9 أبريل، 2024 12:02 ص
Search
Close this search box.

رسالة الى المنتخب العراقي

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

أيها الأسُود وأنتم تضعون شارة حِداد على زنودكم وتقفون دقيقة صمت على أرواح شهداء أبرياء من فرق شعبية طرّزوا بدماء شبابهم الزكية ملعب ناحية الإسكندرية قبل أيام ، أكتب لكم بشهقات أولئك الشهداء وبلظى هتافات الجمهور وغصّة وحرقة قلوبهم وحزنهم المرير على تعادلكم مع منتخب تايلند وأكتب بغربة العراقيين في مهاجرهم وحنينهم للوطن وأكتب بدمع الأمهات اللائي ذرفنَّ الدمع أكثر من نحيبهنَّ على فقيد عزيز على قلوبهنَّ ، وأكتب بترتيل القرآن وبدعاء الكهول الذي ملأ جوامعنا ومراقدنا المقدسة ، وأكتب بشجن الإبتهالات والتراتيل في الأديرة والكنائس ، وأكتب برصاص جنودنا البواسل ومقاتلي الحشد الشعبي وهم يحملون أسلحة الحق بوجه الدواعش ويتقدمون بخطى واثقة لتحرير مدينة الموصل الحبيبة ، وأكتب بصبر خيام النازحين والمهجرين وأكتب بألق عيون أطفالنا وقلوبهم تهتز شوقا لفوزكم وأكتب لكم بصمود المعتصمين وبهتافاتهم تحت نصب الحرية لطرد اللصوص والمفسدين عن البلاد ، وأكتب لكم بإسم جبال كردستان وقلعة أربيل وإناقة السليمانية وزهو دهوك ومنارة الحدباء الأسيرة والعين الأزلية في كركوك وخيول صلاح الدين وبساتين برتقال ديالى ومضايف الرمادي المحررة وقبر عمو بابا المضيء أمام ملعب الشعب ونحيب أهالي بابل على شبّانها الذين إستشهدوا بملعب شعبي لكرة القدم وأكتب بقدّسية مزارات كربلاء والنجف وبهاء مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني وجامع الأعظمية وأهازيج ومهاويل عشائر الديوانية والمثنى والعمارة والناصرية والكوت ونخيل البصرة وأهوار وسهول الجنوب ، بكل هذه الرموز الدينية والوطنية أكتب لكم حتى تدخلون مباراتنا مع فيتنام وأنتم تتسلحون بقلوب باسلة لاتلين وأقدام واثقة وهمّة عالية ونخوة وغيرة عراقية لامثيل لها في كل بقاع العالم ، ليسمع الأعداء قبل الأصدقاء زئيركم في ملعب باص الذي سيرعب قلوب الخصوم ، ولا تلتفتوا الى إنتقادات خبيثة وضجيج أجوف وتذمر مقصود من بعض الذين يسعون الى ثني عزيمكتم ويتمنون هزيمتكم ولا يريدون الخير للعراق ، صحيح أن فيتنام ليس بالمنتخب المخيف ، لكن ظروف التصفيات وأنتم تلعبون بعيدا عن ملعب الشعب وسوء الحظ والأخطاء الفنية والإدارية غير المقصودة التي رافقت مباراتكم السابقة جعلت من فيتنام أخطر فريق سنواجهه في مباراة حاسمة لاتقبل القسمة على إثنين ، هكذا شاء القدر وعليكم إنتزاع الفوز الذي يمنحنا فرصة المنافسة مرة أخرى والمضي قدماً بتصفيات نهائية لنيل بطاقة التأهل وحجز مقعد من ذهب في ملاعب روسيا ، وكما يقول المثل العراقي إتحزّمْ للواوي بحزام السبع ، فلا تمنحوا هذا الواويفرصة لخدش مُقلة الأسد حتى لا تتبخّر أحلام شعب بكامله ، أنتم على شفا حفرة ومفترق طرق ، فأما النصر وأما النصر ولابديل سواه ، حتى نكون من ضمن أربع فرق تحتل المركز الثاني ، وأذكّركم بماحدث في نهائيات كأس العالم للشباب على ملاعب تركيا ، فقد كان لهدف المغوار علي عدنان بمرمى الأنكليز في لحظات أخيرة من تلك المباراة فعل السحر لتخطي منتخبات عريقة والظفر بالمركز الرابع ، كما ان هدف كريم صدام على الأمارات قبل لحظات من إطلاق صافرة الحكم لنهاية المباراة ، أصبح تعويذتنا وصعدنا الى كأس العالم في المكسيك ، فليكن هدف التعادل بمرمى تايلند بالدقيقة الأخيرة والذي جاء هدية من السماء هو جسر عبوركم الى المرحلة الثانية من التصفيات ، ليكن هذا الهدف الربّاني الثمين مصدر إلهامكم وحماستكم ، فأنتم جميعاً بارعون بتجاوز الصعاب ، ومعدنكم الحقيقي يظهر واضحاً عندما يضيق عليكم الخناق ، لقد تعوّدنا على شجاعتكم وصبركم في المباراة الحاسمة وأنتم أهلاً لذلك ، لا تفرطوا بالفرصة الأخيرة وأقبضوا عليها بقوة أسنان الأسد حين ينقض على فريسته ، سيكون عراقكم من جبال زاخو حتى حقول الملح والحنّاء في الفاو متطلّعاً لكم بحب لاحدود له ويتابعكم بنبضات القلوب وأنتم تخوضون مباراة الفرصة الأخيرة والإختبار الصعب ورد الإعتبار لهيبة الكرة العراقية ، هذه المباراة التي ستكون بوابة رحبة لعبورنا الى مرحلة قادمة من التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا ، لانريد الضغط عليكم ، وكل مانطلبه منكم ان تضعوا مباراة تايلند خلف ظهوركم وتلعبوا امام خصمكم الفيتنامي بثقة قدراتكم ومواهبكم ومهارتكم التي نعرقها ولاتبخسوا حق أنفسكم وحق العراقيين الذين يترقبون بشارة الفوز التي ستعانق بنادق الشجعان وهم يتقدمون بقلوب الأسُود لتحرير الموصل ، فأنتم أسُودُنا وتنتظركم معركة شرسة في ملعب إيران بينما هناك أسُودُ تتقدم في ساحات الوغى وأسُودُ تهتف تحت نصب الحرية ، أجل ياسباع أرض السواد ، تذكّروا وأنتم تلعبون هذه المباراة ان بغداد الحببيبة هي قلعة الأسود ، وأنتم أسُودها بحق ، منتظرين منكم زئير النصر ، وهو أجمل هدية لشهداء ملعب الإسكندرية وعوائلهم المفجوعة ، لا غير فوزكم المرتقب من يوقف دمع الأمهات وينشر الفرحة عارمةً في سماء وأرض العراق ، فتوكلوا على الله .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب