23 ديسمبر، 2024 2:25 ص

رسالة الى جمهورية “سنشيعيا” العصبية الإشتباكية …نريد تعايشا لا تقاربا  !

رسالة الى جمهورية “سنشيعيا” العصبية الإشتباكية …نريد تعايشا لا تقاربا  !

صورتان فوتوغرافيتان هنديتان مذهلتان تجسدان التعايش السلمي لا التقارب الديني والمذهبي والعرقي  والفكري والعقائدي بين – الأعدقاء – بأبهى صوره  بعد أبحر  من الدماء  سالت بينهما ، صورتان بعث بهما أحد طلاب  الدراسات العليا  العراقيين  في  إحدى جامعات ” حيدر آباد” الهندية ما أن تتمعن فيهما حتى تسترجع  الى الذاكرة وبحسرة  ما قاله المهاتما غاندي ذات يوم ” لو تقاتلت سمكتان في البحر فأعلم ان الإنكليز وراءهما ” وبما ان السمكتين  المتقاتلتين لعقود طويلة الى حد الفناء بفعل المحرض والشاحن الأجنبي الدخيل – كما يحدث في العراق بين السنة والشيعة اليوم وبين العرب والأكراد والتركمان والفيليين غدا وبين المسيحيين والمسلمين والصابئة والأيزديين والكاكائية بعد غد في حال بقاء الأوضاع على ماهي عليه لا قدر  الله – قد أدركتا ذلك فقد عقدتا العزم على التعايش السلمي بعد إستحالة  التقارب بينهما وشعارهما  غير المعلن في ذلك اسلاميا ” لكم دينكم ولي دين ” وهندوسيا ( مبدأ الساتا غرافا او اللاعنف )  ومسيحيا ( أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ ،  إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ- فقط –  فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ ) فهل ستدرك  سمكتا العراق السنشيعيتين  العصبيتين الإشتباكيتين الدم قراطيتين المسكوفتين على حطب المحتلين والغزاة الدوليين والإقليميين الطامحين بتحقيق أمنهما القومي والأقتصادي أولا  وقبل كل شيء  تحت شعار  – وليكن بعدي  الطوفان وليذهب العراقيون بجميع مكوناتهم الى الجحيم والنيران –  قبل أن تؤكلا مع المقبلات والمخللات والمرطبات على موائدهما العامرة من خيراتنا + تريووووعة  أم لا ؟!.ايها السنشيعيون العراقيون أقول لكم وببساطة شديدة أن الصورة  الفوتوغرافية الأولى  تظهر مصلين مسلمين في يوم الجمعة وقد إمتلأ بهم المسجد عن بكرة أبيه ما أضطر البقية الباقية منهم للصلاة في الشارع العام ولكن بعد ترك جانب الطريق مفتوحا لتسهيل حركة العجلات والدارجات  أولا ولمرور موكب هندوسي يحتفل بأحد أعياده  الدينية وما أكثرها طوال العام فلكل آلهة عيد ثانيا وعند مرور الموكب الهندوسي بمحاذاة صفوف المصلين المسلمين توقف  عن العزف والإنشاد ومر مرور الكرام بصمت و هدوء إحتراما للمسلمين وفور إجتيازه المصلين بمسافة معقولة عاد محتفوه  الى ” الدك والركص ” ثانية إبتهاجا بعيدهم الديني المبتدع !! .
ترى لو كان المصلون في العراق من هذا الطرف أو ذاك والموكب الديني المار بجانبهم  من هذا المذهب او ذاك ،  هل كان المشهد سيمر بسلام من دون ” طاخ ، طيخ ، طرااااخ ، اويلي ، ها خوتي ها، كذا من أجداد أجدادك ، فلان وعلان  ومن تبعهم الى يوم الدينّ كما قال العلامة – فستكان – في كتابه الشهير ” الديك الغافي على نسائم  الصباح الدافي ” المجلد العاشر بعد المئة  ، الطبعة المليون ، صفحة 750 !!” أمريكا وصلت الى المريخ ببضعة مجلدات في الديناميكا الحرارية والفيزياء الفضائية والكيمياء الحيوية والرياضيات والهندسة والطيران وعلم الفلك وبقية العلوم النظرية والتطبيقية من دون الحاجة الى فستكان ومجلداته الصفراء سواء المخطوطة منها أوالمطبوعة مع ان المجلدات الفستكانية بهوامشها وذيولها وشروحها ومتونها غير قادرة على صناعة إبرة او حبة اسبرين  او استكانة  شاي ترقص فوق صحنها مذبوحة من الألم محليا ؟!! .الهند دولة نووية وصناعية عظمى تضم عشرات الأديان والملل والنحل والطوائف  ، أشهرها الهندوسية و البوذية و الجينية و السيخية والمسيحية والإسلام  ومع هذا ” لا بوكسات ولا دفرات …لا ميليشيات مسلحة ولا عصابات …لا هاونات ولابي كي سيات ولا كاتيوشات ولا مفخخات ولا راجمات ولا عبوات ناسفات او لاصقات تزرع بدل الورود في الشوارع والطرقات ، تحت الباصات  والسيارات  ، في الأسواق والمولات ، في المدارس والجامعات والعلوات …لا كواتم للصوت ولا مسدسات ..لا إغتيالات ولا إختطافات …لا إعتقالات ولا مداهمات ..لا إختلاسات ولاسرقات .. لا مخبرين سري سريين ولا مخبرات سري سريات !!
عدد نفوس الهند يفوق المليار و200 مليون نسمة ”  وما نحن السنشيعيين العراقيين  بالنسبة لهم سوى  – فقاعة – الا أن فقاعتنا  تسيل منها الدماء انهارا ، ليلا ونهارا ، حتى أنها  أغرقت نشرات الأخبار اليومية وعلى مدار 13 عاما بل يزيد ، فيما لا تسمع لمليار الهند وملايينها ” حس ولا نفس ” لماذا وكيف ؟ لأنهم قرروا وبإصرار التعايش بسلام ووئام رغما عن  أنوف اللئام تحت مظلة وطن واحد يجمعهم ولا يفرقهم ، مواطنون يعلم كل منهم حقوقه وواجباته جيدا ، ماله وماعليه يقينا على وفق القانون والدستور الهندي  فيما لم يشترطوا التقارب العقلي والنقلي والقلبي والعقائدي والديني والقومي والمذهبي بينهم لإستحالته واقعا فعاشوا بسلام بالنقيض تماما مما صنعنا نحن بأنفسنا وبلادنا وثرواتنا وعلمائنا وعقولنا وكفاءاتنا برغم الكم الهائل  لمؤتمرات التقارب وندوات التقريب وجلسات الحوارالعجيب ومواثيق الشرف برعاية الصديق  والقريب  كانت إحداها  بجوار الكعبة ذات مساء ، أعقبها سقوط 500 الف قتيل وجريح ومعاق وثلاثة ملايين  مفقود ومخطوف ونازح ومهجر ولاجئ  او يزيد  في فخ وثائق شرف  يرعاها  من خلف الكواليس مؤجج الفتن الغريب !!اما الصورة الثانية  فهي لمسلمين يصلون  العيد  ضاق بهم على أثرها المسجد الإسلامي في ” مومباي “ما اضطرهم  الى إفتراش الشارع القريب ، إلا  أن القانون في مومباي لا يسمح بإفتراش الطريق العام و التضييق على المركبات و المارة ..فأين سيصلي البقية الباقية منهم  ؟ آني اكلك أغاتي وين راح يصلون !كان هناك معبد هندوسي بكامل اصنامه – المسماة آلهة –  يبعد عن المسجد أمتارا قليلة – كلش وحيل قليلة – فتواضع كهنة المعبد الهندوسي للمصلين المسلمين وسمحوا لهم بأداء الصلاة ” صلاة الجماعة ” داخله بتكبيراتها وتهليلاتها وحمدها وتسبيحاتها وحوقلاتها وسجودها وركوعها وصلواتها الأبراهيمية ، لله الواحد الأحد !! عجيب امور غريب قضية ، انه تعايش لا تقارب وعقد  اجتماعي هندي بين الفرقاء داخل الوطن الواحد، أصبحت الهند بموجبه  دولة عظمى يحسب لها مليار حساب مع ان دعوة كل منهما  لدخول دين الآخر متواصلة على قدم وساق ولكن بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة المقنعة والمفحمة وبالقدوة الحسنة والأخلاق الحميدة موووووو بالإكراه والتسفيه والظلم  والتسقيط والتفخيخ والإقصاء والتهميش وإثارة النعرات وتأجيج الثارات وكثرة المهاترات والتصريحات وقصف وتدمير ونهب وتجريف بساتين وأراضي   ومحو هوية المدن والأقضية والنواحي والقصبات . هل الصلاة جائزة ام غير جائزة في مثل هذه الأمكنة ؟  الجواب  متروك لأصحاب الشأن من فقهاء الهند الكبار وعلمائها  وليس العراق ،

ذاك ان  العراقيين مطالبين بحل اشكالات بلادهم الشائكة والمعقدة قبل وصول بلدهم بغير التعايش السلمي بما  يضم من طوائف وقوميات وفي مقدمتهم ” السنشيعيون ”  الى الهاوية الأخيرة  ومن غير كوابح ..ولات حين مندم .واختم بنصيحة للسنشيعيين  قبل فنائهما سوية في القريب العاجل  خلاصتها ” ان كنتم غير قادرين كعهدي بكم  على التقارب تحت يافطة ” التقريب بين المذاهب ” لوجود المحرض الداخلي والخارجي ، الدولي والإقليمي، اضافة الى المؤجج الثقافي والطائفي والتراثي  والأدبي والتأريخي والفلوكلوري  الذي يتناقل السياسيون والروزخونيون الطائفيون غثاءه بعد اضافة غثاء جديد لم يسبقهم فيه أحد من بنات افكارهم اليه  – من باب التتبيلة –من دون ان يلطمهم  قانون ولا دستور ولا سلطة تشريعية ولا تنفيذية على – حلوكهم   –  برغم طوفان الدماء والكراهية التي يشجعون على استمرارها وتغذيتها فلابد من التعايش السلمي في هذه الحالة كما في الصورتين الهنديتين مع الحفاظ على التناصح فيما بينكم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودعوة كل منكما  لنده بالحكمة والموعظة الحسنة والحوار الجاد الصادق والبناء ما كان الى ذلك سبيلا ” فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ” كما جاء في كتاب الله العزيز . 

 وليعلم الجميع بأن التعايش السلمي هو الحل الأمثل حاليا لضمان إستقرار الأوضاع في عموم البلاد وعودة الأمور الى مجاريها ووقف نزيف الدم المهراق على ضفافه ظلما وعدوانا وصون الدماء المصانة والأموال والأعراض وفرصة  لحل  الإشكال  القائم بين العنفيين من جهة واللاعنفيين من جهة أخرى ، فبينما يرى الصنف الثاني ان اللاعنف هو الطريق الناجع لأنتزاع الحريات والمطالب وإحداث التغيير المطلوب كما فعل غاندي ومارتن لوثر كينغ وتوليستوي ،وحزب الخضرالعالمي وغيرهم   يرى العنفيون امثال  تروتسكي ،  فرانز فانون، وارد تشرتشل ،  مالكوم إكس، ان اللاعنف  محاولة بائسة لفرض أخلاق الأرستقراطيين على الكادحين، اذ  من الإجرام أن تعلم الرجل ألا يدافع عن نفسه، وهو يتعرض لهجوم متوحش ومستمر” على حد وصفهم مع تباين خلفياتهم وأهدافهم إزاء ذلكم  العنف ، فيما الحقيقة الدامغة هي مزيج بين الأثنين ولكن بطريقة اخلاقية ، انسانية ، مبدئية ، موضوعية ، هادفة وواضحة المعالم ومن غير محرك اجنبي غايته تدمير وإبتلاع البلاد ، سبي العباد ، سرقة الكحل من عين الأمة والمنطق من عقلها والحب من قلبها والأنسانية من ضميرها ووووالنفط  والغازوالكبريت والفوسفات والمنغنيز والنحاس والقصدير والزئبق الأحمر  من باطنها وجامع ذلك كله ماجاء  في أواخر سورة الفتح : ” أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا”. اودعناكم اغاتي