22 نوفمبر، 2024 8:57 م
Search
Close this search box.

رسالة الى القائد الصدر

رسالة الى القائد الصدر

سأكتب بعض الكلمات الى سماحة السيد مقتدى الصدر، غير مبالٍ بما سيُقال عنها، وأعرف أن الصدر لن يفسرها كما الأخرون، ممن سيقولون إستهداف لشخصيات أو تسقيط لتيار سياسي أو ديني كبير، لأن ما دفعنا للكتابة تلك المرارة التي شعرتها بكلمات الصدر، وهو يتحدث في خطبة العيد.
سيدي الجليل، إن خطواتك وأفعالك الإصلاحية، دائما ما تفسر من فريقين، أولهما معادٍ أو مصلحي والأخر محب وطني.. فالأول يصورها كخطوات لذر الرماد في العيون وتغطية لعيوب كبيرة، ومن بين هؤلاء من يتصدرون واجهة تيارك، وهم أشد عداء لك من غيرهم، فيظهرون حبهم وطاعتهم، ولكنهم يستهدفون سمعة عائلتك وتاريخها الجهادي الوطني.. أما فريق المحبين، فهم كل عراقي وطني يريد الإصلاح، وجمهورك العاشق الذي لا يشك فيك قيد أنملة.
هل تعلم يا سيدي أن كثيرون منا لا يستطيع الحديث عن فاسد في التيار الصدري، سواء كان كاتباً أو وسيلة إعلامية أو سياسيا، لأنه يعتقد بتعرضه للتصفية والتسقيط، وهذا ما لا نظنك ترضاه.. ومثل هكذا ردة فعل عنيفة، جعلت من الناس تخشى الحديث عن الفاسد وإن كان يسرق في وضح النهار.
يدعي هؤلاء وبعضهم من المنتمين لتيارك، أن السيد لن يتخذ خطوات صارمة على كبار الفاسدين، خوفاً على إنهيار التيار وإنقسامه.. ونقول أن من يتزحزح عن خطك شبراً فلن يجد له سندا، وجمهورك من الكادحين والفقراء، الذين لا ناقة لهم في مول ولا بضاعة في تجارة أو تهريب، ولا حتى عقار سكن في العراق، وهؤلاء لن يهبوا وراء فاسد ولن يدافعوا عن خائن لك.
هل تعلم يا ابا هاشم، أن جمهورك من الفقراء الذين يفترشون الأرصفة كباعة متجولين، وهناك من يؤجر لهم الرصيف ويقتطع نصف رزقهم بأسمك.. ومنهم من لا يملك شبراً للسكن، وهناك من إستحوذ على الأراضي وباعها عليهم بأسمك أيضاً! هل تعلم سيدي أن هناك حديثا على أن هذه الفوضى مدروسة لكي يبقى الفقراء تبع من يحكمهم؟!
بل ويقال أن التيار يقف بالضد من مشروع السكن الذي إقترحه رئيس مجلس الوزراء، كي لا يتعارض مع فوائد الإستيلاء على الأراضي، وهذا الحديث أيضا كسابقه يقوله بعض من سياسة تيارك بعيدا عن الكاميرات، ويتحدث عنه الناس بهمس.. خوفا!
سيدي الجليل لسنا شاكين بأية خطوة تتخذها ولسنا قاصدين لرماية هدف غير ما معلن في كلامنا.. ولكن ما يؤلم أن تجد من كان لا يملك شيئا وبأسم تيارك صار صاحب مول، بينما الفقراء من أتباعك وهم بالملايين، ما يزالون في أسوأ عيش وسكن، وفي البيت الواحد أكثر من عائلة تسكن بالكاد غرفة!
سيدي في القلب غصة وساعد الله قلبك، فقد وثقت بالكثيرين ولكنهم إغتروا بمطامع الدنيا الدنية، وأشيع عن تيارك الأكثر ولكن أقساه ما كان من مقربيك.
لقد وصلت الجرأة ببعضهم أنهم أشاعوا أنه لا يمكن التبليغ عن فاسد، لأن لدى التيار خمسة خطوط تمر بها المعلومة.. لكن في أول خط يقوم بمساومة الفاسد ثم يعطى له عنوان المبلغ ليتم تصفيته.. ويقول هؤلاء أيضاً أن التيار تنازل عن الوزير ليستحوذ على الوزراة، وهذا ما عطل تشكيل الحكومة، والكلام منسوب لأعضاء في تيارك نفسه!
سيدي نحن على ثقة أن هؤلاء أرجاس لن يستطيعوا تدنيس تاريخك ولن يكونوا عائقاً أمام خطواتك الإصلاحية، ولكنهم سيظلون يداً مسلطة ظلمت العراق وجمهورك أولاً، ونفّرت من يعتقد بوطنيك الخالصة، وستبقى كما عهدناك ونعتقد، ويذهبون وتبقى قائداً، لكنهم يتمنون لك الأسوأ في حال أصرارك على الإصلاح، لكنك قائد وفارس.. والفارس وثب ولا يثني إذا ضرب.

أحدث المقالات