الى مقام الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم
بواسطة جلالة الملك المعظم فيصل الثاني ملك المملكة العراقية
م / اعتذار
في الرابع عشر من تموز من كل عام يحتفل العراقيون بذكرى ثورة 14 تموز عام 1958م التي أسقطت النظام الملكي في العراق وأعلنت قيام الجمهورية ، على المستوى الشخصي لا أعتقد بأني على علم يقيني بسبب هذه الأحتفالات فهل ياترى نحن نحتفل بحمامات الدم التي قام بها مجموعة من الضباط الأثمين يتقدمهم النقيب عبد الستار العبوسي في قصر الرحاب ضد أفراد العائلة الملكية الهاشمية ؟ (والتي ظلت المسئولية عنها مثل الكرة يقذف بها كل طرف في ملعب الأخر) وماأعقب ذلك من قيام بعض الغوغاء والرعاع باستحداث ثقافة نبش القبور وسحل الجثث وتعليقها والتمثيل بها في مشهد مقزز ينافي تعاليم الدين الاسلامي الحنيف والضمير الانساني ومبادئ الأخلاق ويحاكي ماتعرض له جثمان الامام الحسين عليه السلام في كربلاء من تقطيع وتمزيق وتمثيل وفقا لمفهوم مغلوط يصور القتل بالعمل البطولي ويصف القتلة بالأبطال ! تلك الثقافة البائسة التي تطورت وترسخت بمرور الزمن لتصبح من العلامات المميزة للمشهد السياسي العراقي ، أم ترانا نحتفل بقيام
النظام الجمهوري الذي أدخل العراق في عقود من العنف السياسي والأغتيالات والأنقلابات والحكم العسكري الشمولي ليوصلنا في نهاية المطاف الى سقوط بغداد وتدنيس أرض العراق من قبل المحتل الأجنبي الذي أسس عملية سياسية يعيش في ظلها العراقيين سنوات من العنف الطائفي والارهاب والأغتيالات والفساد .
لسنا هنا بصدد تقييم حقبة الجمهورية الرئاسية (1958-2003) والتي كان ما لها وما عليها و تداول فيها الشيوعيون والقوميين والبعثيين السيطرة على مقاليد السلطة في البلاد بعد سلسلة من الأنقلابات والمؤامرات والمجازر وأنتهت حصيلتها بغزو أجنبي دمر العراق وأستباح أراضيه وقضى على الدولة ومؤسسا لجمهورية برلمانية قائمة على أساس المحاصصة الطائفية ويغرق ساستها بالفساد فيما يسبح شعبها ببحور من الدماء بسبب موجات الارهاب والعنف الطائفي .
ولكن هناك حقيقة ساطعة لايستطيع أي منصف تجاوزها وهي أن العراق أرض ملعونة وأننا ملعونون بلعنة الدماء الهاشمية التي سفكت ظلما وغدرا وعدوانا في هذا البلد ليصبح مقبرة أهل البيت قولا وفعلا وهذا مايفسر ابتلاء الشعب العراقي بعقود بل قرون من العنف الدموي والفوضى والضعف والفرقة والهيمنة الأجنبية التي عاشها العراق ولايزال ، ومن هنا كانت كتابتي لهذه السطور : – /
قال المولى عزو وجل في محكم كتابه (ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءا عند ربهم يرزقون ) صدق الله العلي العظيم ومن وحي هذه الآية الكريمة أتقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن كل مواطن عراقي غيور وشريف الى مقام النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه والى أهل بيته الأطهار مصابيح الهدى وسفن النجاة عليهم السلام والى أفراد العائلة الملكية الهاشمية العراقية بأحر التعازي وعظيم المواساة بذكرى استشهاد جلالة الملك فيصل الثاني (رحمه الله) ملك المملكة العراقية وأفراد عائلته الكريمة.
كما أتقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن كل مواطن عراقي غيور وشريف معتزا بدينه عاشقا لوطنه الى مقام النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار أئمة الهدى وسفن النجاة عليهم السلام بالاعتذار الممزوج بالحزن الشديد للسيل المتدفق من الدماء الهاشمية التي روت أرض العراق عبر التاريخ أبتداءا بشهادة أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب في الكوفة وولده أبي الاحرار الامام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) في واقعة الطف في العاشر من محرم الحرام عام 61 هجرية ومرورا بفصول تاريخية لاقى فيها الأئمة الأطهار والعلويين الظلم والعذاب والقتل والتنكيل وصولا لمجزرة قصر الرحاب صبيحة الاثنين 26 ذي الحجة عام 1377 هجرية الموافق 14 تموز عام 1958 م ، ولاتفوتني فرصة تكرار اعتذاري لرسونا وقائدنا ونبينا أبا القاسم المصطفى لأننا أضعنا الصراط المستقيم وفرطنا بدين الله القيم وحولناه من دين يتسم بالرحمة والعدل والانسانية ومذاهب فقهية وجدت للتيسير على الناس بالعبادة الى أيدولوجيات للقتل والكراهية والعنف هدفها “السلطة” ولعل هذا مايفسر ماوصلنا له من حالة مزرية والتي خسرنا بها ديننا وفقدنا وطننا الى أن
تحين اللحظة التاريخية التي نتمكن فيها من التغلب على الثقافة والأسلوب اللذين نجحت الحكومات الأنقلابية العسكرية الشمولية وماتلاها من حكومات المحاصصة الطائفية في ترسيخها في وجدان المجتمع العراقي ليستعيد هذا البلد مساره الصحيح.
نسخة منه الى :-/
1- أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام .
2- السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام.
3- الامام الحسن المجتبى عليه السلام.
4- الامام الحسين الشهيد عليه السلام.
5- الامام جعفر الصادق عليه السلام .
6- الامام محمد المهدي عجل الله فرجه الشريف.
7- المغفور له جلالة الملك فيصل الأول .
8- المغفور له جلالة الملك غازي .