الانسان النبيه هو الذي يرى راي الناس ومن حوله فيه وفي شخصيته وسلوكه , فكل ذلك انعكاس لعمله لايعلمه هو بذاته وانما لابد له من الاطلاع على ما يرصده الاخرون ويحكمون عليه . والمسؤول او الذي يتصدى للعمل العام عليه ان يرصد ما يقال عنه وما يقترح عليه من الناس ويأخذ ما يعدل به اخطاءه ليعزز من مكانته ويكسبه قبولا عاما .
وخلال فترة طويلة اثبت موقع كتابات بانه يحمل في طياته افكارا يخطه باحثون ومحللون ونقاد ومفكرون تعتبر كنزا من الاراء والطروحات التي لو اخذ بها المسؤولون لتجنبوا الكثير من المطبات والهفوات بل ومن الاخطاء الكبيرة التي وقعوا بها . وكذلك قناة البغدادية التي احبها الناس وانشدوا اليها لانها رقيبة حسيبة تشخص الاخطاء وتنبه اليها لذلك تجد القنوات الاخرى لايشاهدها الا من يعمل في القناة ذاتها .
والمصيبة الكبرى هو انه بدلا من ان يثني المسؤول الاول في الدولة على موقع كتابات وقناة البغدادية في انهما العين الساهرة على مصالح البلاد والعباد اخذ بمقاضاة موقع كتابات لان الموقع مس شخصه السامي بحجة ان الموقع حاقد عليه وعلى العملية السياسية , واغلق مكاتب البغدادية بحجة انها تعرض وتتحدث عن فساد الدولة والدولة طاهرة شريفة !!!!
اولا ان موقع كتابات ليس حكرا على جهة معينة او شخص معين فهو موقع كل العراقيين باختلاف اتجاهاتهم وميولهم ودياناتهم وطوائفهم وكل يدلو بدلوه وله مبرراته وادلته وبالتالي فان المسؤول الواعي والمتفهم يطلع على ما يثار حوله وياخذ بما هو افضل اليه , واذا ما وجد انه تجني عليه فباب الرد مفتوح ومحترم والموقع ينشر بصدق واقتدار اي رد من جهة رسمية او من الافراد ذاتهم , وقد وصل الموقع الى مستوى من الرقي في ان ينشر حتى المقالات التي تنال او تعاتب شخص مؤسس الموقع الزميل اياد الزاملي , لذلك اصبح موقع كتابات بمثابة برلمان الشعب الحقيقي , كما ان قناة البغدادية في الجانب الاخر اصبحت قناة الشعب وصوته الهادر والتف الناس حولها لانها خاطبت كل اطياف الشعب دون استثناء فكانت صوت الاقلية كما هي صوت الاكثرية وضعت المواطن العراقي فوق كل اعتبار ولا تجانب الحقائق بل تسردها بكل جرأة وصراحة وحق الرد مكفول تماما , لذلك عندما يتداول الناس بان المرجعية الرشيدة وقناة البغدادية وموقع كتابات كانت وراء التغيير وخلع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي وانتهاء عهد الجهلة والاميين ومافيات الفساد فان قولها حق ومشهود له .
لذلك فاننا ومن باب الاصلاح والنصيحة نطلب من السيد رئيس الوزراء الجديد والوزراء والبرلمانيين والقضاة بان يخصصوا موظفا واحدا من اعلامييهم في ان يرصد و يراقب ما يكتب ويحرر في موقع كتابات ويرفع تقريرا يوميا الى المسؤول المعني ليصحح مساره اذا كان مخطئا او يرد اذا كان مقتنعا بادائه , كذلك ان ينتبه الى قناة البغدادية وحواراتها وندواتها والتي اتسمت جميعها بالتشخيص الواقعي لمواطن الضعف في الاداء حتى يتم تصحيح المسار , وان لايقعوا في اخطاء ومطبات الحكومة السابقة والتي نخر الفساد فيها من الرئيس المخلوع الى اصغر موظف وهو يصيح بان الدولة نزيهة وشريفة وان موقع كتابات وقناة البغدادية يشوهان الحقيقة !! في نفس الوقت الذي تعلن فيه الامم المتحدة بان العراق ثالث اكبر دولة في الفساد الاداري والمالي ونضيف اليها الفساد السياسي ايضا , وهذا التعنت واللامبالاة هو الذي اطاح بالمخلوع وزبانيته , اما لو كان منطقيا وواقعيا وانتبه الى ما يكتب وما يقال لكان قد شخص الاخطاء وعالجها لا ان يدافع عن الاخطاء ويتعمق فيها ويحمي الفاسدين وبالتالي احترق وتركه اقرب الناس اليه وسوف لايرحمه التاريخ لانه عبث بالبلاد وثرواتها وخسر العراق في عهده ثلث اراضيه بيد شذاذ الافاق من الدواعش الارهابيين واستحدثت في عهده سوق النخاسة لبيع العراقيات وهو ويصرح بانه حقق الامن والرخاء !!
نداء عاجل الى السيد حيدر العبادي وسليم الجبوري والى القضاء بعد تطهيره من المسيسين والى الوزراء واعضاء البرلمان , ارصدوا ما يكتب في موقع كتابات واستمعوا لحوارات البغدادية وكلفوا موظفا مسؤولا عن ذلك الرصد وتنبهوا فان التاريخ لا يرحم فمثلما رمى التاريخ في مزبلته من لايقرأ ولا يسمع فليس لديه اشتثناء اذا ما تكرر ذلك .
