23 ديسمبر، 2024 9:10 ص

لم تكن هذه الرسالة الأولى ، و لن تكون الأخيرة في سلسلة موضوعات قد لا تراها مهمة وأنا أرى العكس من ذلك ، أو ربما لن تكون ضمن أولوياتك ، في زحمة أعمالك و تعدد مناصبك و مسؤولياتك ، لا سيما كرة القدم التي أكلت الكثير من جرف وزارتك مذ أن صوت البرلمان عليك وزيراً و وصولاً الى جلوسك على كرسي جمهورية القدم ، بغض النظر عن أساليب الوصول .

أذكر ذات مرة إنك عقدت مؤتمراً صحفياً قبل إستيزارك الوزارة تتحدث فيه عن بطالة و مخدرات تنخر أجساد الشباب و تطرقت إلى نسب و تقديرات مرعبة ، أجزم أن فيها من الصِحة الشيء الكثير، و وصفتها بالظاهرة المستشرية بالمجتمع ، حينها طالبت بجهد حكومي ثوري للحد من إنتشار هذه الحالات الشاذة ، و وقتها قلت ان بناء المجتمع يأتي عبر بناء الفرد بصورة صحيحة !.

ليومنا هذا لم نر منك تحركاً إتجاه شريحة الشباب المتعبة و المحبطة و اليائسة من الحصول على أبسط مقومات الحياة ، لم تضع ومن بمعيتك من مديرين عامين أية إستراتيجية و دراسة للواقع المزري و تضع حلولاً آنية أو مستقبلية ، في وقت انت الوالي الحكومي على الشباب العراقي ! ، سيما و أنت الذي وصلت الى الوزارة بتضحيات أرواح ازهقت و دماء سالت في ساحة التحرير و ساحات الحق في المحافظات المنتفضة .

هل تعلم إن دوائر الوزارة التي يقال إنها المختصة بالشباب ، بعيدة جداً عن واقع الشباب جملة و تفصيلاً و مجرد عناوين و يافطات لا تسمن او تشبع من بعد جوع ، هل سألت يوماً أين تذهب المنحة الدولية المخصصة من البنك الدولي للشباب المتضرر و البالغة 2 مليون دولار سنوياً ، و كيف يتم صرفها و تبويبها و من المنظمات المنفذة لمشروع تأهيل الشباب المتضرر و الجهات التي تقف وراءها ، أيعقل ان تصرف هذه المنحة على زراعة ( ثيل ) و صبغ جدار و ورش غير مجدية بتاتاً ، تنفذ عبر منظمتين لم تتغيرا منذ سنوات ، في ظل زحمة البلد بآلاف منظمات المجتمع المدني المختصة بشؤون الشباب في مختلف المجالات .
قد تتفِه هكذا أمور رغم خطورتها و حساسيتها في ظل حاجة المجتمع الملحة ، لكذا تحرك حكومي سريع يسهم في تحسين الأوضاع و إنعاش الأمل لدى الشباب العراقي المظلوم و المغلوب على أمره و الذي إنجرف الى مسارات خطيرة و آيلاً للسقوط في نهايات سوداوية تُفسد أمة بأكملها ، وما على الرسول إلا البلاغ.. و للحديث بقية .
[email protected]