تعتبر طبقة المثقفين هي الطبقة الأكثر بريقا في اي مجتمع يوجدوا فيه فللمثقف شخصيته ورؤيته التي تعكس مدى تميزه على الاخرين والمثقف كما يعرفه البعض هو من يمتلك الحذاقة وسرعة الفهم والادراك والربط بين الاشياء والاستنتاج منها ونحن لسنا بصدد اعطاء تعريف جامع ومانع منطقيا لهذا المفهوم ولكن توجد تفسيرات مختلفة واعتقد ان المثقف من له القابلية الذهنية والنفسية في تحصيل المعارف وتحليل الافكار والاستنتاج منها والساع نحوا ترجمتها على ارض الواقع وفق التصورات التي يعتقد بصحتها ,وطموح المثقف لايقف عند حد معين من الثقافة فهو يمتلك غريزة مضافة الى غريزة حب الاطلاع الا وهي غريزة العطاء لكن حتى يصل الى المستوى الذي يكون مؤثرا في مجتمعه وحاملا لمشعل المسيرة الثقافية والحضارية يحتاج حينها الى مساحة وبيئة وظرف استثنائي كما يحتاج الى من يشعره بمكانته ومدى حاجة الاخرين اليه ليحافظ على عطائه ويدفعه ببذل الجهود وقد يرى البعض ان الظروف الصعبة هي من تجعل المثقف معطاءا لأنه يشعر حينها بمسؤوليته الانسانية تجاه ما يحيط به من احداث واختلافات وتجاذبات وعلينا ان نعرف جيدا ان الثقافة لا تنحصر بتخصص ولا بمجال معين بل هي البحر الذي يسمح لأي سفان ان يبحر فيه ولايتحمل البحر اخطاء قائد السفينة فأنت اما ان تكون مؤهلا وألا فأن الاعاصير والامواج المتلاطمة ستأخذ بك نحو الغرق واحتمالات النجاة ضعيفة جدا وأرجو الالتفات الى نقطة مهمه في ايضاح مفهوم المثقف فهذا المفهوم قد يكون شاملا ويستوعب كثير من الطبقات فالإعلامي مثقف بثقافة الاعلام و الرياضي والدكتور والسياسي ورجل الدين وهكذا لكن هناك معنى وتطبيق اخر لهذا العنوان وهو يختص بفئة معينة وهم الذين يمتازون بشمولية المعرفة لكثير من المجالات ولديهم رؤى وافكار وتحليلات موضوعية للواقع الذي يعيشون فيه ويحاولون غالبا ان يعطوا تصورا واضحا لما يدور حولهم فهم من جهة اشبه بالفلاسفة من ناحية دراسة الوجود واعطاء اجوبة لتساؤلات عديدة الا انهم لا يختصون بدراسة الموجودات بماهي موجودات من اين وجدت والى اين تنتهي وكيف تنتظم ومن الموجد لها بل هم يعطون الوسيلة الاصلح للحفاظ على تلك الموجودات أو كيفية التعامل معها وكيفية الارتقاء بها من نواح عديده وتطويرها بما يلامس واقعهم وحاجة المجتمع الانساني لها فهم يشعرون بأنفسهم جزءا مؤثرا بنسبة معينه من حيث مسؤوليتهم وقدراتهم الفكرية والنفسية مع لفت نظر (اني لا اشمل بكلامي الموجد وعلة الوجود او واجب الوجود تقدست اسماؤه بل ما دونه من موجودات ممكنة الوجود) لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل وجد المثقف العراقي ضالته في ظل ما يحيط به من توتر على كافة المجالات سياسية كانت ام اجتماعية او امنية او اقتصادية وهل وجد من يعطيه حقه وموقعه الذي يتناسب معه والذي من خلاله يمكن ان يكون اكثر تأثيرا ام يكتفي فقط بندوات ثقافية معينة في الحدائق او المتنزهات او حتى بعض القاعات المخصصة وطبع كتاب معين ينقل فيه تلك الرؤى والافكار التي يتمنى ان يجد لها النور على ارض الواقع مع الاخذ بنظر الاعتبار ان تلك الافكار تبقى تدور ببن نفس تلك الطبقة ولاتتتعدى طبقة المثقفين الا بشكل بسيط يعني مثقف يحاور مثقف كما يحاور السياسي سياسيا اخر والنتيجة لايوجد طرف ثالث يستمع لهما ولعل اهل السياسة اكثر ممن يسمع لهم او لحواراتهم اليوم لكنهم لايؤثرون بالناس فكريا بقدر ما يمارسون تجاه المجتمع اساليب المكر والخداع والمغريات فالمجتمع مغرر بهم دون وعي ودراية ويقاد نحو الهاوية والمصير المجهول وهنا لا بد ان يكون للمثقف العراقي ثورته الثقافية ومنهجيته الاصلاحية لكي يحقق طموحات ابناء بلده ممن يعولون عليه ولايصح ان يعيش العزلة والانطواء على فئة معينة وينبغي له ان يترجم افكاره الى واقع عملي ويطالب بتحقيقها كما يطالب العاطل عن العمل بحقه بالتعيين فكذلك المثقف عليه ان يطالب بتحقيق مايسعى اليه وليس من الصحيح ان يخضع هو
.الاخر الى مكر الساسة ودهاءهم ومغرياتهم وخاضعا لتصوراتهم فأن كان كذلك فأقرأ على المجتمع السلام