ايام قليلة جداً تفصلنا عن صناديق الاقتراع، عن مفترق حاسم ومصيري ليس للعراق وللديمقراطية فقط، ولكنه حاسم للمستقبل الكورد الفيليين على مختلف المستويات فالسنوات الأربعة القادمة لن تكون طبيعية وعادية، ومصيرهم سوف يكون جزء مهم من مصير الانتخابات، قد تثبت حقوقهم المهدورة وقد تتسبب في برمجة كارثة حقيقية تضيع وتعبث بوجود الإنسان الفيلي وحقوقه .والمشاهد ان الحملات الانتخابية تختلف باختلاف الهدف الذي توضع من أجله، فهناك حملات انتخابية تصمم من أجل الفوز، وهناك حملات انتخابية تصمم من أجل الشهرة وكسب الصيت والوجاهة ليس إلا دون الشعور بالمسؤولية وهناك حملات انتخابية تصمم من أجل تشتيت الأصوات عن مرشحين آخرين وتنتهي بالخسارة للكل والذي لوحظ في الانتخابات السابقة من قبل كتل واحزاب مختلفة يستغلون الاعداد لصالحهم ويهملون كلما انتهت الانتخابات والتي نرجو ان لا تكون في هذه الدورة الانتخابية ايضا.المشكلة الجديدة هي . تزاحم عشرات المرشحين وعشرات اللوائح في ظل غياب البرامج الانتخابية الناجح المأخوذ من الجهات التي تملك الرؤية الواضحة في جميع القضايا والتي اثبتت عبر التجربة انها الحريصة على امال وتطلعات الامم من دون ان يكون لها أي مطمع او هدف شخصي والتي يفترض أن يطرحها كلّ مرشح، وترسم فيها سياسته للسنوات الأربع المقبلة وهي الطامة الكبرى ،لاشك إن من يتمعن في مقومات نهوض الأمم ونشوء الحضارات لن تضيع به السبل عن حقيقة سرها القائم علي سواعد اناسها، ودورهم في رفعة أركان الأمم والأوطان. ولا تفسد الأمم إلا حين يفسد اناسها ، فهم وقود الأمة وقلبها النابض وعمودها الفقري ولا تصلح تلك البنية دون العقل الراسخ الحكيم الذي يحتوي تلك النبته ويُمهد لها أرض الوطن .ان خوض المرشحين هذه التجربة الانتخابية البرلمانية مبارك عليها وعهدنا بهم هو ان لا تذهب الأصوات هدراً .وليكون بوعي للظروف الصعبة التى يمر بها الشعب الفيلي ومعبراً عن أماله وطموحاته بفكر وإدارة وهوية غير طامعين فى مناصب دافعيين وداعميين بخبرة وكفاءة تحمل المسئولية فى برلمان قادم تعول عليه الامة الفيلية الكثير فتتعلم منه هذه الوجوه المؤهلات القادر على صنع الفارق عند التمكين فى المستقبل رافضةً المتاجرة بالقضية الاساسية وبحقوق شهداءها الأبرار و ان حق الشهيد سيعود عندما يتحقق الهدف الذى إستشهد من إجله وهي الهوية الفيلية وتذليل الصعوبات وإيصال صوته عند المسؤولين وصناع القرار وفضح محاولة النظام السابق في اقتلاعهم من جذورهم والغاء انتمائهم للعراق وطمس تراثهم ومحاربة لغتهم الام وثقافتهم و ممارسة الضغط على الحكومة العراقية لتنفيذ قرارات المحكمة الجنائية العليا العراقية، الصادرة عام 2010، والتي عدّت فيه قتل وتهجير الكورد الفيليين “ابادة جماعية وجريمة ضد الانسانية. لا على اساس المصلحة الشخصية وجهود مخططة وعملية مستمرة توظَف فيها الإمكانات والموارد المتاحة لتحقيق أهداف معينة تكون للقرابات والعشيرة والمنطقة الدور الريادي على حساب الامة المظلومة وهي من أكثر الفئات التي تعرضت للإهمال في زمن ما بعد تغييرالنظام البعثي بسبب غياب من يمثلها في مجلس النواب واملنا كبير ببعض الشخصيات المرشحة التي نرى فيها الخير بان تكون بمستوى المسؤولية . اذا لن يكون هناك تغيير حقيقي، ما لم ندخل برؤية مبنية على العلم والفكر والتوجه الواضح لمستقبل قادم ان نحافظ عليها من اجل أجيالنا القادمة ونعيش في بلداً يحفظ لنا كرامتنا ومستقبلنا ويحترم وجودنا الإنساني لكي نتعايش في اخوة وسلام، في محبة ووجدانية مع بقية مكونات العراق