9 أبريل، 2024 3:06 م
Search
Close this search box.

رسالة الى العبادي… ابدأ بكبيرهم

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ عدة ايام والتصريحات التي تطالب رئيس الوزراء حيدر العبادي بمواجهة الفاسدين ومحاسبة سراق المال العام في تصاعد مستمر، على الرغم من الأصوات المتشائمة والتي تشكك بامكانية حسم المعركة لصالح الحكومة والمواطن، لكن في الجانب الاخر لازال البعض يتغزل بسيده ويمارس الضحك على الذقون باساليب اقل ما يقال عنها (قديمة)، لكن الغريب في الامر وما اثار فضولي فعلا هو تصريح لأحد جهابذة ائتلاف دولة القانون والذي يقود نواب حزب الدعوة داخل البرلمان خلف عبد الصمد الذي اطلق وصفا لا يمكن تجاهله كونه يدل على حجم العبودية التي يعيشها هو ومن على شاكلته حينما جعل من سيده المالكي بكفة واحدة مع رجل قام الاسلام بسيفه وحكمته، وكان عدله مثالا لشرفاء العالم بغض النظر عن دينهم، وهو يقول (الاشكالية الحاصلة حول اختيار نوري المالكي مرشحاً لرئاسة التحالف الوطني مشابهة للإشكالية التي حصلت مع الإمام علي عليه السلام حول اختياره للخلافة).

تلك الثقة التي تكلم بها عبد الصمد لم تأتي من فراغ او مجرد صدفة، لكنه مؤمن ولديه يقين بان الشعب العراقي لن يحرك ساكنا وسيعيد انتخاب نفس الوجوه لأسباب طائفية او مصالح حزبية، وهو لم يكتفي بجريمة التشبيه انما تعمد تحريك فتنة نائمة منذ 1400 عام، وهو يحاول التعكز على الطائفية للترويج لسيده الذي اصبح قاب قوسين اوادنى من المواجهة من صديق الامس، تلك التصريحات وغيرها تثبت حقيقة واحدة هي، أن الحرب على الفساد يجب ان تشمل المروجين للفاسدين ومن يسعى لتلميع صورهم وليس رؤوس الفساد فقط، فترك هؤلاء من دون محاسبة سيفسح لهم المجال لخلق فاسدين جدد يكون تكاثرهم اسرع من تكاثر الاميبا بعشرات المرات، وسيكون معالجتهم في حينها اصعب من مواجهة جيوش جرارة مجهزة باحدث الاسلحة واكثرها تطورا.

ومن خلال دعوات رئيس الوزراء المتكررة لمساعدته في محاربة الفساد ومن باب اسقاط الواجب فهناك عدة نقاط ممكن وضعها امام انظاره لقيادة المعركة ضد الفساد تتلخص باستغلال الدعم الشعبي والسياسي للاسراع ببدء المعركة قبل هروب قادة الفساد ورموزه، وعدم الاستماع لاراء بعض المستشارين وخاصة الذين يحاولون وضع العصى في عجلة مكافحة الفساد لاسباب حزبية، واصلاح الخلل في منظومة القضاء التي تشكل العامل الاساس في المعركة وخاصة ان الكثير من الشخصيات السياسية تمتلك نفوذا كبيرا في التاثير على قرارات القضاء ولديهم علاقات مع بعض القضاة واعلى هرم في السلطة القضائية وهناك الكثير من القضايا سوفت وانتهت بقرارات باطلة كون الخصوم فيها متنفذين سياسيا، تلك النقاط قد تحسم المعركة لصالح العراقيين لكنها لا تكتمل من دون اسقاط رأس الفساد، وهذا يتطلب اختصار الرسالة الاخيرة للعبادي لتكون.. ابدأ بكبيرهم اولا لتحسم المعركة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب