23 ديسمبر، 2024 7:22 م

رسالة الى رئيس الوزراء من المواطن منير حداد

رسالة الى رئيس الوزراء من المواطن منير حداد

دولة رئيس الوزراء المحترم
اقر الله سعدك.. حكمت فقسطت، لسنا بدائل عنك، ولا مطمع لنا بالكرسي، او سواه، من اشتملات عزكم، الذي يصطرع الرجال دونه، ونزهد به.
لا يعنينا من تلك الرسالة، سوى العراق وطنا لفقراء السنة، قبل الشيعة، والافادة من النقلة الاجتماعية، واجبة التحول، بعد 9 نيسان 2003، لندرك ان الزلزال الذي اهتزت له ارض العراق، من اقصاها الى اقصاها، تمخض عن استثمار لائق بثراء شعب، يتضور جوعا، وتحت قدميه ارض فاحشة الثراء.
دولة الرئيس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لن نكتفي ببيعة ثالثة، وفق ما وسعت الدستور بشأنه، بل سنوليك بيعة عاشرة؛ اذا عالجت الفقر وقضيت على البطالة وضمنت توزيعا عادلا للثروات، وانتشلت البلد من السقوط الحاد في هاوية الاهمال، منفرطا من بين يدي رئاسات ثلاث لا ترتوي شهوة المال لديها.
ولسوف يعطيك ربك فترضى، ولاية عاشرة نبايعك عليها، ان وطدت دعائم شبكة علاقات مثلى، تصلنا بدول المحيط الاقليمي والعالمي؛ نتمتع من خلالها بتعاط دبلوماسي واضح، يقوم على تبادل المنفعة بين شعبنا وشعوب دول الجوار، من دون انزياحات عاطفية، غير مبررة؛ لتفضيل دولة، لا تضمن مصالح شعبنا، على دولة، لنا معها صلات تجارية وعلمية تخدمنا اكثر من سواها.
تخل عن عاطفة الولاء غير النافع للعراق وشعبه، محتكما لمصلحة البلد، في التقرب من تلك الدولة والابتعاد عن تلك؛ فيدرك الشعب، حينها، تساميكم العملي عن العواطف، فيثق بانتخابكم لولايات وليس ولاية ثالثة فقط، تحرجون القضاء بها، والمأخوذ حياء كالمأخوذ غصبا، اذا (مو) غصب صريح.
سنوليك العاشرة، اذا استطعت منع نفسك من بسط النفوذ، على القضاء.. تسيسه، لصالح اهداف شخصية اولا، وفئوية ثانية.. فالنفس امارة بالـ… الا ما رحم ربي؛ فارحم عسى الرحمن ان يرحمك.
السيد رئيس الوزراء نوري المالكي
ساوي بين الضعيف حتى تنتصف له والقوي حتى تنتصف منه؛ فالعدل اساس الملك؛ ولكي تضمن رئاسة وزراء تنبع من وجدان المواطن وضمير الناخب، حارب الفساد، او لا تتواطأ معه، وهذا اضعف الايمان.
لا تتستر على مفسد، وان كان ذا قربى، ولا تغض الطرف عن جانٍ؛ من جماعتك؛ فننتخبك لولايات عشر، من دون ان ترشح نفسك، للسلطة التنفيذية، رئيسا.
ولأن طبع الخادم من المخدوم، احسن اختيار المحيطين بك، وحدد مهامهم، لاتبقها فضفاضة، كما كان ارشد ياسين وروكان إرزوقي وعبد حمود، يضربون الوزراء من حول صدام حسين، كالتلاميذ في مدرسة هوجاء.
سيدي بات العراق اهوجَ في ظلكم؛ فادركوه مغيثين الناس من ترد ممض في مهاوي الانفلات.. سيطرات تمد زحاما على طول كيلومترات، تخترقها السيارات المفخخة، كالماء من الغربال؛ لا ينحصر عملكم في تدعيم سلطتكم الشخصية؛ فالعراق اوسع من الكرسي، وتاريخه ابقى ذكرا لكم، ان زهدتم بالمنافع؛ تأتيكم من حيث لا تحتسبون؛ إذ يحرص المرء على الموت يوهب الحياة.
حددوا صلاحيات المحيطين بكم، حاشية، ضمن مهمات معلومة، وليس تطفلا يتقافز على تخصصات سواهم؛ فهم يتخبطون إضرارا بشخصكم، واساءة للعراق، من ورائكم.
وبالتالي صاروا وبالا على بنية الدولة، بخرقهم الحدود الفاصلة، في توصيف السلطات؛ لضمان عدم حدوث الاختلال المدمر الذي يعيثون من خلاله فسادا في العراق، وكأنكم تدرون ولا تبالون، او … ان كنت تدريها فتلك مصيبة وان كنت لا تدري المصيبة اعظم.
دولة رئيس الوزراء المحترم، السلام على من اتبع الهدى وجانب هواه، فالهوى مهلكة والمزاج مفسدة واخضاع السلطة لمصالح ثلة، ينهك البلد، فينفلت من عقال الدستور الى ما لايحمد عقباه.
ابق ما يشد الشعب للحياة، فان استلبتهم كل شيء، وضعت نفسك، في صراع غير متساو، تكون خلاله مثقلا بمصالحك، التي تخشى عليها، اثناء القتال ضد من لا يخشى على شيء.. مفلسا متخففا من اعباء المصلحة، فـ… من لا يسوس الملك يخلعه.
اعتمد الكفاءات بدل المحاصصة الدستورية والمحسوبية الشخصية، ولا تدع احدا فوق القانون، وكف عن اغداق الوعود، مع اقتراب الانتخابات.
فاذا حققت كل ذلك، نوليك ما تشاء من عشر الى مدى العمر…