22 نوفمبر، 2024 5:54 م
Search
Close this search box.

رسالة الى الشيخ محمد باقر الناصري

رسالة الى الشيخ محمد باقر الناصري

أمّا بعد :
نحن نعرف أن التأريخ لا يرحم و هو في الوقت ذاته مُنصف لايبخس حق أحد و أن التأريخ يحمل بين طياته الايجابيات و السلبيات معاً و فيه النقاء و التلوث و كلنا تشرئب عقولنا و نفوسنا الى العلو و السمو و الرفعة ليكون تأريخنا صفحة بيضاء غير ملوثة.
و لاغرو أن الاشخاص قد يصنعون التأريخ المتألق بوجهه المشرق بحروف من النور و قد ينتكس التأريخ على أيديهم ليكون حالك السواد يعكس سوء فِعالهم و مرض سرائرهم.
كنّا نتمنى أن تخّط أناملكم مسار حياة جديدة تنتشل المجتمع العراقي مما حلّ به ليكون لكم الدور الفاعل و الفعل الناهض و العنوان المؤثر و الصولة الوثابة و الصرخة المُدّوية.
خمسة عشر عاما مرّت سريعا من عمرنا بعد 2003 بعد مرحلة من التشتت و الضياع في بلاد الغربة و المهجر و منها أفراد عائلتك بين بريطانيا و كندا و الدول الاسكندنافية لاكثر من خمسة و عشرين عاما.
جاءت بعدها الفرصة المناسبة و السانحة لتأخذ بيد المواطن البسيط الذي عاش الخوف و الذلّ و التذمر و الحرمان على يد أعتى فصيل دموي كان قد حكم العراق.
و بدلا من أن يكون الدور المأمول يتناسب مع حجم المعاناة و شدة الحرمان و درجة الخوف الذي عاشها الشعب فقد حصل العكس حيث هيمنت وجوهٌ مكفهرة حاقدة لئيمة متخلفة ضالعة في الاجرام هدفها محق شخصية العراقي و تركيعه و سلْب إرادته و بخس حقوقة و إمتهان كرامته و الاستهانة بانسانيته
يقولون أن الشيوع يُفيد الاطمئنان … هكذا هي القاعدة السائدة في مبدئكم الحوزوي و قد إستقيتُ هذا الاصطلاح لقطع الطريق أمامكم عند إختلاقكم للاعذار الواهية و التبريرات غير المقنعة عن نظافة و نزاهة و كفاءة ولدكم يحيى الذي تربّع على العرش ليكون محافظاً لرابع محافظة عراقية من حيث الاهمية و عدد السكان و هي ذي قار المظلومة و أن إسمها يشهد على أنها كانت قد ألقمت العدو الفارسي لطمة على أنفه و صفعة على جبينه … و أن الشائع لدى جميع الناس أن ولدكم المُبجّل يحيى قد فاق الحدود في الاختلاس و سرقة المال العام فان كنت تدري فتلك مصيبة و إن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم حيث يتناقل الناس سَوءات ولدكم يحيى المبتذل و عدم كفاءته و إفتقاره للحد الادنى من المؤهلات.
لقد رجعتَ الى حياض الوطن في 2003 بعد غياب إستمر حوالي خمسة و عشرين سنة و أنت طاعن في العمر و بدلا من أن تُسارع لرضاء الله و تفني ما تبقى من عمرك في خدمة أهلك و أبناءك إنشغلت بالنزوات الطائشة و التصرفات المراهقة و الزواجات لتختار مَن هي بعمر بناتك او أصغر و أنهمكت بالمناصب و إمتلاك العقارات و حيازة المؤسسات ذات العناوين الوهمية الخادعة من أجل إكتناز الاموال و أنت في أرذل العمر.
لقد سجّلت رقماً قياسيا بين جميع الصعاليك من السُرّاق في إستحواذ أفراد عائلتك على المناصب الحساسة في الدولة من البرلمان و مجالس المحافظة و المحافظة فكان نصيبهم من نائب و محافظ و مستشار و مدير عام ووكيل ووزير و تقاسم أقرباءك و أبناءك و بناتك و أبناء أخواتك و أبناء بناتك و أصهارك و نُسباءك جميع المناصب الحساسة و الهامة في الدولة و أصبحتْ المنطقة الخضراء مقراً لهم و بؤرة لفسادهم و مرتعاً لصفقاتهم المشبوهة و ليتك إكتفيت بذلك و ليتهم كان لهم عطاءاً واصلاً لخدمة أبناء الشعب … إنهم إنشغلوا بمصالحهم و مكاسبهم و عقد الصفقات غير المشروعة و التعامل غير الاخلاقي مع الاراذل من عناصر الاحزاب و كانت لبنان و مصارفها و فنادقها و ملاهيها و بيوت الدعارة فيها هي محطات مشبوهة لتلك الصفقات حيث يتناقل الناس الكثير عن الدور الشائن لابنك الشيخ أسامه في ذلك الامر فهو عرّاب الصفقات التجارية المشبوهة و هو يتظاهر بالاخلاق و التديّن الزائف.
إذا إفترضنا أن الشيخوخة قد طغت على تفكيرك و أن البلادة على هيمنت على عقلك و أن الخرف قد ران على ذهنك ليجعل ستارا حاجزا عنك فضلا عن ذلك فان الذي قد يحجب الحقيقة عنك أكثر هو المجاملات الرخيصة و العلاقات المبتذلة و المصالح الحقيرة و الغايات الدنيئة لدى الانفس التافهة في المجتمع.
اليوم قد تحّولت جمعية التضامن من منطلقٍ للخير و منبر للتضامن و مرتكز للصلاح كما كنت تزعم سابقا الى كتلة التضامن باطارها السياسي التي تلهث وراء المغانم و المكاسب غير المشروعة و قد جعلت من نفسها أداة شر و بيضة القبان بين الكتل المتصارعة لتستحوذ على مكاسب أكثر و منها منصب محافظ ذي قار تلبية لمنافعها الذاتية.
لا أعتقد أن محافظا بهذا المستوى السيء قد شهدته محافظة ذي قار منذ نشأتها و لغاية هذه اللحظة و لا أعتقد أن هنالك طيحان حظ أكثر من هذا الذي يحصل.
لايسعني إلاّ أن أتقدم اليك بنصيحة واحدة فان الوقت لايتسع لأكثر منها و هي أن تقف على المنبر لتعترف بأخطاءك و تعتذر عن جميع ما أقترفه أفراد عائلتك ليرجع الحق الى نصابه و لكلِ ذي حق و مسغبة من الذين ظلمتهم من الفقراء و المِعوَّزين من أبناء الشعب و بخلافه عليك أن تحترم نفسك و تنزع عمامتك فانها تستبطن بداخلها مليون شيطان.
ساءت وجوهكم النحسة لتفريطكم بكل القيم الاخلاقية و المفاهيم الدينية و المباديء الانسانية و لا أعتقد أن هنالك مسخاً قد تجرّد من إنسانيته كما تجرّدتم أنتم حتى بلغ السيل الزبى و هبطتم الى الحضيض بئس المآل مآلكم و بئس العاقبة عاقبتكم.
إعذروا الناس حينما تنظر اليكم و الى حقيقتكم بأنكم أوغاد قد مارستم دوراً حقيرا كنتم قد دجّلتم فيه و أسبغتم عليه صفة الدين و تاجرتم به و إستخففتم بعقول الناس و إستغفلتم بسطاءهم.
إن السياسة و بالرغم مما يشوبها من إلتفاف و دهاء و مشاطرة و أوراق ضغط و إستغلال للفرص و توقيت للتزامنات اللازمة لانجاح المشاريع السياسية و لكن الذي لا يمكن نكرانه أنها تبقى هي عِلم و فن و ذوق و لها مستلزماتها القِيمية و أساساتها القانونية باطارها الانساني يحكمها قدراً من المباديء الاخلاقية و يكفي دليلا على ذلك إعتراف السياسيين الحقيقيين في كافة بلدان العالم بالخطأ و التسليم له عند حصول أيّ إخفاق او فشل غير مُتعمَد حتى لو لم يكونوا هم فاعلون ذلك لان أخلاقهم تمنعهم من التنصل عن واجباتهم و أن شجاعتهم ترفض أن يكونوا سبباً لايّ فشل و هم في صدارة المسؤولية و هذا لم نلاحظه عند رجال الدين و أدعياء الاحزاب الاسلامية قاطبة بالرغم من تغليفها بواجهات دينية يُضّلون بها و يخدعون البسطاء السذج و يستغفلون عقولهم.
أنت لست الاول و لن تكون الاخير الذي يكون مصيره الخزي الابدي و العار الشنار لتُرمى مع النفايات في مزبلة التأريخ بعد ما وصلتَ اليه من درجات غاية في التسافل من التردّي و الإنحطاط.
المُرسل مواطن عراقي …
تنويه :
إن الشيخ محمد باقر الناصري هو محمد باقر إبن الشيخ عباس الخويبراوي الباكستاني الأصل المعروف بتأريخه الاسود و مواقفه غير المشرفة مع الحرس القومي ضد أبناء الشعب الشرفاء في 1963.

أحدث المقالات