23 ديسمبر، 2024 8:46 ص

سيادة الوالي المحترم, أيها الرجل الهمام, الأسد الضرغام, الذي يعمل الليل كله والناس نيام, يامن تحترمه الخواص والعوام, استحلفك بالله أن تكن مع الله, وتترك مجالسة الواشين واللِئام, أيها الوالي الطويل الوسيم, العريض المنكبين, الأنيق, الرقيق, ذو الوجه الملائكي, الحافظ لحدود الله, الرافع لشعارات الحق والعدل, والساعي لخدمة الناس على اختلاف ألوانهم ومشاربهم, والمستغفر ربه ليل نهار, والقائم للصلاة في الاسحار, يامن انتظرنا الانصاف منه فما رأيناه, وتوقعنا المساواة بين الناس في وجهك ومجلسك وقضائك, فما لمسناه, فقد حابيت من خدعوك, وأخذت برأي من أظلوك, وقد رأينا حيفك، ويأسنا من عدلك, وضّيعت أمانتك, وفقدت بوصلتك, وقد سعيت في رضا الناس دون رضا ربك, ولم تنصف الله ولم تنصف الناس من نفسك, فأعلم أن من ظلمَ عباد الله كان الله خصمه دون عباده ، ومن خاصمه الله أدحض حجّته ، وكان لله حرباً حتّى ينزع أو يتوب . واعلم أنّه ليس شيء بأدعى إلى حسن ظن راع برعيته من إحسانه إليهم ، وتخفيفه المؤونات عليهم ، وترك استكراهه إيّاهم على ما ليس له قبله.
حضرة الوالي ..لتعلم أنّ ليس شيء أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته من إقامة على ظلم ، فإنّ الله سميع دعوة المضطهدين ، وهو للظالمين بالمرصاد .
ولا يمنعك من قضاءٍ قضيته اليوم فراجعت فيه لرأيك وهديت فيه لرشدك, أن تراجع الحق؛ لأن الحق قديمٌ، لا يبطل الحق شيء، ومراجعة الحق خيرٌ من التمادي في الباطل.
سيادة الوالي… لقد شططت.. فظلمتَ.. فضًللتَ.. فلم تعد آمِنا ولا أمينا!!.