كثير من الهموم تحوم حول الفرد العراقي لتخفيه تلك الاخطار وحتى الامطار , ومن الواجب الانساني والاخلاقي ان نقول بوضوح وكل مواطن يحمل في نفسه رسالة وهم , لقد كسرتنا السنين ودمرتنا الطاغوتية والجور وسالت الكثير من دماء التضحيات وتوزع الظلم علينا بالتساوي , فكرهنا سماع اسم القائد الضرورة المضر وسأمنا من الزيتوني والمرقط والحاشية التي لا يسمع الدكتاتور فيها الاّ صدى صوته , ليبني القصور على اكتاف الفقراء ويمتص دمائهم ويفرض على المساكين صبغ بيوتهم ( بالتبني ) وهي متهاكلة خاوية من الداخل بعد ان ضحت بكل احتياجتها لتحافظ على كرامتها ويبع الطاغوت شرفه وضميره وقيمه ليحافظ على كرسيه , واليوم ومثل كل يوم لم يمر الا ونسمع من الصباح خبراّ سيءّ بفواجع الفقراء , حيث سقط بيت متهالك في شارع الرشيد وسط مركز بغداد على عائلة مكونة من 7 أفراد فقتل الأم والابناء ولم يبقى سوى الأب المعاق الذي يعتاش على كد اطفاله من بيع المناديل الورقية في تقاطعات الطرق ولم يستطع ان يملك بيتاّ سوى هذا الذي توارثه من اجداد اجداده , الى ان جاء اليوم الذي يصاب به وهو في ( مسطر العمالة ) باحثاّ عن لقمة عيش بعد ان اكمل الدراسة الجامعية , وكانت له أمال كبيرة وشعر انه قارب الاحلام حينما جاءت الديمقراطية وتطبق نظرياتها الموجودة في كتب الدراسة والثقافة واصبح يراها من قنوات الفضاء , وتطبيقها ان يشعر المواطنة وتحترم حقوقه من مؤوسسات دستورية تقيم العدالة الاجتماعية والمساواة ويجد مدرسة متطورة لأطفاله ويتكلم بحرية فيستجاب له وستطيع السفر في اجازته السنوية لدول تحترم جوازه ويتجول عند اقاربه في الجنوب والشمال , لا أحد يراقبه ولا مؤوسسة سرية تحكمه يتكلم بكل حرية لا يسمع بالمؤامرة والانقلاب ويبتعد عن عالم الضياع في الوطن , وكأن حلمه تحول الى كابوس حينما وجد الكونكريت يحيط الشوارع وليته اعطي منها كي تكون مسكن تقيه الانفجارات والامطار وحرارة الصيف , ويكون فرداّ متعلماّ ومعلماّ يفهم الناس ان هذه لا تدوم طويلاّ ويعلمهم حرية التعبير وانهم مصدر السلطات واصحاب القرار ولا يعود لهم زنابير الانضباط ومن يطلب هويتهم المرسومة على جباههم من غبار وطنهم المتصحر , وما ان انتهت الاعوام كبقية العراقيين يعيشون مرارة القتل الطائفي والشوارع المهجورة والسير بين الجثث المتفحمة وما صدق نفسه حينما انقشعت الغمامة , ليعود الساسة لكيل التهم لبعضهم والمشاكل تلتف حول رقبة العراق كالأفعى , يتشاتمون ويشتمون كل من يختلف معهم ويخيفون الفقراء من المجهول بمسميات وزعامات تخيفهم على مذاهبهم وقومياتهم ليخدعوا البسطاء مرتضين ان يتضور الفقير جوعاّ ويسقط عليه البيت او يتحول بيت الصفيح الى تنور في الصيف وثلاجة في الشتاء , كيف ينام الساسة وربع الشعب تحت مستوى الفقر ومتقاعديه وأرامله وايتامه لا تسد رمقهم الاعانات الاجتماعية والاطفال بلا مدارس والعوائل بلا كهرباء وبلا وسائل عيش كريم , كيف يقبلون لمواطن ان يسرق النفط من تحت اقدامه وأبن البصرة لم يعادي قرينه في اربيل او قريبه في الرمادي , لماذا يجعلون من الأخر عدو لهم ويطلبون الدفاع من الجائع عنهم ولماذا يدافعون عن المجرمين والمفسدين ويدعون حقوق الانسان ويحرمون الملايين منها ؟ ولماذا لا يزور المالكي والبارزاني البصرة والنجيفي لكربلاء ؟ ولماذا يتحتمون ويستشارون رموز الطائفية والقومية ويتخندقون ويمترسون بالمواطن ؟, اي برنامج انتخابي سوف تقدمون وماذا قدمتم لهم ومن منكم الا القليل من وصل الى ميسان وحلبجة وتلعفر ؟ ومن يعوض هذا المواطن الذي اصبح يتيم بفقد المعيل بفقد ابنائه وزوجته ولا يملك راتب مثل عامل المنطقة الخضراء ولم يحلم برواتبكم , وماذا نفعت الازمات التي صنعتوها هل انبتت شجرة او حركت مصنع عاطل و حمت المواطن من الارهاب و مسحت على رأس اليتيم . كفا لكم من السجال واستيقضوا من الكابوس للواقع ففي الاعناق امانة كبيرة ولا تسمعوا لصوت المستشارين الطائفين واسمعوا لمن ينصحكم ويصلح بينكم ويدعوكم للحوار والتهدئة وتصفير الازمات بالحلول الجذرية وكشف الاوراق فوق طاولة النقاش الوطني وليس في دهاليز الغرف المظلمة والصفقات , فالعراق لكل المكونات شيعة وسنة واكراد وتركمان ومسيح واقليات ولا يستطيع احد سحب جنسية مواطن مهما كان , ومشاكل كثيرة وكبيرة لا يمكن اجمالها فتجردوا من عروشكم واستمروا بالتجوال في الشوارع التي تجوبوها في الانتخابات وانتم خاضعين للمواطن تنتعشون في الشوارع الأسنة وبيوت التجاوز وانزعوا الطائفية في الوطن ..