الا ويأن من الوجع , لماذا , لماذا .
الوحيد الذي يتمتع  بحياة هانئة هو من يستلم السلطة في العراق , يتمتع هو واهله واصدقائه واقاربه ومدينته وقد تكون مدينة اسمها العوجة او طويريج او اي مدينة كان يسكن فيها وحدها هي المدينة وطنه وليس كل العراق وطنه ,وحده المغامر الجسور   يتمتع الى حين , اما نحن صراصير نمشي على الارض او عصافير , او نوارس مهاجرة تهاجر لتبحث عن رزقها . لانريد حياة ذليلة ولكننا هاهنا قاعدون , نريد التغيير ولكننا هاهنا قاعدون  , نريد الحرية ولكننا هاهنا قاعدون , لانفعل شيء سوى الانتظار , والعمر يمضي كالقطار , نتوسل ونتسول من الاخرين ونقول لصاحب الجلالة ارأف بنا , تمنن علينا من خيرات بلدنا يامعود ارحمنا , أذن من طين والاخرى من عجين , وبعد كل هذا التسول والتوسل  يمن علينا بمكرمة , دجاجة في رمضان , وحصة من طحين ورز لاتسد حاجة الجوعان

كان صاحبي يجلس بجانبي وانا اكتب هذا المقال , قال لي : هل تعلم ان كل الحواسم الذين سرقوا اموال الشعب من البنوك الان يتنعمون بالحياة ويتمتعون بسلطة وجاه وحتى قسم منهم صاروا اولياء امور المسلمين الذين نحن منهم , وأردف يقول أنهم أذكياء سرقوا اموالنا والان هم يتصدقون علينا , ثم مضى يقول بعد ان سحب نفس عميق من سيكارته , اذا عاد الزمن سأكون اول الحواسم , على الاقل انا منصف ومثقف واعرف كيف اصرف الاموال بخدمة الناس وووو , وانتبه الي وقال لماذا عينيك تدمع وحمراء ؟ قلت له كنت ابكي قال لماذا ؟ قلت : ابكي عليك , لانك اعلنت وفاتك تواً

أنكم ياحكام تقتلوننا بكل الطرق

أحدث المقالات